ما تعريفك للنجاح ؟ كيف تحقق اسمى غاياتك؟ هل يقاس النجاح بالانجازات فقط . ام بـالثروة والمنصب والوظيفة والمكانة؟ ام بالسلام الداخلي والتصالح مع الذات والطمأنينة والسعادة ؟ تهدف هذه الاسئله إلى استطلاع خارطة طريق تساعدنا على بلوغ وجهاتنا وتحقيق غايتنا . تتضمن هذه الخارطة اتخاذ سلسلة من الخطوات وإجابة مجموعة من التساؤلات. فضلا عن تطوير مجموعة من المهارات والعادات الجديدة.
لكل منا صفات متفردة يتم استدعاؤها وإحضارها وتشغيلها في كل موقف . ولدينا قصص حياتية متباينة. ومواطن قوه ومواطن ضعف مختلفة وميول ومصادر قلق متمايزة. ومن الطبيعي أن يؤدي هذا إلي تأطير ورسم مسار مثالي مختلف لكل منا. وبما أن كل إنسان ميسر لما خلق له. وبما أن قيمة كل منا تستمد من أداته وعطائه وإبداعه فليس منطقيا أن نعيش علي محاكاة الآخرين وتقليدهم ومماثلتهم والسير علي نفس النهج مسترشدين بخرائط الطريق التي رسموها لأنفسهم.
رسمك لخارطة طريق النجاح هو أمر يتعلق باكتشافك لذاتك وفهمك لمهاراتك ومعرفتك بمن تكون وماذا تريد. عندئذ فقط يمكنك تطوير استراتيجيات لشق طريقك وإدارة حياتك الفكري ومن حيث التعلم والتحسين المستمر لاستثمار قدراتك و استنفار طاقاتك الكامنة.
كل ميسر لما خلق له:
- اعرف نفسك : اكتشف مواطن قوتك ونقاط ضعفك حدد ميولك افهم نفسك.
- استثمر فرصك : حدد أهم ثلاث مهمات الوظيفية التي تحلم بها وائم بين المهارات والمهمات.
- تجاوز التوقعات : من جيد إلى رائع طريقك الفريد والسيد.
اعرف نفسك : تقدير مواطن القوة ومواطن الضعف
قد يبدو هذا امراَ سهلاَ . لكن بعض من يجربون يندهشون من صعوبة تحقيق ذلك . يجد كثير من الناس مشقة في تبين ميولهم . ويتجلى ذلك بوضوح عندما يعلمون في وظيفة لا يستمتعون بها حقا . قد يتمخض هذا الصراع مع ميول التوجيهات والمواقف الذهنية عن عدم احساس الانسان بعمله . وكرهه لوظيفته . مما يعنى أن يبقى أحدنا رهينة لتلك الوظيفة ؛ حيث من المستحيل أن نحقق التميز في وظيفة تكرهها .
ثمة أساليب يمكن أن تساعدنا في تحديد ما نحبه حقاَ وكيف نحول هذه العاطفة إلى فرص ممكنة. كى تتحول تدريجياً إلى وظائف أو مهن. يساعدنا توقيت وتعلقنا العاطفي بمهماتنا أن نعمل على تعزيز مواطن قوتنا وعلاج نقاط ضعفنا والتغلب على الصعوبات وتجاوز العثرات التى نوجهها دائما في مسيرتنا المهنية .
في غمرة التشتت اليومى والفوضى التى يواجهها الناس في حياتهم الوظيفية يوميا . من اليسير ان يفشلوا في تكريس وقت لتقييم مهاراتهم بدقة، قد لا تسبب هذه الغفلة مشكلة جذرية على المدى القريب، الإ انها بكل تأكيد تسبب مشكلات على المدى الطويل . ومن اجل تقدير واكتشاف مواطن قوتك ونقاط ضعفك، حاول أن تجيب عن الأسئلة التالية؛
- هل يمكنك تحديد اهم ثلاث مواطن قوه متعلقة بمهاراتك، وأهم ثلاث نقاط ضعف ؟
- ما اهم ثلاث قدرات او مهارات مطلوبة لوظيفتك الحالية والمرتقبة؟
- هل أنت وحدك المسؤول عن تقييم أدائك واختبار مهاراتك ، مقارنة بمتطلبات الوظيفة، ومن ثم تحديد المسار الوظيفي والتدريبى الملائمين لك؟
حاله دراسية حقيقية حول أهمية اكتشاف مواطن القوة والضعف
كان المدير الشاب الذى يعمل في جمعية استهلاكية كبرى. يشعر بأنه محبط وغير واثق من نفسه.
بعد الاستماع إلى روايته سألته ان يصف مواطن قوته ومواطن ضعفه. توقف للحظات ثم اجاب
“اعتقد أنني كف، من الناحية التحليلية. وأرى أنني مفكر جيد ، ويمكن الاعتماد على لأنني اعمل بجد وأدب”
“وماذا عن مواطن الضعف؟”
اطرق لدقائق معدودات ثم طلب منى أن اوضح ما أقصد.
قلت ” مثلا؛ ما هي الانتقادات التي سبق ووجهت إليك من مديرك أو من الزملاء الآخرين”
قال : “لا شيء يقولون لي أن أستمر في فعل ما أفعل وحسب”
سالته إن كان قد حصل على اكبر زيادة مالية في الراتب في نهاية العام السابق
فقال : “لا في الواقع”.
سألت: “وكيف شرح لك مديرك الأمر؟ “
“قال: هو لم يشرح و انا لم أستوضح
سألته من جديد عن كان متأكدا من أن تقييمه لم يتضمن أى خلل في مهارات معينة. فقال إنه لا يستطيع أن يذكر أى نقطه ضعف أشار اليها مديره في اى وقت .
وبعد برهة من الزمن قال ” وكانت هذه هي البداية الحقيقية لمحاولة وضع ايدينا على مواطن ضعفه.
ثم ناقشنا إطار تفكيره. سألته؛ هل ترغب حقا في مواجهة التحدى الخاص بفهم مواطن القوة والضعف لديك. أم انك تظن ان هذا الأمر هو مسؤولية طرف آخر ؟
اعترف بانه لم يفكر في الأمر من قبل بهذه الطريقة لأنه كان يظن أن هذه مسؤولية المشرف والمدير، وبصفه عامه ، مسؤولية المؤسسة. .
وأضاف ؛ ” إجمالا.هم يعرفونني ويعرفون ماذا يريدون مني”
ناقشنا احتمال ان يكون الاحباط والقلق اللذين يشعر بهما ليسا في الواقع خطأ مديره .وأوضحت له أنه من الصعب الوصول الى جذور احباطه إلا إذا تحمل مسؤولية اكبر بخصوص تقييم مهاراته. وأوضحت له أن لقدراته تأثيرا مباشرا على تمكينه من الوفاء بالمتطلبات الوظيفية وتوقعات رئيسه منه في العمل.
في نهاية المقابلة اعترف بأنه لم يتخذ خطوه ايجابيه لتقييم مهاراته. ناقشته ما إذا كان قلقة حقيقي وله ما يبرره . وحفزته الى ان يتوقف لبرهة ويتأمل .ثم يتخذ خطوات ايجابيه فاعلة قد تكون صعبه في البداية .وأنها بالفعل تساعدهم في المضى قدما في مسارهم الوظيفي .ثم ادرك انه احتاج الى ان يحفز نفسه لكى يعيد النظر في رؤيته بأكملها وأن يتعامل مع هذه المساحه الحساسة و الحاسمه من حياته.