كل منا لديه قائمة تحتوي على عدد من المهام التي لا يحب القيام بها، ولكن يجب إنجازها بأي حال من الأحوال. وأحيانًا، يلجأ البعض إلى إنجاز المهام الأساسية، التي قد تكون في بعض الحالات هي الجزء الممل من العمل. أما مَن يستطيعون إنجاز العمل مهما كانت طبيعته، فلديهم القدرة على إقناع أنفسهم بإنجاز الأشياء التي لا يحبونها مهما كانت طبيعتها حتى يستطيعوا التفرغ فيما بعدُ لما يحبونه.
إذا أقنعت نفسك بالقيام بالأشياء التي لا تحب أن تنجزها، فإنك بهذا تحارب سلوك المماطلة الذي يعاني منه معظمنا، حتى مع تلك الأشياء التي نستمتع بفعلها.
إذا كنت معتاد على تأجيل مهامك العادية لبضع دقائق أو لساعة واحدة، فربما قد تؤجل المهام التي لا تحب أن تفعلها لسنوات. وربما إن ألقيت نظرة على قائمة مهامك، تجد فيها تلك المهام المؤجلة التي لا تجد لديك رغبة في إنجازها.
إنجاز الأعمال غير المحببة
هناك بعض النصائح التي قد تجعل الأعمال التي لا تحبها أعمالًا مُحبَّبة إليك ولو بالقَدْر اليسير. أولًا، يجب عليك التركيز عليها. ربما تلاحظ أنه عند تناول طعام لا تحبه، فإنك تمضغه لمدة أطول. ومن المحتمل أن يكون ذلك رَدَّ فعل غريزيًّا تقوم به لمحاولة تذوق الطعام قبل أن تبتلعه.
يمكنك القيام بالأمر نفسه مع الأعمال التي لا تحب أن تفعلها. فبالتركيز على الأعمال المملة، سوف يكون من السهل عليك أن تقاوم رغبتك في تركها والعمل على شيء آخر. وسوف تلاحظ أنه بمرور الوقت يؤدي تركيزك على الأعمال التي لا تحبها إلى جعلها تبدو أكثر جاذبية.
عادةً ما يكون أول رد فعل لنا تجاه المهام المملة أننا نودُّ أن ننجزها بسرعة حتى ننتقل لفعل شيء ممتع، ولكن هذا التصرف قد يجعلك تؤجل الأشياء إلى الأبد. لذا، حاول أن تتبع نهجًا مُعاكِسًا، وركِّز أكثر على الأنشطة التي لا تحبها. واستغل طاقتك العقلية في التركيز على هذا النشاط، وسوف تحقق نتائج مدهشة.
اجعلها فنا
في بعض الأحيان، قد تكون المهام غير ممتعة؛ لأنها ببساطة تفتقر إلى الجودة في إنجازها. ربما تجد أن الكتابة أكثر متعةً من غسل الأطباق؛ لأن الكتابة تشتمل على مغزى أعمق بكثير من غسل الأطباق، بالإضافة إلى أن غسل الأطباق ليس فيه أي عمق؛ فإما أن تغسل الأطباق وإلا فإنها سوف تظل مُتَّسِخة، وهذا ما يجعل تلك المهمة مملة للغاية.
ولحل هذه المشكلة، يجب أن تضفي على العمل بُعْدًا آخر يُكسِبه نوعًا من العمق. حاول أن تنظر إلى مهامك المملة على أنها نوع من الفن يمكنك إتقانه، فسوف تجد حينها أن هذا العمق قد أضاف إلى مهمتك بعض المتعة، وهو ما سوف يزيد تركيزك عليها.
ارفع مستوى حماسك
على الرغم من أنك قد بذلت قصارى جهدك، فإن الخطوتين الأُولَيَيْنِ من الممكن ألا تكونا ذواتا فائدة. ففي بعض الحالات، ربما لا تنجح محاولتك لتحويل المهمة المملة إلى شيء ممتع. وربما يكون من الأفضل أن تنجزها سريعًا بدلًا من تسليط الضوء عليها.
تستطيع أن تُحفِّز نفسك من خلال وضع أهدافك نصب عينيك. حاول أن تطرح على نفسك بعض الأسئلة، مثل: لماذا بدأت تلك المشاريع المهمة، وما النشاط الذي يساعدك على تحقيق النجاح الذي ترنو إليه. سوف يُحفِّزك هذا الأمر على المُضِيِّ قُدُمًا وإنجاز مهامك المملة من أجل تحقيق أهدافك الرئيسية.
وهنا تكمن أهمية تذكُّرك الدائم لأهدافك، حيث يمنحك التحفيز اللازم لإنجاز المهام غير الممتعة.
مقال ذو صلة: ثماني طرق لزيادة الحافز الذاتي
لا تُؤَدِّ هذا العمل على الإطلاق
الحل الأفضل هو ألا تؤدي مثل هذه الأعمال على الإطلاق. قد يبدو هذا الأمر غير منطقي، ولكن هناك بعض الطرق التي قد تُجنِّبك فِعل الأشياء غير الممتعة: أوكلها إلى شخص آخر ليقوم بها.
استبعدها من مشروعك إذا كانت غير ضرورية.
اعثر على طريقة أفضل للقيام بها. وعادةً ما تساعد التكنولوجيا الحديثة في حل هذه المشكلة واختصار خطواتها، وتحويلها إلى مهمة ممتعة.
في نهاية المطاف، يجب أن تقلل عدد المهام التي لا تحب القيام بها؛ فالإنتاجية لا تعني أن تضغط نفسك للقيام بما تبغضه، ولكنها تعني استمتاعك بالعمل الذي تحبه.