إن لم تكن سعيدًا في وظيفتك الحالية، فلا داعي لأن تستمرَّ فيها طِيلة عمرك، ولكن لا داعي أيضًا لاتخاذ قرارات طائشة. فثمة أمور يجب أن تضعها في اعتبارك قبل أن تُقدِم على الاستقالة.

إليك قائمةً ببعض الأمور التي عليك التفكر فيها قبل أن تتخلص من مديرك الحالي:

فكر في خطة

في يوم العمل المعتاد، أحيانًا ما تحدث أمور تجعلنا نفكر في أن نُقدِم على الاستقالة. ويتكرر هذا الشعور أكثر من مرة في اليوم، لكن يجب ألا تسمح للضغوط المحيطة أن تدفعك إلى مرحلة الانهيار.

أنت تحتاج إلى إجراء تقييم عامٍّ وشامل لحياتك، ولأسباب عدم سعادتك: هل أنت متعب لأنك تكره هذه الوظيفة وتريد وظيفة أخرى، أم أنك متعب لأنك لا تحب فكرة العمل لدى الآخرين؟ إجابتك على هذا السؤال سوف تحدد ما تحتاج لفعله لاحقًا.

وبعد ذلك، يجب أن تحدد طبيعة العمل الذي تريد أن تعمله. فعليك اختيار شيء تستمتع به، ويمكن أن يُدِرَّ عليك ربِحًا في الوقت ذاته. وتذكَّر أنه بإمكانك أن تبدأ مشروعك الخاصَّ في أيِّ وقت، وأن أفضل طريقة للتخلص من مديرك الحالي في العمل أن تكون أنت مدير نفسك.

فكِّر في ما سوف تفعله إن لم تَسِرِ الأمور كما خططت لها، ومن الجيد أن يكون لديك خطة بديلة، حيث من الصعب أن تستجمع شجاعتك للتخلي عن الأمان الذي توفره وظيفتك الحالية، لكن إن خططت جيدًا وحددت خطة بديلة، فستسير أمورك على ما يرام، بإذن الله.

طور مهاراتك

تذكَّر دائمًا أن عليك أن تبذل مجهودًا مستمرًّا لتنمية مهاراتك. دعنا نفترض أن الوظيفة التي تتمنى أن تعملها تحتاج إلى مهارات غير متوفرة فيك حاليًّا. في هذه الحالة، عليك الإبقاء على وظيفتك الحالية لحين التدرب على هذه المهارات لديك؛ فمن التهور أن تترك وظيفتك الحالية قبل أن يتوفر لديك شعور أنك في حالة استعداد تامٍّ للمغامرة.

تذوَّق قطعة من الكعكة قبل التهام الكعكة بأكملها

لدى كثير من الناس شعور دائم بعدم الرضا عن وضعهم الحالي. قد تكتشف أن هناك تحدياتٍ شاقةً تصاحب الوضع الجديد الذي تريد أن تتَّخِذه بدلًا من وظيفتك الحالية، ولكن ليس من الحكمة أن تتخلص من كرهك لوظيفتك لتجد نفسك في وضع أكثر سوءًا. احترس من أن يكون أصل رغبتك في تغيير مسارك المهني أن لديك شعورًا دائمًا بأن كل ما في يد غيرك أفضل مما في يدك. بمجرد أن تحصل على الكعكة التي رأيتها في يد غيرك، سوف تلتهمها كلها بسرعة، ولن تجد نصيبك منها إلا ألمًا في الأمعاء. ابذل جهدك في البحث عن كلِّ ما يتعلق بالوضع الجديد. مارسه على سبيل التجربة بقدر الإمكان حتى تتأكد أنه فعلًا ما تريد. كُلُّ وظيفةٍ محاطةٌ بضغوط من طابع خاص، دائمًا ما تظهر أثناء ممارسة الوظيفة. وفي كثير من الأحيان، لا يمكن التخلص من هذه الضغوط، فتسرق هذه الضغوط المتعة التي تجدها أثناء ممارسة العمل في هذه الوظيفة، وتكون السبب في تبدُّل شعورك بمتعة ممارسة هذا العمل بشعور آخر سيئ، يجعلك تقول: “لم أكن أتخيل أن الأمر بهذا السوء!”

ابدأ العمل الجديد فورا

أفضل طريقة لتجربة الوضع الجديد أن تبدأ ممارسته فورًا. إن كان الوضع الجديد مشروعًا خاصًّا، فلا تترك وظيفتك الحالية في الحال، بل احتفظ بها فترة النهار، ومارس المشروع الجديد في النصف الآخر من اليوم. إن كثيرًا من الناس لا يُدرِكون حقيقة أن المشروع الجديد لا يُدِرُّ أرباحًا من أول يوم عمل. ويجب أن تعلم أن المشروع الجديد يَمُرُّ بطبيعته بفترة تقلب وعدم استقرار في أول خمس سنوات؛ لذا يجب عليك الاحتفاظ بوظيفتك الحالية، ومن ثم الحفاظ على الدخل الشهري الذي تُدِرُّه هذه الوظيفة حتى مرور فترة تجربة المشروع الجديد.

لا تتسرَّع في حرق الجسور من حولك

قد تكون في حالة نفسية تجد فيها نفسك مُتشوِّقًا إلى اللحظة التي تستطيع أن تجعل مديرك في العمل يشعر أنك قادر على التخلي عن العمل معه بسهولة، وأن ترك العمل ليس صعبًا عليك؛ كي تجعله يندم على تَعَسُّفِهِ معك؛ لاعتقاده الدائم أنك لن تتمكن من الحصول على وظيفة بديلة. من الطبيعي أن يكون لديك هذا النوع من المشاعر تجاه مديرك في العمل، أو صاحب العمل نفسه؛ لكن التسرع بقطع علاقاتك الحالية -سواء أكانت بصاحب العمل أم بغيره من أفراد لهم علاقة بوظيفتك التي تكرهها- أمر قد يكون ضارًّا لك.

يجب أن تحافظ على لباقتك مع صاحب العمل ومع زملائك الحاليين؛ فقد يحدث ظرف خارج عن إرادتك، فتجد أنك مضطرٌّ إلى الرجوع إلى الوظيفة التي تركتها. كما أن الحفاظ على لباقتك مع صاحب العمل ومع زملائك أمر يدلُّ على مدى تمتعك بأخلاق مهنية طيبة، ولا يدلُّ على ضعفك؛ لذا من الجيد أن تحافظ على علاقاتك بالناس دائمًا وتُنمِّيها.

اضبط أمورك المالية

لا تترك وظيفتك وأنت تَمُرُّ بضائقة مالية. قد يبدو أحيانًا أن التخلص من الوظيفة الحالية هو الحلُّ للخروج من الضائقة المادية. لكن احترس من التسرع، خاصةً إن لم تكن قد قضيت وقتًا كافيًا في تجربة الوضع الجديد. فحاول بقدر المُسْتَطَاع أن تضبط أمورك المالية قبل ترك الوظيفة، ولا تترك هذا الأمر إلى فترة ما بعد ترك الوظيفة.

تذكَّر أن الوضع الجديد -سواء أكان مشروعًا خاصًّا أم وظيفة أخرى- يُعَدُّ إقبالًا على مخاطرة جديدة؛ لذا من الجيد أن تقبل على المخاطرة ولديك مدخرات لا تقلُّ عن راتب بضعة أشهر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *