الوقت في الاسلام
إدارة الوقت وتنظيمه تعتبر مهارة بحد ذاتها وينبغي للجميع العمل بها لتنظيم مهامنا وأعمالنا اليومية ولئلا يحدث إزدحام في أعمالنا ونشعر أننا غير متفرغين لعمل أي شيء، وبهذا المقال ستعرف اهمية الوقت في الاسلام من القران والسنة فقد وردت احاديث عن الوقت فجميعنا سمع بحديث يقول النبي ﷺ: {نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة، والفراغ } وفي هذا الحديث شريف عن الوقت كما ترون فإن الفراغ نعمة من الله ينبغي استغلالها في أعمال مفيدة وليس في أمور تافهة وأمور تغضب الله.
وللأسف معظم الناس في زماننا هذا يقومون بتضييع وقتهم دون أن يشعروا ونتيجة ذلك يشعرون أنهم غير متفرّغين لأداء أي عمل مهم، لذلك فتنظيم الوقت أمر مهم يعود على صاحبه والأشخاص الذين يعملون به بفوائد عدة أهمها التمكن من إنهاء جميع الأعمال والالتزامات اليومية و عدم التأخر على أي عمل أو موعد أو إلتزام.
هناك مقولة معروفة تقول : ” الوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعك ” وبالفعل فإن لم تتمكن من السيطرة على وقتك فإنه سيسيطر عليك وبالتالي سيصبح لديك ازدحام في مواعيدك وأعمالك ولن تتفرّغ لعمل أي منها.
مفهوم مهارة إدارة الوقت
هي مفهوم من مفاهيم إدارة الذات أي إدارة الفرد نفسه بنفسه، وهي محاولة ترويض الوقت لفرض سيطرتنا عليه بدلًا من أن يفرض سيطرته علينا.
ما هي معوقات إدارة الوقت
1. السبب الأول والأهم هو إنعدام العلاقة النقيّة بين العبد وربه والتي تؤدي إلى كثرة الذنوب والمعاصي, كما أن أكثر الناس يقومون بالتسويف وخاصّة في أمور الصلاة والعبادات وما إلى ذلك فيقول الشخص : سأفعل كذا غداً .. سأعمل غداً … سأصلي غداً .. إلخ وهو لا يُدرك قيمة الوقت واليك حديث عن الوقت الرسول عليه الصلاة والسلام يقول : {هَلَكَ الْمُسَوِّفُونَ}.
ايات عن الوقت في القرآن الكريم أن الله سبحانه وتعالى أشار الى أمر التأجيل أو تأخير عمل ما في كتابه العزيز عندما قال في سـورة الـكـهـف : {وَلَا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَلِكَ غَدًا * إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ وَاذْكُرْ رَبَّكَ إِذَا نَسِيتَ وَقُلْ عَسَى أَنْ يَهْدِيَنِ رَبِّي لِأَقْرَبَ مِنْ هَذَا رَشَدًا} .
كانت هذه ايات قرانية عن ضياع الوقت، فكما هو واضح فى الأية الكريمة أن الله عز وجل يأمرنا بأن نتوكل على الله ونفوضه فى حال أُضُطُررنا إلى تأجيل عمل ما أو تأخير شيئ فى حياتنا أن نقول إن شاء الله ولا نعتمد على علم أو اسباب دنيوية ولكن نتوكل على الله حتى يُعيننا الله على قضاء هذا الأمر.
2. من الضروري إعداد برنامج لمهامنا اليومية نلتزم بموجبه بجميع مواعيدنا وتنظيم الوقت وهذا الأمر يؤدي إلى عدم التأخر عن عمل ما وازدحام الأعمال علينا، كما أن الكسل والنوم من أكثر الأسباب التي تؤدي إلى عدم التنظيم وما إلى ذلك.
3. من المعوقات أيضاً هي عدم ترتيب الأولويات والتسرع في اتخاذ القرارات وعدم تنظيم الوقت ويجب أن يتحلى الشخص بالرؤية المستقبلية التي تساعده على أداء مهامه بشكل منسق و مرتب ولا تتداخل المواعيد في وقتها وهذا هو معنى ( ترتيب الأولويات ).
4. أسباب اجتماعية وحياتية مثل الزيارات المفاجئة والسهرات المتكررة، كما أن وسائل النقل والازدحام في الطرقات والوقت الطويل الذي يضيع في التنقل هو من المعوقات الأساسية لإدارة وتنظيم الوقت.
نصائح لاكتساب مهارة إدارة الوقت
لكي تكتسب هذه المهارة لا بد وأن يكون القرار نابع من داخلك فأنت وحدك هو من يستطيع أن يأخذ هذا القرار وحده وإليك بعض الأفكار التي تُساعدك:-
1. ايات عن الوقت يقول الله سبحانه وتعالى في سورة النجم : { وَأَن لَّيْسَ لِلْإِنسَانِ إِلَّا مَا سَعَىٰ } لذلك عليك الوقوف مع نفسك وقفة حزم والتصميم على العمل بكل ما أتاك الله من طاقة ولا تتحمل أكثر من طاقتك وتذكر قول الله تعالى : { لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَاا } فلا تتسرّع في أعمالك ولا تخوض في أعمال اكبر من الطاقة التي تتحملها واسعى على حسب قدرتك.
2. عليك بتحديد أولوياتك وأولويات أعمالك فمثلاً هنالك أعمال أو التزامات أنت مرتبط بها ولكنها غير مهمة جداً وهناك أعمال مهمة جداً وهناك أعمال متوسطة الأهمية فبهذه الحالة عليك ترتيب الأولويات وإتمام العمل الأهم فالأهم.
3. ننصح أولاً وأخيراً بإعداد برنامج عمل يومي ومخطط لأعمالك والتزاماتك ولكن عليك الالتزام به والعمل بموجبه.
4. بالنسبة لمكان عملك فيجب أن يكون مُنظم ولا يحتوي على أشياء غير مهمة أو أعمال تلهيك عن عملك الأصلي.
5. كما ذكرنا مسبقاً لا تكلف نفسك أكثر مما تطيق وكن واقعياً في تنظيم أوقاتك فلا تضع وقتاً قياسياً لأداء أعمالك يكون من المستحيل إنجاز العمل فيه، ولا تتراخى في الأوقات بل ضع وقتاً مناسباً وأعطي لنفسك الراحة ولكن احرص على أداء أعمالك وعدم التأجيل إلى الغد.
6. ركز في عملك ولا تفكر في أشياء تلهيك عن العمل وربّما تضعف همّتك بل فكر في طعم النجاح الذي سيمنحك إياه الله تعالى بعد إتمام العمل.
اقرا ايضا : القيادة في الإسلام