في كثير من الأحيان يدفعنا الحماس والطموح إلى التفكير في إنجاز شيء كبير ومهم، ولرغبتنا الشديدة في تحقيقه في أسرع وقت فإننا نتسرع في اتخاذ الخطوات والتلهف لبدأ العمل، ولكننا نصطدم بعوائق لم تكن في الحسبان وننفق الكثير من الجهد والمال في تخطيها لنجد أنفسنا أمام عوائق جديدة وهكذا. يحدث هذا نتيجة لعدم التخطيط المسبق والتحضير الجيد، وأحيانا الغرور الذي يمنعنا من استشارة من هم أفضل منا في ذلك المجال والذين كان بإمكانهم إرشادنا وتجنبنا الكثير من الانتكاسات. الحياة لا تنتهي بارتكاب الأخطاء، وإنما علينا التعلم من أخطائنا حتى لا نكررها في المستقبل، ونتجنب الألم والمرارة التي تصاحب الانتكاسة والفشل. عندما نتمعن نجد العديد من الأخطاء الشائعة والمتكررة التي يمكننا تجنبها وتحقيق ما نرغب فيه ومن هذه الأخطاء:
قضاء وقت قليل مع الأشخاص الإيجابيين
ليس هناك شيء يحد من تطورك أكثر من قضاء وقتك مع الأشخاص الخطأ، إنهم يسحبونك نحو الأسفل و يشتتون تركيزك ويملأون رأسك بالأفكار السلبية، وفي المقابل الأشخاص الإيجابيين يرفعون معنوياتك ويدفعونك نحو النجاح. حدد الأشخاص الذين يلهمونك لتكون أفضل ما يمكن أن تكون، وهؤلاء هم:
- من يقبلونك كما أنت بنقاط ضعفك وأخطائك وكل ما فيك، ويحبونك بلا شرط.
- يجعلونك شخصا أفضل بحكمتهم وصراحتهم وتجربتهم.
- يتطورون دائما، الأشخاص الذين يقدرون تقدمهم يشجعونك على التقدم والتطور.
- يدعمونك ويقضون وقتا معك ويجعلون طريقك أسهل.
- يحبون الحياة، تفاؤلهم وحماسهم وروح المغامرة لديهم شيء معد وسوف تصبح أنت أيضا مثلهم.
لا تقول ما تريد قوله
يتطلب هذا الأمر الشجاعة خصوصا إذا كان الشيء الذي تريد قوله ليس ما يريد الآخرون سماعه. عندما تقول ما تريد قوله فهذا يعود عليك بالنفع أولا وعلى الآخرين أيضا لأن: – إن كانت لديك فكرة غير اعتيادية فكيف يعلم بها الآخرون إن لم تتكلم، فإن كانت جيدة فقد حققت أمرا لم يسبقك إليه أحد وإن لم تكن كذلك فسوف ينبهك الآخرون إلى خطئك وربما تعاونتم على جعلها أفضل وفي كل الحالات سوف تتعلم شيء جديد.
- إن كان لديك أسئلة ويمنعك غرورك من طرحها فأنت لن تتطور وستبقى جاهلا بتلك الأمور، وإن كانت الأسئلة ضمن عملك فأنت تجازف بإنجاز شيء لن يعمل لأنك لم تمتلك المعلومات الضرورية بسبب صمتك.
- عندما تعبر عن رأيك بصراحة فهذا يزيل أي سوء تفاهم أو غموض ويساعد في حل الخلافات بطريقة ودية وأسهل ويقطع الطريق أمام الظنون ومن يكيدون لك.
- عندما تقول ما تريد قوله فأنت تشجع الآخرين على فعل الشيء نفسه وهو يمكنك مع معرفة ما يريده الآخرين وكيف يفكرون. – إن طلبت شيء فأمامك احتمالين: إما أن يقابل طلبك بالرفض أو القبول، ولكن عندما لا تطلب فطلبك مرفوض.
لا تفعل شيء لتحقيق الأهداف المهمة
هذا أكبر أنواع الأسف، وهو أنك تعلم أن عليك فعل شيء ما ولكن لا تفعله، ويسمى المماطلة والتي تتلخص في:
عليك أن تكون مستعد لتكون مستعد
عليك التحضير لكي تبدأ، لديك الرغبة للبدء.
ولكن اعلم أن الرغبة وحدها لا تنجز شيء. لتتغلب على المماطلة عليك بوضع مخطط لما تريد فعله قبل أن تنام لأن المماطلة هي نتيجة عدم التخطيط المسبق، أكتب ملاحظاتك خلال اليوم لتستعملها في وضع مخطط أفضل المرة القادمة، حدد الأوقات التي تكون فيها في قمة نشاطك لتشغلها في العمل والأوقات الأخرى للراحة أو لأمور أقل أهمية، وخصوصا ابدأ يومك مبكرا لأن ذلك يعطيك وقتا إضافيا لإنجاز شيء أكثر مما يرفع من معنوياتك ويدفعك للعمل.
السماح للآخرين بالتحكم في حياتك
قد يبدو هذا الأمر غريبا نوعا ما ولكنه يحدث لنا جميعا، عندما نختار تخصصا في الجامعة فقط لأن والدينا يريدان ذلك، أو عندما نختار منتوجا لأن أصدقائنا قد جربوه ونصحوا به أو حتى عندما نقضي الوقت في الدردشة مع الأصدقاء على الإنترنت وكان ينبغي أن نفعل شيء مفيد، كل هذه أشكال من التحكم في حياتك حتى إن كان الشخص المتحكم ذو مقاصد بريئة فما بالك بمن يستغلك كوسائل الإعلام وبعض السياسيين؟ ليس كل أنواع التحكم سيئة بالضرورة ولكن العبرة هي أن تكون مقتنعا بما تفعل وتقدم مصلحتك أولا ولا تفعل شيء أو تتخذ موقفا أو تصدر أحكاما من دون تفكير.
كلنا نخطأ فتلك طبيعة الإنسان، ولكن هناك أخطاء شائعة وتكرر دائما فإن كنا على معرفة بها كان بوسعنا تجنبها مسبقا، تعلم تقبل الأخطاء شيء مهم ولكن تعلم تجنب الأخطاء هو بداية التقدم والتطور.