إذا كنت لا تعتقد أنك شخص ذكي، وتشعر بأنك عادي رغم رأي الناس عنك بأنك ذكي، فأنا لا أستطيع الحكم على مستوى ذكائي أو مستوى ذكاء الآخرين لأني أعتقد أن الأمر يختلف حسب كل شخص، مثله في ذلك مثل الجمال.

شولامت ويداوسكي، متخصص في اكتشاف المواهب (للبالغين والأطفال)، اجاب على السؤال الآتي:

أظهرت الأبحاث أن أغلب الناس يعتقدون أن مستوى ذكائهم أعلى من المستوى العادي في كل شيء تسألهم عنه تقريبًا، وهذا صحيح في حالة أنهم أثبتوا لأنفسهم العكس. فأصحاب المعدلات المرتفعة في أي شيء -الذين لم يثبتوا إمكانياتهم- يميلون للاعتقاد بأن مستوى ذكائهم أعلى من المستوى العادي أيضًا.

لكن لماذا؟

لأن أصحاب المعدلات المنخفضة لا يدركون حقًا ما ينقصهم، وأصحاب المعدلات المرتفعة يدركون إدراكًا كبيرًا بما ينقصهم، لذا لا يعتقدون أنهم أصحاب مستويات مرتفعة.
وهذا الكلام ينطبق على أي مهارة أو موهبة بما فيها الذكاء.
فمن واقع خبرتي في هذا المجال أستطيع القول إنك ذكي حقًا إذا “أخبرك الجميع” كم أنت ذكي.
فإن كان الجميع هم والديك وأجدادك وأصدقائك المقربين ربما لست ذكيًا، لكن إن كان “الجميع” زملاء دراسة لا تعرفهم معرفة جيدة، ومدرسين، وأصحاب أعمال، وأي شخص آخر لا يعرفك شخصيًا، إذن فإنهم محقون فيما يقولون.

فكنتُ أعرف شخصًا عبقريًا، وكان في الفصل يومًا ما، وكان يعطيهم الدرس مدرس مؤقت في ذل

الوقت. فسأل المدرس الأطفال: “من أذكى طالب في الفصل؟” فأشار الجميع نحوه، ثم سأل المدرس: “من أفضل طالب؟”، فأشاروا إلى طالبٍ آخر.

في تلك الأثناء، ذلك الطفل والصديق الأفضل ظنا كلاهما أن الآخر أذكى منه. لكن لماذا؟ لأن الجميع لديه مواهب ومهارات مختلفة عن الآخر، ويمكن لشخصين أن يكونا على نفس مستوى الذكاء، لكن كل شخص لديه مجالاته الخاصة التي يبرع فيها. فكلا من الطفلين لاحظا ما يعرفه الآخر ويجيده، لاحظا الشيء الذي هو نفسه لا يعلمه ولا يجيده.

اقرا مقال : هل تعرف لماذا يميل الأذكياء إلى الحزن عادة


أما أنا فنشأت في أسرة انتقدتني قليلًا، فكان لدي بعض مشاكل في التعلم، ومشاكل في الانتباه (اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط). وعرفت أني ذكي، لكني لم أدرك ذلك سوى في الثلاثين من عمري! حتى في عمر الثلاثين لم أدرك ذلك سوى لأني كنت أعمل في مجال اكتشاف المواهب، وكنت أحضر المؤتمرات، والناس الذين عرفتهم وكانت لديهم خبرة في معرفة الموهوبين أخبروني أني موهوب بامتياز.

لم أدرك ذلك حقًا.

اقرا ايضا : 6 نصائح من أجل التفكير الذكي

وعندما بلغت الخمسين، أخبرتني زوجة أبي أني كنت أكثر ذكاءً مما كانت تعتقد، وقالت إن ذلك كان صعبًا عليها عندما كنتُ صغيرًا. تفاجأت بكلامها، فهي امرأة ذكية، ولأول مرة تتكلم عن هذا الأمر بهذه الطريقة منذ كنتُ طفلًا.
وفي أوائل الأربعينيات من عمري، صدمتني سيارة في حادث، وأثّر الحادث على قدراتي الفكرية بشكل كبير. لم أستطع قول معدل اختبار الذكاء (IQ) الذي وصلت إليه بعد الحادث، لكني أعتقد أني حصلت على معدل أقل بثلاثين نقطة. وكانت هناك كتبًا في أرفف مكتبتي كنت أحبها قبل الحادث، ولم أستطع فهمها بعد الحادث.

بذلت أقصى ما بوسعي حتى أعود كما كنت، واليوم، أستطيع القول أني استعدت 90% مما فقدت. لكن أعلم أن هناك أشياء كنت أفهمها من قبل، مازلت لا أستطيع فهمها.
وكل ما أردت فهمه في حياتي هو الفرق بين الشخص الموهوب بامتياز وغيره، لكن لم أعتقد أني سأختبر ذلك بنفسي.

فالذكاء شيء شخصي، فيمكن أن يكون الناس أذكياء في مجالات مختلفة. لكن الذكاء يصبح موضوعيًا بعض الأحيان، مثلما أشار كل الأطفال إلى الطفل عندما سُئلوا من أذكى طالبٍ في الفصل، ولم يكن أفضل طالبٍ.

وفي هذا الرابط مجموعة من الميزات العاطفية التي يمتاز بها الأذكياء: رابط. لاحظ أن كثير من الميزات غير متقاطعة معًا؛ فلا يملك شخص كل هذه الميزات. لكن إذا قرأت القائمة كاملة (أكثر من 100 عنصر)، ورأيت نفسك فيها، والناس تخبرك كم أنت ذكي، فمن المُحتمل أنك ذكي بالفعل.

وإذا كنت غير متأكدًا من ذلك، القِ نظرة هنا: لماذا يشعر الأذكياء والموهوبين بالتعاسة وعدم الرضا؟اقرا مقال : هل تعرف لماذا يميل الأذكياء إلى الحزن عادة

مقالات ننصحك بها

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *