سوف تتعرف في هذا المقال على 5 أسئلة مجانية من شأنها أن تؤدي إلى تحسين جودة حياتك، وزيادة مستوى سعادتك، بالإضافة إلى تقليل احتمال الدخول في مهاترات مع الآخرين، وزيادة قدرتك على الوصول إلى أهدافك واكتساب ثقة واحترام المحيطين بك.
بالطبع، سوف تحقق هذه الأسئلة مغزاها إذا التزمت بتطبيقها باستمرار، وجعلتها جزءًا من روتينك اليومي حتى تصبح عادات متأصلة بداخلك. وعندها، سوف تحدث نقلة نوعية في حياتك، سوف تثير دهشة أصدقائك وإعجابهم.
ما المعنى الآخر لما يحدث؟
لكل إنسان طريقته الخاصة في النظر إلى الأشياء، فنحن ننظر إلى العالم من خلال عدسات، هي في الحقيقة عدسات من صُنْع معتقداتنا والقيم التي نتبنَّاها. ومن ثمَّ، فنحن نرى الحقيقة من منظورنا الخاص. وبالطبع، يستغرق الأمر سنوات عديدة حتى يتمكن الإنسان من تكوين قيمه ومعتقداته التي يستطيع بها النظر إلى العالم من حوله، والحكم على الأشياء.
يسكن عالمنا اليوم ما يزيد عن 6 مليارات نسمة، ولكل طريقته الخاصة في النظر إلى الأشياء. وأنت أيضًا يمكنك أن تتميز عن الآخرين ولا تتبنى أفكارًا ومعتقدات مكررة، ويمكنك أن تكون متفردًا في نظرتك لما يدور من حولك. يمكنك أن تطرح السؤال التالي على نفسك: “ما المعنى الآخر لما يحدث؟” سوف يدفعك هذا السؤال إلى البحث عن طرق بديلة للنظر إلى الأشياء.
على سبيل المثال، إذا تأخر شخص ما عن موعده معك، فهذا لا يعني بالضرورة أنه لا يحترمك، ولكن ربما يرجع السبب إلى ازدحام المرور. وهكذا، كل حدث قد يكون له أكثر من معنى. لذا، يجب أن تبحث عن طريقة جديدة للنظر إلى الأشياء واكتشاف جوانب جديدة منها. قد يرى البعض أن هذا الأمر ليس واقعيًّا، ولكن ما الواقع؟ يجب أن يكون لكل إنسان واقعه الخاص به؛ لذا يقول ألبرت أينشتاين: “الواقع ليس إلا مجرد وهم له طبيعة مستمرة”.
من يستطيع مساعدتي؟
عندما يتعلق الأمر بتحديد الأهداف ومحاولة تحقيقها، يطرأ السؤال الشهير: “كيف يمكنني تحقيق ذلك؟” طريقة التفكير هذه ساعدت الكثيرين على تحقيق أهدافهم بنجاح، ولكن هناك طريقة أخرى أسهل وأسرع يمكن استخدامها من خلال طرح السؤال التالي: “مَن يستطيع مساعدتي؟” فمهما كان الهدف الذي تسعى لتحقيقه، فقد سبقك إليه أشخاص آخرون يمكنك الاستفادة من تجاربهم وخبراتهم، من خلال التواصل المباشر معهم أو القراءة عن إنجازاتهم والحديث إلى أشخاص كانوا قريبين منهم. وليس عليك أن تعيد اختراع العجلة؛ لأن أسرع طريق للنجاح أن تسير على خطى مَن سبق لهم النجاح.
ما الأشياء التي أشعر بالامتنان من أجلها؟
يجب أن تبحث بشكل دائم عن الأشياء التي تشعر بالامتنان من أجلها. تعد هذه الطريقة أسلوبًا ناجحًا لتغيير حياتك إلى الأفضل، وتحسين حالتك المزاجية، والتخلص من المشاعر السلبية التي غالبًا ما تؤدي إلى الحزن، وتؤثر في طريقة تفكيرك، وتجعلك غير قادر على التكيف بشكل إيجابي مع العالم المحيط بك. ثمة مَثَل إستوني يقول: “مَن لا يشكر القليل، لا يشكر الكثير”.
ما هدفي النهائي؟
هل جربت أن تقود سيارتك وتتجول بها دون هدف محدد، ودون أن تدري ما وجهتك ومتى سوف تعود؟! أحيانًا، نتعرض لمواقف لا يكون لدينا أدنى فكرة عن الهدف الذي نسعى لتحقيقه من ورائها، كأن ندخل في جدال مع أشخاص آخرين لنثبت أنهم مخطئون. وغالبًا لا تسفر هذه المواقف عن شيء مفيد أو هدف واضح، بل إنها على العكس تؤدي إلى تنمية المشاعر السلبية، وتؤثر في علاقاتنا بالآخرين. على سبيل المثال، نرى جميعًا في مباريات كرة القدم أن الحكم يتعرض لاحتجاج عندما يحتسب ضربة جزاء، ويحيط به لاعبو الفريق الذي احتسبت ضربة الجزاء ضده؛ ولكننا لم نَرَ مطلقًا حكمًا تراجع عن قراره وألغى ضربة الجزاء. إذًا، ما الهدف من هذا السلوك الاحتجاجي؟!
إذا وجدت نفسك قد تتورط في موقف مشابه ليس لك فيه هدف نهائي محدد، فاطرح على نفسك السؤال التالي: “ما هدفي النهائي؟!” فربما تتراجع وتوفر على نفسك عناء تضييع وقتك في أمور لا تُجدِي نفعًا.
ما الدرس الذي أستطيع تعلمه؟
أهم ما يميز الأشخاص الناجحين عن غيرهم هو قدرتهم على الاعتراف بأخطائهم والتعلم منها، فهم ينظرون إلى الفشل على أنه تجربة تحقق لهم الاستفادة في التعامل مع الأحداث المستقبلية؛ لأنه من المستحيل أن ننجح دون أن نفشل ونتعلم من فشلنا. وفي كل موقف نمر به، لا بد أن تكون هناك دروس مستفادة نتعلمها؛ كي نستطيع تحقيق أهدافنا بنجاح دون أن نكرر الأخطاء التي وقعنا فيها.