ماذا تريد أن تكون عندما تكبر؟! قد يكون من المزعج للبعض أن يظل هذا السؤال يتردد في أذهانهم وهم في أواخر العشرينات أو الثلاثينات من العمر، أو ما بعد ذلك. قبل أن أبلغ العاشرة من عمري، كنت متأكدًا بشكل لا يحتمل الشك مما سوف أصل إليه عندما أكبر. وعندما بلغت العشرين من عمري، كنت قد نجحت في الاستقرار في الوظيفة التي كنت أحلم بها منذ أن كنت في العاشرة من عمري.

إذا كان باستطاعتك تحديد هدف مهني طويل الأمد ووضعه أمام عينيك باستمرار، فإن ذلك سوف يمثل لك مصدرًا للراحة والثقة في أنك تستطيع تحقيقه. كما أن تحديد هدف مهني مستقبلي يمثل نقطة ارتكاز في حياتك، تعرف بها أين تقف وإلى أين تتَّجه، بالإضافة إلى تحديد احتياجاتك، ووضع خطة واضحة لتحقيقه.

وفي المقابل، فإن التردد وعدم اليقين بشأن المسار المهني الذي ترغب في السير فيه في المستقبل، وعدم قدرتك على تحديد الوظيفة المناسبة أو التأهيل والتدريب اللازمين قد يشكل نوعًا من العبء عليك. فعندما يفتقد البعض وجود مسار محدد للسير فيه طوال حياتهم المهنية، يشعرون بعدم الاستقرار كأنهم في بحر متلاطم الأمواج دون أن يكون هناك ميناء يصلون إليه، وبذلك لا يتمكنون من تحقيق هدف بعينه.

الحياة معقدة بشكل لا يمكن تصديقه، وهي مليئة بعدد غير محدود من الخيارات والاحتمالات لا يؤثر فيها سوى قدرتك الإبداعية وشجاعتك. هل ترغب في أن تبتاع منزلًا جميلًا وتكون لك حياة عائلية مستقرة؟ هل ترغب في أن تسافر لترى العالم وتلتقي أشخاصًا من ثقافات وبيئات مختلفة؟ هل تودُّ أن تبدأ عملًا خاصًّا جديدًا؟ هل ترغب في تعلم فن الرسم؟ هل ترغب في ممارسة التأمل يوميًّا؟ هل ترغب في كتابة رواية ممتعة؟

إذا كان لديك كل الرغبات والطموحات السابقة، فعليك أن تلتزم بالآتي:

تحديد أولوياتك

في بعض الأحيان، قد تمثل الخيارات والاحتمالات الكثيرة المتاحة عائقًا أمام تحقيق الهدف الذي تسعى وراءه. والخطوة الأولى التي يجب عليك اتباعها هي أن تحدد اهتماماتك وأفكارك بخصوص مسارات حياتك المستقبلية. وهذا لا يعني بالطبع أن تتخلص من أي من أحلامك، ولكن الذكاء يكمن في أن تجد حلولًا مبتكرة تساعدك على تحقيق رغباتك وأحلامك، والاضطلاع في الوقت نفسه بمسؤولياتك في الحياة.

وضع رؤية واضحة

الرؤية الواضحة للأشياء هي ما يميز شخصًا عن آخر، فالبعض يعيش في مجتمعات ضيقة منغلقة، وهناك آخرون منفتحون على العالم. بالطبع، سوف تكون نظرتهم كل منهما للحياة مختلفة. لذا، قبل أن تحدد أولوياتك، يجب أن تتأكد من أن لديك رؤية شاملة وواضحة قدر الإمكان. حاول أن تفكر في حياتك الحالية والمستقبلية، وتخيَّل كيف سوف يكون شعورك عندما تكبر وتنظر إلى ماضيك.

خوض التجربة

الحياة ليست مجرد نقاش فكري، ولكنها أفعال وتصرفات ومبادرات يجب عليك اتخاذها. انطلق وعِشْ حياتك، وخوض تجارب واستفد منها، وكوِّن أفكارًا لحاضرك ومستقبلك. واعلم أنك لن تتعلم حتى تجرب أشياء جديدة. اختر مسارًا مُحتمَلًا في حياتك، وجرِّب السير فيه، وتعلَّم من أخطائك وصحِّح مسارك حتى تصل إلى مُبتغاك في النهاية.

وأخيرًا، يجب أن تضع حقيقة أن التغير هو طبيعة الأشياء أمام عينيك دائمًا؛ فمهما كانت خططك جيدة، فإنها قد تأتي مُغايِرةً لما خططت له. واعلم أن الحياة ليست شيئًا ثابتًا، وأن عليك أن تكون مستعدًّا لمواجهة مفاجآتها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *