تحقيق الاهداف

هل تتذكر في بداية السنة عندما وضعت أهدافا للسنة المقبلة بأن تتوقف عن التدخين أو تخسر الوزن أو تتمرن أكثر …الخ وعاهدت نفسك على تحقيقها، لتجد نفسك بعد بضعت أيام تعود إلى ما كنت عليه قبل ذلك التعهد؟ لماذا من الصعب علينا البقاء أوفياء لأهدافنا؟ لأن التغيير شيء كبير ومخيف. أنت لا تريد أن تحتفظ بنفس تعهدات هذه السنة إلى السنة القادمة من دون تغيير، كم سيكون ذلك محبطا، ما العمل إذن؟ التغيير يبدأ بخطوات صغيرة، لا تتوقع أن تتوقف عن التدخين غدا، ولا أن تخسر تلك الكيلوغرامات الزائدة في نهاية الأسبوع، المهم هو أن تكون كل يوم في الطريق الصحيح لتحقيق أهدافك، مهما كانت. وهذه الآن بعض الخطوات الصغيرة التي ستساعدك على تحقيق الجرعة اليومية للتغير لتبقى حقا في طريق تحقيق أهدافك:

خصص على الأقل 15 دقيقة كل يوم للتغيير

حتى لو كان ذلك مجرد سيجارة ناقصة عن المعتاد، أو قراءة مقال محفز، أو مجرد المشي قليلا، افعله ! فذلك من شأنه أن يكسر الروتين الذي يمنعك من التغيير، والأهم هو أنك ستقتنع أنك قادر على فعل شيء ولو كان صغيرا، فمع الوقت سيكبر، ومع الوقت لن تصدق نتيجة هذه الأفعال اليومية على حياتك، وهو الدافع الذي سيجعلك تطلب المزيد وتفعله.

ضع أهدافا أنت حقا متحمس لتحقيقها

  عندما تضع أهدافا وتجد صعوبة في مداومة العمل عليها هذا يعني أنك تحصل على شيء مقابل عدم عملك، وهذا الشيء هو الذي يمنعك، لأنه بسعيك وراء هدفك فأنت تخسره فهو بمثابة المكسب، هناك قاعدة في علم النفس تقول نحن نكرر الأفعال التي تجعلنا نحس بالارتياح، وهذا يعني مادام هدفك أصغر من المكسب فسوف تختار الارتياح على عدم الارتياح والسعي وراء هدفك.

ضع أهدافا عملية

ضع أهدافا عملية

  إن كنت متحمسا جدا لتحقيق أهدافك فهذا شيء جيد و سيفيدك في مداومة العمل، ولكن ينبغي أن تحذر عند وضع الأهداف، لا تبالغ وترفع المستوى كثيرا، لأن الحماس قد ينقص ويصبح هدفك في حد ذاته عائقا، يمكنك في المقابل تقسيم الأهداف الكبيرة إلى أهداف صغيرة وبسيطة وبهذا لن يتطلب العمل عليها حماسا كبيرا.

لا تترك شيء أبدا من دون أن تستبدله

  إن كان تحقيق هدفك يتطلب ترك سلوك معين، ينبغي عليك تغييره بسلوك آخر إن أردت تغيير حقيقيا ودائم، إن لم تستبدل السلوك بسلوك آخر فسوف ينتهي بك الأمر إلى محاولة تجنبه كما يحدث وقت فراغ كبير كان يشغله ذلك السلوك والذي سيملأه التفكير الفرط والذي يقود بدوره إلى العودة إلى السلوك الأول من جديد. وعليه عوض كل سلوك تتركه بسلوك آخر فمثلا إن أقلعت عن الجلوس في المقهى فاستبدل ذلك بممارسة الرياضة مثلا، أو إن أقلعت عن مشاهدة التلفاز ليلا فاستبدل ذلك بالقراءة …الخ .

ابحث عن الدعم

ابحث عن الدعم

  القليل من الناس يصلون إلى حيث يريدون بأنفسهم، كلنا نحتاج إلى التشجيع والدعم في مسيرتنا نحو التغيير، قد يكون ذلك صديق أو مجموعة تتعاون ولديها أهداف مشتركة، أو قد يكون أحد أفراد العائلة أو شريك الحياة، المهم الدعم الذي تتحصل عليه، وكلما كان العدد أكبر كان الدعم أكبر، وحتى لو استطعت التقدم بمفردك فبالدعم سوف تتقدم أسرع وأفضل.

الخلاصة

التغيير ليس شيء سهل ولكن يمكنك تحقيقه ما دمت لا تبحث عن الحلول السريعة والجاهزة، وكنت مستعدا للاختيارات اليومية التي ستجلب لك النتائج الدائمة، سوف تخفق في بعض الأيام ولكن هذا لا يعني أن ترمي المنشفة، ولكن ببساطة هي فرصة لتعيد معاهدة نفسك لتحقيق أهدافك.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *