أحد الدروس الأكثر أهمية التي يمكن أن يتعلمها القائد هو كيفية عمل الثقة بالنسبة لي يبدو الأمر مثل الحصول علي الفكة وإنفاقها. ففي كل مرة تتخذ فيها قرار قياديا جيدا تحصل علي مزيد من الفكة وفي كل مرة تتخذ فيها قرارا سيئا فإنك تدفع بعضا من تلك الفكة.
كل قائد يكون لديه قدر معين من الفكة في جيبه عندما يبدأ في موقع قيادي جديد. وكل شيء يفعله إما يزيد ما يمتلكه من الفكة وإما يبددها. فإذا اتخذ القائد قرار خاطئا وراء آخر فإنه بذلك يستمر في تبديد ما يملكه من الفكة. وفي يوم من الأيام وبعد اتخاذ قرار سيئ أخير سيمد يده في جيبه ليدرك أن الفكة التي يمتلكها قد نفذت. ولا يهم حتى ما إذا كان الخطأ الأخير كبيرا أو صغيرا. فعندما تنفد منك الفكة ينتهي دورك كقائد.
أن تاريخ القائد من النجاح والفشل يصنع فارقا كبيرا في مصداقيته واستحقاقه للثقة. إن أتباعك يعرفون ترتكب الأخطاء. والقضية الحقيقية هي ما إذا كنت ستعترف بذلك أم لا. فإذا فعلت ذلك عادة ما يمكنك استعادة ثقتهم بسرعة. لقد تعلمت بشكل مباشر أنه عندما يتعلق الأمر بالقيادة لا يمكنك أن تسلك طرقا مختصرة أيا كان طول الفترة التي ظللت تقود الناس فيها.
الثقة هي أساس القيادة:
هناك ثلاث سمات ينبغي علي القائد تجسيدها لبناء الثقة:
المقدرة – الارتباط – الشخصية
الناس يصفحون عن الأخطاء العابرة بسبب القدرة خاصة إذا كانوا يرون أنك مازلت تنمو كقائد. ولكنهم لن يثقوا أبدا بشخص لديه عيوب في الشخصية. في تلك المنطقة حتى الزلات الصغيرة العابرة تكون قاتلة. جميع القادة الناجحين يدركون هذه الحقيقة. يقر كريج ويزرأب الرئيس والرئيس التنفيذي لشركة pepsico قائلا: “الناس يتحملون الأخطاء البريئة ولكن إذا انتهكت ثقتهم فستجد صعوبة كبيرة في استعادتها مرة أخرى. هذا أحد الأسباب التي تجعلك بحاجة إلي التعامل مع الثقة باعتبارها الأصل الأكثر قيمة لديك. يمكنك أن تخدع رئيسك ولكن لا تستطيع أبدا أن تخدع زملاءك أو مرءوسيك”
يشير الجنرال إتش نومان شوارسكوف إلي أهمية الشخصية قائلا: “القيادة عبارة عن مزيج فعال من الإستراتيجية والشخصية . وإذا كان من المحتم أن تكون بدون إحداهما فكن بدون استراتيجية”. إن الشخصية ومصداقية القيادة دائما ما يكونان متلازمين. ويقول أنتوني هاريجان رئيس مجلس الأعمال والصناعة الأمريكي U.S. Business and Industrial Council كان دور الشخصية هو دائما العامل الأساسي في نهضة وانحدار الأمم ومن المؤكد تماما أن أمريكا ليست استثناء من تلك القاعدة التاريخية. إننا لن نستمر كدولة لأننا أذكى أو أكثر معرفة ولكن لأننا كما نأمل أقوى داخليا. وباختصار الشخصية هي الحصن القوي الوحيد الذي يصمد أمام القوى الداخلية والخارجية التي تؤدي إلي تفسخ أو انهيار الأمم.
الشخصية تجعل الثقة ممكنة ، والثقة تجعل القيادة ممكنة.
الشخصية تتحدث
الشخصية توصل العديد من الأشياء للتابعين
الشخصية توصل الاتساق
القادة الذين لا يتمتعون بالقوة الداخلية لا يمكن الاعتماد عليهم يوما وراء لان قدرتهم على الأداء تتغير باستمرار علق لاعب كرة السلة جيري ويست قائلا: ” لا يمكنك انجاز الكثير في الحياة اذا كنت تعمل فقط في الأيام التي تشعر فيها انك بخير حال”. فإذا كان تابعوك لا يعرفون ما الذي يمكنهم توقعه منك كقائد فإنهم سيتوقفون عند مرحلة معينة عن النظر إليك كقائد.
عندما تكون شخصية القائد قوية يثق الناس به ويثقون بقدرته على إطلاق طاقاتهم وإمكانياتهم.
الشخصية توصل القدرة
لا يمكنك بناء الثقة بالتحدث عنها وحسب إن الثقة تبنى عن طريق تحقيق النتائج باستقامة دائما وبأسلوب يوضح الاهتمام الشخصي الحقيقي بالأشخاص الذين تعمل معهم. عندما تكون شخصية القائد قوية، يثق الناس به ويثقون بقدرته على إطلاق طاقاتهم وإمكانياتهم. وهذا لا يعطي التابعين أملا في المستقبل فحسب ولكنه أيضا يعزز الإيمان القوي بأنفسهم وبمؤسستهم.
الشخصية توصل الاحترام
عندما لا تمتلك القوة داخليا لا يمكنك نيل الاحترام خارجيا. والاحترام شيء ضروري بالتأكيد من اجل القيادة الباقية. كيف يكسب القادة الاحترام؟ عن طريق اتخاذ قرارات سليمة والاعتراف بأخطائهم وتقديم مصالح أتباعهم والمؤسسة على مصالحهم وأهدافهم الشخصية.
الشخصية القوية للقائد تبني الثقة بين تابعيه. ولكن عندما يحطم القائد تلك الثقة فإنه يخسر قدرته على القيادة. لا يسع القائد انتهاك ثقة تابعيه ه والحفاظ في نفس الوقت على تأثيره فيهم. الثقة هي اساس القيادة فإذا انتهكت ثقة تابعيك، فإنك تقضي على نفسك كقائد.