ما السلبية؟ السلبية عندي هي التفكير في أحداث الماضي السيئة، و/أو توقع أمور سيئة في المستقبل، والشعور بالأسف على نفسك عمومًا.
ويبقى السؤال: هل هناك زر سحري يمكنك الضغط عليه لوقف تلك الأفكار السلبية؟!
إنك لا تحتاج إلى زر لوقف الأفكار السلبية، ولا أظن أن إيقافك للأفكار السلبية سيجعلك إيجابيا.
في الواقع، أرى أن طرد الأفكار السلبية ليس أمرًا جيدًا؛ وإليك الأسباب:
- يمكنك الجري، ولكن لا يمكنك الاختباء. لن تستطيع محو التجارب السيئة من حياتك، أو منعها من الحدوث في المستقبل، وتوقع حدوث ذلك ليس من الواقعية في شيء. إذا كان لديك أحلامٌ، فبعضها سيتحقق، والبعض الآخر لن يتحقق؛ وهذه طبيعة الأشياء.
- الأمر ليس بيدك؛ فلكي تتوقف عن التفكير في الذكريات السيئة في حياتك، يجب أن تكون ميتًا.
- التركيز على دفع تلك الأفكار السلبية قد يزيد تأثيرها.
- عدم اكتراثك لأفكارك السلبية يعد هروبًا. لن تجد حلًّا للمُسبِّبات الرئيسية لتلك الأفكار إن فعلتَ ذلك.
- إن لم تعترف بمشكلاتك، فستخسر الفرصة لتحويلها إلى فرص. في الواقع، تَحْمل الأحداث السيئة في حياتك فرصًا أكثر من غيرها؛ لأنها تُسبِّب لك ما يكفي من الضيق كي تغير وضعك الحالي.
- محاربة أفكارك السلبية تحتاج إلى الكثير من الوقت والجهد. هل يستحقُّ الأمر ذلك؟ هل حقًّا تجني النتائجَ المرجوةَ من ذلك الاستثمار؟
- عدم الاعتراف بمشكلات الحياة قد يُضايق مَن حولك. لن تبدو حينها إنسانًا حقيقيًّا؛ لأن البشر جميعًا يواجهون المشكلات، وتصرُّفك بطريقةٍ أخرى قد يجعلك تبدو سطحيا ومتجملا.
- إن تمكنت من التظاهُر بالسعادة طيلة الوقت، فلن يُسرِع أحدٌ لمساعدتك؛ لأنك لن تبدو أبدًا بحاجةٍ للمساعدة. هناك فرق بين السعادة الحقيقية والتظاهر بالسعادة؛ فالأخير قد يجعلك في عزلةٍ ووحدةٍ تامة.
- إذا كانت لك أهداف تود تحقيقها، يجب أن تتقبَّل الفشل، وتتعلَّم منه، وتنهض وتُواجهه ثانيةً. عدم تقبلك للهزيمة يسلبك الرغبة في المحاولة ثانيةً.
- دفع السلبية لن يجعلك سعيدًا بالضرورة، بل قد يؤدِّي إلى إحباطٍ وخيبة أملٍ وضغط.
إن مررت بتجربة سيئة، فنصيحتي لك ألا تدفع الأفكار السلبية عنك؛ فقد وجدت تلك الأفكار لتفكِّر فيها، وتجد لها حلا. هذا ما تحتاج إلى تركيز طاقتك عليه.
إن بين يديك طريقةً أخرى لجلب الإيجابية لحياتك، بدلًا من دفع السلبية عنها! تحتاج فقط إلى دقيقتين للتفكير في شيءٍ إيجابي.
فإن لم تجد شيئا لطيفا قد حدث على مدار يومك لتفكر فيه، فإليك بعض الاقتراحات:
- ألق نظرة أقرب على كل أحداث يومك. هل أنت واثقٌ أن كل تلك الأحداث لا يمكن ترجمتها إلى شيءٍ إيجابيٍ، وأن لا نَفْع يعُود منها مستقبلًا؟ فكِّر في الأمر بتلك الطريقة.
- واجه المشكلات بشكلٍ مُباشر. بالرغم من كل شيءٍ، نحن في عصر المعلومات، ونصائح الخبراء متوفرة بين يديك، ومَن يواجهون مشكلاتك ذاتها يشاركون قصصهم مع الجميع؛ فافعل شيئًا لحَلِّ مشكلتك.
- اشترك في نشاط تحبه، وكرس نفسك لقضاء وقتٍ ممتع.
- اشترك في نشاط به تحد. لا شيء سوى التغلب على تحد ما يشعرك بالسعادة والرضا عن نفسك.
- التحق بمجموعة لديها اهتماماتك نفسها، والتقِ بهم بانتظام.
- تصدق بشيء، أو ساعد غيرك في حل مشكلته. سيساعدك ذلك على الابتعاد قليلا عن مشكلتك، والنظر إليها من منظور آخر. كذلك، سيُشعِرك بدفءٍ بداخلك لإدخالك السرور على غيرك.
قدِّر الأشياءَ البسيطة. هناك الكثير من الأمور الإيجابية التي تحدث طِيلة الوقت، وتنتهي دون أن يُلاحظها أحد؛ فتعلَّم أن تقدرها.
تعهد بأن تنضج. افعل شيئا يجعلك تتغير للأفضل مهما كان التغيير بسيطًا.
شارك أفكارك أحدًا؛ فمن الجيد دائمًا أن تفضي بما لديك. يمكنكما التفكير معًا لإيجاد بعض الفُرص أو الحلول لمشكلاتك.
تَحَدَّ طاقتك السلبية. إذا كنت تشعر بالكسل، فلا تستسلم لذلك؛ بل انهض واذهب إلى صالة ألعاب رياضية. بعد ثلاثين دقيقةٍ في صالة الألعاب الرياضية، ستشعر أنك في أفضل حالاتك للتغلُّب على ذلك التحدي، وقد فُزتَ بالوقت الذي كنت ستضيعه في الكسل.
لا تمنعك الأفكار السلبية من أن تكون إيجابيا. ما عليك إلا أن تخصص دقيقتين من وقتك كل يوم للتفكير في شيء إيجابي، وسترى كيف تتغير حياتك.