الحياة رحلة طويلة مليئة بالمرتفعات والمنخفضات، لا أحد يستطيع أن يضمن حياة خالية من العقبات والمفاجئات، الحياة الهنيئة والسعيدة لا تدوم طويلا وتتخللها أوقات صعبة نحس فيها باليأس والإحباط. نحن في هذا العالم جزء من مجتمع أو قوم معينين، لا يستطيع الإنسان العيش في عزلة عن العالم، وعليه أن يتفاعل ليس فقط مع الأشخاص الآخرين ولكن مع محيطه أيضا، وهذه متغيرات لا نتحكم فيها وقد تحدد الطريقة التي نعيش بها. رغم أن هذه المتغيرات خارجة عن نطاق تحكمنا إلاّ أنه في وسعنا التأقلم وتغيير الطريقة التي ندير بها حياتنا.
التحلي بالإيجابية واستعمالها لتبني نظرة تفاؤلية تجاه الحياة هو أمر أساسي، ألائك الذين ييأسون عندما يتعرضون لانتكاسات في حياتهم عليهم تعلم كيف ينهضون ويبدأون من جديد. كيف يمكننا التعامل مع اليأس في الحياة؟ كيف يمكننا إدخال الإيجابية والأمل في حياتنا؟ للأسف لا تجود طريقة مباشرة وسريعة لطرد اليأس من حياتنا، ولكن ثمت طرق يمكننا تطبيقها لاستعادة تلك النظرة التفاؤلية للحياة وطرد اليأس وإليك الآن هذه الطرق:
الصحة هي الثروة
من أشهر الطرق للتعامل مع اليأس هي التفكير في صحتك وكونك على ما يرام، استنادا إلى الكثير من خبراء علم النفس، إن لم تكن لديك مشكلة في صحتك فليست لك مشكلة على الإطلاق في حياتك، الصحة هي بالتأكيد واحدة من أثمن ما نملك في هذه الحياة. إن فقدتها فلن تستعيدها بسهولة، أمور أخرى كالمال أو العلاقات الاجتماعية أو الممتلكات تصبح ثانوية إن لم تكن في صحة جيدة لاستمتاع بها. وعليه ينبغي أن تكون ممتنا دوما إن كنت في صحة جيدة، وتنظر إلى ذلك كمؤشر للأمل في حياتك.
هذه ليست النهاية
الوقت هو أفضل معالج، هناك دائما غدا بعد اليوم، وبعد غد بعد الغد وهكذا، هكذا ينبغي أن ننظر ونعيش حياتنا، لا تدع فشل أو خسارة الماضي تعيش في الحاضر، ركز دائما في المستقبل، اجعل كل يوم بداية جديدة تحمل فرصا جديدة، لا تدع الماضي أو الحاضر يفسد المستقبل باليأس.
قوتك الداخلية
مهما كانت الصعاب التي تتعرض لها، ومهما كان الفشل الذي تمر به، ومهما بدت الحياة صعبة وشاقة، فإن قوتك الداخلية هي التي تبقى لك وهي سلاحك الذي تواجه به الصعاب بنجاح، إن آمنت بها وأحسنت استعمالها من أجل نتائج إيجابية في حياتك ومن أجل طرد اليأس واحتضان التفاؤل.
ركز على ما تملك
ابدأ بالنظر إلى الأمور بمنظور مغاير، بدل أن تركز في ما لا تملك ركز في ما تملك، فكر في ناس حالتهم أسوء من حالتك، أناس حياتهم جحيم مقارنة بحياتك، أناس لا يجدون ما يأكلون أو أناس لا يأمنون على أنفسهم، هذا سيجعلك تحمد الله وتثمن ما بحوزتك، انظر إلى الأمور من وجهة نظر إيجابية وفكر ماذا لو كانت الأمور أسوء؟ لا تقارن نفسك بالآخرين فلكل ظروفه، وهذا سيعطيك بصيص أمل من أجل المضي قدما في حياتك.
تعلم من مشاكلك
إن مررت بأوقات صعبة في حياتك، أو إن كنت تمر بتجربة فاشلة، أو إن فقدت شيء ما أو شخصا ما، حاول استخلاص الأمور الإيجابية من هذه العقبات، حاول أن تتعلم الدروس منها، والمهم أن تبحث عن الأسباب التي جعلتك تمر بما مررت به، وهذا حتى تتجنبها في المستقبل، فهذا هو أهم درس في الحياة : عدم تكرار الأخطاء. الخلاصة: مما سبق ذكره في المقال يتبين لنا أن العيش بأمل أو بيأس يتوقف على تعاملنا مع الظروف والصعاب كما يتوقف على إرادتنا في تخطيها والبحث عن بصيص الأمل في الحياة .