الحياة تمضي سريعًا، فهل تستمتع بكل لحظة من لحظات حياتك، أم تستغلها في الوصول إلى غاية معينة؟ قد يعوقك الانشغال بالعمل أو بحياتك الاجتماعية عن الاستمتاع بحياتك الخاصة. قد يكون هذا الانشغال مقبولا إذا كان متناغما مع أهدافك في الحياة، ولكن السؤال الذي يطرح نفسه هو: هل يفيدك هذا الانشغال إذا كنت غير سعيد في حياتك؟
يجب أن يكون هناك تغيير في طريقة حياتك، وفي أفكارك وسلوكياتك. فيما يلي ستة أسئلة يجب أن تطرحها على نفسك على مدار اليوم، وأن تُجِيب عنها بكل صدق؛ كي تستطيع قياس مدى رضاك عن حياتك. وهذا النوع من التغيير يتطلب منك درجة كبيرة من الوعي، وأن تسعى لتعيش الحياة التي تتمناها.
هل أعيش في الحاضر؟
سل نفسك هذا السؤال على مدار يومك؛ لتعرف ما إذا كنت تعيش في الحاضر، أم أن هناك أشياء من الماضي تشغل تفكيرك، أو أن تركيزك مُنْصَبٌّ على المستقبل الذي لم يأتِ بعدُ. لا شَكَّ أن أكثر خوفك وقلقك وتوترك وألمك العاطفي ينبع من عدم قدرتك على العيش في اللحظة الحاضرة. فإذا تمكنت من العيش في الحاضر والاستمتاع بكل لحظة من لحظاته، فستتجنَّب مثل هذه المشاعر السلبية. الأمر كله متعلق بعقلك الذي يأبى أن يعيش في الحاضر، ويُركِّز على الماضي أو يتعلق بالمستقبل.
عندما يتطرَّق عقلك إلى مثل هذه الأفكار، بادر بطرح السؤال التالي: هل أعيش في الحاضر؟ حينها، سوف تستعيد السيطرة، وتعُود إلى اللحظة الحاضرة.
هل أنا مفيد للآخرين؟
هل ساعدتَ أحدًا اليوم؟ تنبع السعادة في الحياة من الخدمات التي تقدمها للآخرين؛ فأنت لا تعيش فقط من أجل الحصول على كل ما تريده أو تحتاج إليه، بل يجب أن تبحث عن وسائل تساعد بها الآخرين على مدار يومك. ليس شرطًا أن تكون الخدمات التي تقدمها للآخرين ضخمة، بل يمكنك فقط أن تبتسم لزميلك في العمل، أو تساعد شخصًا كبيرًا في السِّنِّ في عبور الطريق.
احرص على أن تُقدِّم هذه الخدمات من أجل السعادة، ولا تنتظر المقابل من الآخرين.
هل أَتصرف على سجيتي؟
أنت أكثر مَن يعرف حقيقة شخصيتك، فأنت تعرف متى تكون طبيعيًّا وتتصرف بتلقائية، ومتى تكون مُتَصَنِّعًا. قد تلجأ أحيانًا إلى التصرف بطريقة مُغايِرة لحقيقتك عندما تريد أن تثير إعجاب أحد، أو ترغب في الحصول على موافقة أحد. وغالبًا ما يحدث هذا الأمر في المواقف الاجتماعية المختلفة؛ فإذا حَدَث، فتوقَّف لتسأل نفسك السؤال الآتي: هل أَتَصَرَّفُ على سَجِيَّتي الآن؟ لا تتظاهر من أجل الآخرين، ومهما حدث، فلا تتخلَّ عن شخصيتك الحقيقية؛ بل أظهر لها الاحترام والتقدير.
هل أبذل كل ما في وسعي؟
قد تتسرَّع أحيانًا في الحكم على نفسك عندما ترتكب الأخطاء، ولكن قبل أن تُصدِر حكمك، سَلْ نفسك السؤال الآتي: هل بذلتُ قصارى جهدي؟ يجب أن تسأل نفسك هذا السؤال على مدار اليوم؛ فعندما يفشل الإنسان في أمرٍ ما يشعر بالحزن، وتسيطر عليه مشاعر سلبية. لذا، عندما تمُرُّ بهذا الموقف الصعب، استحضر السؤال السابق؛ فإذا رأيت أنك لم تُقصِّر في أداء ما عليك، فعندها تتخلَّص من المشاعر السلبية المرتبطة بالفشل.
هل أنا محب لنفسي وللآخرين؟
في نَفْس كل مِنَّا مشاعرُ حُبٍّ، ومشاعرُ كراهيةٍ. ويجب أن تعرف أيَّ نوعٍ من المشاعر يسيطر عليك خلال يومك. سَلْ نفسك السؤال الآتي: هل أنا مُحِبٌّ لنَفْسِي وللآخرين؟ وإجابة هذا السؤال في غاية الأهمية؛ لأنك إذا أردت أن تستفيد من يومك، وأن تستمتع بكل لحظة من لحظاته، يجب أن تتعلم كيف تحب. تخلَّص على الفور من مشاعر الكراهية والاستياء والضغط والتوتر، واملأ حياتك بالسعادة والرضا والمرح والحب للجميع.
هل أنا سعيد الآن؟
نرغب جميعًا في الشعور بالسعادة الحقيقية؛ لذا احرص على طرح هذا السؤال على نفسك على مدار اليوم: هل أنا سعيد الآن؟ فإذا كانت الإجابة بالنفي، يجب أن تعرف أسباب ذلك، وأن تسعى بكل قوتك لتحقيق السعادة. وليكُن قدوتك في ذلك الفنان الذي يرسم أعظم أعماله على لوحة بيضاء؛ فكذلك يومك هو صفحة بيضاء؛ فَاغْمُره بالسعادة.
مقال له قيمة وكلام له وزنًه شكراً
العفو ونسعد بمتابعتك