هل جربت أن تضع خطة لحياتك ثم فشلت، فعدت إلى عاداتك القديمة؟! هل تساءلت يومًا لماذا لا يُغيِّر التخطيط ووضع الأهداف حياتك كما يُغيِّر حياة الناجحين؟!
كأي أمر آخر، لا يعني وضع الأهداف معرفتها فقط، بل يعني أن تعرف أين تضعها، وكيف تحققها. فإن كنت في دائرة من الإحباط الآن، فسيساعدك هذا المقال في وضع أهدافك بفعالية، ومعرفة المهارات التي تحتاج إليها لذلك حتى تحقق ما تريد.
ما أهدافك في الحياة؟
ليست الأهداف تلك الأمنيات التي تحلم بها في يقظتك، وتريد أن تحصل عليها؛ بل أهدافك في الحياة تكون نتاج ألم وإحباط وعَوَز ومعاناة، لتقودك إلى النجاح والإنجاز والغنى والسعادة.
إن لم يتضمن هدفك كفاحًا أو معاناة، فليس إلا أضغاث أحلام.
ما الجوانب التي تحتاج لأن تضع لها أهدافًا في حياتك؟
يجب أن تخطط لكل جانب مهم في حياتك؛ لأن المنطقي أن تنجح فيها جميعًا، ولا تخسر في أيٍّ منها.
يختلف كل منَّا عن الآخر، لكن نتفق جميعًا في الجوانب التالية؛ ومن المؤكد أن لك هدفًا خاصًّا في كل جانب منها:
- الصحة (الوزن المثالي، رفع مائة كيلو من الأثقال، الجري في ماراثون).
- مهني/مادي (الترقية، الوصول إلى درجة المدير التنفيذي للشركة، امتلاك عمل خاص).
- روحي (الحفاظ على الصلوات، قراءة وِرْد يومي من القرآن).
- معرفي/ثقافي (قراءة 10 كتب هذا العام، الحصول على الدكتوراه، التدريس).
- المساهمة في تطوير المجتمع (التطوع، المشاركة في نشاط خيري، إطعام الفقراء).
- العائلة (أن تكون زوجًا أفضل، توطيد العلاقة بالأبناء).
- العلاقات (الزواج، السفر مع الأصدقاء).
لوضع الأهداف عدة فوائد بمجرد وضعها، منها:
ستجد ما يَسُرُّك
يساعدك التخطيط لأهدافك على الشعور بأن لك إنجازات وأنشطة في هذا العالم. لكل جانب في الحياة حد أدنى للسعادة، فينبغي أن تتمركز أهدافك حول هذا الحد الأدنى لتحقق الحد الأقصى.
تخلص من النفايات التي تملأ حياتك
لِمَ يوجد كل هؤلاء الفقراء والفاشلين؟!
السبب أن الحياة مليئة بالنفايات، التي تتمثل في الأنشطة والعلاقات التي تمنعنا من تحقيق أهدافنا؛ بل تدفعنا بعيدًا عنها، نحو الفشل والخوف والإحباط!
اهتم بأهدافك؛ فإنها ستساعدك في التعرف على تلك النفايات، والتخلص منها بسرعة.
تملؤك بثقة لا تُقهَر
أيًّا كان ما تفعله، فإنك تستطيع أن تفعله بصورة أفضل، وتستمتع بفعله أكثر عندما تكون واثقًا من نفسك. وهذا ما تفعله أهدافك؛ إذ ستجد نفسك تهتم بأهدافك وما تراه في نفسك، وليس ما يراه الناس فيك.
يعطيك إحساسًا بالعجلة
عندما تضع أهدافًا لحياتك، ستدرك ضيق الوقت والموارد والطاقة، ممَّا يُعطيك إحساسًا بالعجلة يدفعك للتوقف عن تضييع الوقت، ويُحفِّزك لتُجرِي التعديلات اللازمة، لتعمل على تحقيق أهدافك بكل ما لديك من قوة.
تجعلك تتخذ قرارات أكثر ذكاءً وأكثر صلابة
التردد أخطر عيوب الفاشلين؛ إذ يُبقِيهم في أماكنهم لا يفعلون شيئًا بسبب حيرتهم أمام كل الخيارات المتاحة لهم، فينتهي بهم الأمر دون اتخاذ أي قرارات على الإطلاق.
لكن عندما تضع لنفسك أهدافًا، سترتب أولوياتك، وتكون قادرًا على اتخاذ قرارات ذكية وفعالة.
كيف تخطط لأهدافك؟
سيخبرك معظم الخبراء أن تضع أهدافًا (SMART) محددة، وقابلة للقياس، ويمكن تحقيقها، ومؤقتة، ومُكَافِئَة. بمعنى آخر، يجب أن تكون أهدافًا واقعية، وقابلة للتحقيق، ومحددة بزمن.
لكي تجعل أهدافك هكذا، يجب أن تُقسِّم الأهداف الكبيرة إلى أهداف صغيرة، وتحدد الكيفية التي ستعمل على تحقيقها بها.
انتبه جيدًا إلى أن وضع الهدف يختلف عن وضع خطة محكمة ومفصلة لتحقيقه؛ وينبغي أن تصنع الأمرين.
نصيحة إضافية: لا بأس إن فشلت
قد تفشل في بعض الأحيان، فلا بأس بذلك.
ثمة أمران يؤثران في كل مَن يضع أهدافًا لحياته: الضغط الناتج عن سعيه خلف أهدافه، والإحباط الذي يشعر به عندما يفشل. ولكي تتجنَّب الضغط والإحباط، يجب أن تُقسِّم أهدافك الكبيرة إلى أهداف صغرى، وأهداف في غاية الصغر، وأن تضع خطة لتحقيقها. فإن فشلت، فستكون قادرًا على العودة سريعًا.
خلال سعيك وراء أهدافك، تذكَّر أن الطريق ليس مُمهَّدًا أو مفروشًا بالورود، بل هو مُتعرِّج في أفضل الأحوال. وربما تتغير أهدافك عندما يقع أي تغيير في حياتك، كالزواج مثلًا أو بدء عمل خاص؛ ولكن يظل التخطيط للأهداف أحد أكثر الالتزامات النبيلة في الحياة. وكما قال رجل حكيم من قبلُ: “لم نُخلَق لنسترخي، بل خُلِقنا لنكون عظماء!”
ابدأ السير في طريق العظمة الآن. ضع أهدافك، ارسم خطتك، وكُنْ عظيمًا!