الأشخاص الأذكياء والناجحون ليسوا معصومين عن ارتكاب الأخطاء، لديهم ببساطة القدرة على التعلم من أخطائهم وعدم تكرارها. الأشخاص الأذكياء عاطفيا ينظرون إلى الأخطاء على أنها أخطاء وحسب، بل وفرص لتعلم أشياء جديدة منها، الكل يرتكب الأخطاء تلك طبيعة البشر، ولكن ليس كل الناس يتعلم من أخطائه، البعض يرتكب نفس الأخطاء مرار وتكرارا ولا يحرز تقدما في حياته ويجهل السبب.

الاخطاء مسموحة ومغفورة دائما ما دمنا نملك الشجاعة للاعتراف بها

بروس لي

عندما نرتكب الاخطاء يكون من الصعب الاعتراف بها، وذلك لأنه يقلل من تقديرنا لأنفسنا، وهو ما يشكل عائقا كبيرا لتجنبها مستقبلا، لأن الدراسات تشير أن الطريقة الوحيدة لتفادي الأخطاء هي الاعتراف بها وتقبلها. ينقسم الناس في تعاملهم مع الأخطاء إلى قسمين: القسم الأول ذوو العقلية الثابتة (Fixed mindset) والذين يستسلمون سريعا ويربطون الأخطاء بشخصيتهم فتراهم يقولون مثلا:

لن أحسن هذا الأمر أبدا

وتراهم يكررون نفس الأخطاء مجددا وذلك لأنهم يحاولون تجاهلها، أما القسم الثاني فهم الأشخاص ذوو العقلية المتنامية (Growth mindset) والذين يتقبلون الأخطاء ويبحثون عن الأسباب و يتجنبونها في المستقبل. عندما نركز على الأخطاء فنحن نسخر الوقت والجهد من أجل تصحيحها والنتيجة هي جعل الأخطاء في صالحنا بجعلها وسائل للتعلم والتطور. الأشخاص الأذكياء والناجحون لديهم القدرة على التعلم من أخطائهم، بعبارة أخرى هم يبحثون عن أسباب أخطائهم ولا يعيدونها مرة أخرى.

عندما تعيد نفس الخطأ فلم يعد خطأ بل أصبح خيارا

وإليك الآن بعض الأخطاء يرتكبها الجميع في مرحلة ما من حياتهم، ولكن الأشخاص الأذكياء يتعلمون منها ولا يعيدونها أبدا:

أن تخدع من شخص يبدوا جيدا ويريد المساعدة

شخص مخادع

بعض الناس لديهم قدرة كبيرة على الإقناع لدرجة أنك تصدق كل شيء يقولونه، تراهم يبالغون في التباهي بنجاحهم في الحياة وكم هم محبوبون من الآخرين وبعلاقاتهم الاجتماعية الكثيرة،  ويغرونك بالفرص التي بإمكانهم إتاحتها لك، مع أنه في الحقيقة يوجد أشخاص ناجحين حقا ويريدون حقا مساعدك، ولكن الأشخاص الأذكياء يخدعون مرة واحدة فقط من قبل أناس مخادعين حتى يأخذون حذرهم في المستقبل ويفكرون مليا في العروض السخية جدا، نتيجة السذاجة وقلة الحذر والفطنة قد تكون كارثية، لذلك الأشخاص الأذكياء يسألون عدة أسئلة ويتحققون من الأمر قبل الخوض فيه، لأنهم يعلمون انه لا أحد صالح كما يبدو.

فعل الشيء مرارا وتوقع نتيجة مغايرة

فعل نفس الشيء وتوقع نتيجة مغايرة

عرف أينشتاين الجنون بأنه فعل الشيء مرارا وتوقع نتيجة مغايرة، بالرغم من شهرة هذه المقولة إلا أن هناك أشخاص يصرون أن 2+2 ستساوي في الأخير 5. الأشخاص الأذكياء في المقابل يحتاجون أن يجربوا الأمر مرة واحدة فقط حتى يقتنعوا أن المرة القادمة ستكون مشابهة. القاعدة بسيطة: إن اتبعت نفس الطريقة فسوف تتحصل على نفس النتائج مهما أملت في نتائج مغايرة، الأشخاص الأذكياء يعلمون هذا ولذلك إن أرادوا نتائج مغايرة فسيغيرون الطريقة حتى إن كان الأمر صعبا.

السعي وراء النتائج الآنية

نحن نعيش في عالم السرعة بامتياز، كل شيء نريده نستطيع الحصول عليه في وقت قصير جدا، الأشخاص الأذكياء يعلمون أنهم لا يجنون الثمار بين ليلة وضحاها كما يعلمون أيضا أن العمل الشاق يسبق جني الثمار، كما يعرفون كيف يستعملون تحفيزهم وإرادتهم لمواصلة الطريق الشاق نحو النجاح، فهم قد جربوا ألم ومرارة التعجل لإدراك النتائج.

البقاء بدون ميزانية

البقاء بدون ميزانية

أحيانا الافلاس يعلمنا أن نكون حكماء في التصرف بالأموال، الأذكياء يرتكبون خطأ المبالغة في انفاق المال على أشياء غير مهمة ومن ثم الافلاس حتى يتعلموا أن يتقيدوا بالميزانية المتاحة. عندما تحدد الأشياء المهمة التي عليك إنفاق المال عليها تصبح الخيارات واضحة. الالتزام بالميزانية المتاحة لك يجنبك الاقتراض وما يترتب عليه من مشاكل كما  يعلمك الانضباط والانضباط هو حجر الأساس للعمل المتقن.

الابتعاد عن الأهداف المسطرة

من السهل أن تنهمك في أعمالك اليومية لدرجة أن تبتعد عن أهدافك المهمة، متطلبات الحياة تفرض علينا أشياء مهمة كل يوم والتي يمكن ان تبعدك عن تحقيق أهدافك، ولكن الأشخاص الأذكياء يراجعون أولوياتهم ويبقون في الطريق الصحيح نحو الأهداف المسطرة، ليس لأنهم يتجاهلون متطلبات الحياة ولكنهم يتأقلمون معها ويملكون صورة ذهنية عامة حول ما يريدون إتمامه.

عدم التحضير

عدم الاستعداد والتحضير المسبق للمهام خطأ وقعنا فيه جميعا في مرحلة ما من حياتنا، سواء نقلنا واجبات زميل لنا في الدراسة أو ذهبنا إلى اجتماع مهم ونحن غير جاهزين أو غير ذلك من اللامبالاة. الأشخاص الأذكياء يعلمون أنهم وإن حالفهم الحظ مرة فتلك الطريقة تمنعهم من استعمال كل قدراتهم، إنهم لا يجازفون ويعلمون أنه لا بديل عن العمل المتقن والحذر من اللامبالاة، كما يعلمون أنهم إن لم يحضروا أنفسهم جيدا فلن يتعلمون شيء وهو ما يؤثر على مستقبلهم المهني.

تقليد شخص آخر

من المغري تقمص شخصية غير شخصيتك لترضي الآخرين، ولكن لا أحد يحب الشخص الزائف، وتقليد شخص آخر غالبا ما يسبب لك المشاكل. الكثير من الناس لا يعلمون أن الناس تلاحظ التصنع من خلال تصرفاتهم، ولا يدركون العلاقات التي أفسدوها والفرص التي ضيعوها من خلال تقمص شخصية غير شخصيتهم، وفي المقابل الأشخاص الأذكياء يعرفون هذا الشيء كما يعرفون أن النجاح والسعادة تتطلب الشيء الأصلي.

محاولة إرضاء الجميع

جميعنا ارتكب هذا الخطأ في حياته، ولكن الأشخاص الأذكياء يعلمون ان ارضاء الجميع ببساطة مستحيل، ومحاولة إرضاء الجميع تسخط الجميع. الأشخاص الأذكياء يعلمون أيضا أنه لكي يكونون فعالين عليهم التحلي بالشجاعة لاختيار الشيء الصحيح وليس الشيء الذي يريده الآخرون.

لعب دور الضحية

لعب دور الضحية قد يعود على البعض ببعض الفائدة ولكن النتيجة تكون كارثية بمجرد تفطن الناس لتلك الحيلة. الأشخاص الأذكياء لا يقترفون هذا الخطأ مرتين لأنهم وبالإضافة إلى تقديرهم لأنفسهم يعلمون انه بمجرد لعب دور الضحية فهذا يعني أنهم قد تخلو عن قدرتهم على تغيير الوضع وهذا أخطر.

محاولة تغيير شخص ما

الطريقة الوحيدة للتغيير تأتي بالإرادة والعمل الجاد من طرف الشخص نفسه، ومع ذلك يحاول الكثيرون تغيير الناس ويضنون أنهم قادرين على التأثير عليهم بسبب نجاحهم أو منطقهم القوي، ولكن الأشخاص الأذكياء يقترفون هذا الخطأ مرة واحدة ليقتنعوا أن الشخص الوحيد الذي بإمكانهم تغييره هو أنفسهم، لذا فهم يركزون جهدهم على تحسين أنفسهم وتطوير قدراتهم وإنشاء محيط من الناس الصادقين والإيجابيين حولهم ويتجنبون الأشخاص السلبيين الذين يعيقون تقدمهم.

الأشخاص الأذكياء عاطفيا هم أشخاص ناجحين لأنهم لا يتوقفون عن التعلم أبدا، هم يتعلمون من أخطائهم ونجاحاتهم ومن الآخرين، ويسعون دائما لتحسين أنفسهم وتطوير قدراتهم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *