النجاح في الوظيفة

هل أنت من الـ 30% الذين يحبون وظائفهم؟! في استطلاع رأي أجرته منظمة جالوب عام 2013م، قال 70% من المشاركين في الاستطلاع إنهم يكرهون وظائفهم، بينما قال الـ 30% الآخرون إنهم يحبون وظائفهم ومديريهم.

إذا كنت من الـ 70% الذين لا يحبون أعمالهم، فهذا المقال مناسب لك؛ فستعرف من خلاله -إن شاء الله- ما الذي عليك فعله لتُحِبَّ عملك!

نُفكر دائمًا في العمل على أنه أمر إجباري، نكره القيام به؛ لكن بعد أن تقرأ هذا المقال، ستنظر إلى العمل على أنه أمر تحب أن تفعله، ومن أجله تستيقظ كل يوم متحمسًا لأدائه.

من المهم أن تعرف دوافعك، وأن تعرف لماذا تؤدي هذا العمل؛ فمعرفتك بذلك ستجعل من السهل عليك القيام بأي شيء.

هل أنت شغوف بما تفعله؟

لم أكن متحمسًا لعملي، واحتجت إلى وقت طويل أتحمس له. كنت مُدرِكًا لأهمية الخروج من تلك الدائرة المملة المليئة بانعدام الرضا والكآبة التي في وظيفتي. وما أن نجحت في ذلك حتى تغيَّر الأمر تمامًا. لن تصدق ما يحدث! أحيانًا أستيقظ مبكرًا يوم الإجازة لأذهب إلى العمل!

أمضيت سنوات عديدة لأدرك الأمر على حقيقته، وأحصل على ما أريد. لقد تمكَّنت من فعل ذلك لأنني عرفت نفسي على حقيقتها. وهذا ما عليك أن تفعله أيضًا، أن تعرف نفسك على حقيقتها.

في البداية، حين داهمتني تلك التساؤلات حول الحياة والعمل، ذهبت إلى مؤسسة جونسون أوكونور البحثية، وأجريت عددًا كبيرًا من الاختبارات؛ لتحديد كفاءاتي ونقاط قوتي (نقاط القوة تتمثل في كل ما تستمتع بالقيام به).

وخلال تلك الاختبارات، اكتشفت شيئًا كنت أعرفه بالفطرة في صغري، لكن نسيته لسنوات طويلة بسبب اهتمامي بالقوالب التي يضعنا فيها المجتمع. اكتشفت أنني أحب الكتابة وأستمتع بها، لكني اخترت الهندسة لأن جميع مَن حولي كانوا يرَوْن أني جيد في الرياضيات، لا الكتابة.

منذ ذلك الحين، قررت أن أُنمِّي شغفي بالكتابة من خلال عملي الحالي في الهندسة؛ فحين أكتب أكوادًا برمجية، أكتب أيضًا وثائق توضح للعملاء التغييرات التي ندمجها في البرنامج. وهكذا استمتعت أكثر بعملي؛ لأنني حرصت على استخدام نقاط قوتي.

لديَّ إيمان عميق بأن لديك القوة اللازمة لذلك. إن كان مديرك يتحلى بالمرونة، فاطلب منه أن تفعل شيئًا تتقنه؛ لتستمتع أكثر بعملك، وتشعر بالرضا عن نفسك.

اعرف نفسك

إن لم تكن تعرف نقاط قوتك، فقد حان الوقت لتعرفها. يمكنك أن تبحث عن اختبار مايرز بريجز لتحليل الشخصية، فسيساعدك على فهم نقاط قوتك ونقاط ضعفك والوظائف المناسبة لك. هناك المئات من الكتب التي تتحدث عن اختبار مايرز بريجز، وهناك أيضًا مواقع تتيح لك اختبارات الشخصية.

إن معرفتك بشخصيتك تساعدك على فهم نفسك أكثر، وبذلك ستعرف ما تبحث عنه، وكيف تعمل مع الشخصيات الأخرى.

مارس هواياتك

هل توقفت عن ممارسة هواياتك لأن وظيفتك تستهلك كل وقتك وطاقتك وتمنعك من فعل ما تحب؟! عليك أن تمارس هواياتك؛ فإنها ستساعدك على إحياء الطفل الذي بداخلك من جديد.

لقد ساعدتني ممارسة هوايتي المفضلة في إعادة شغفي بالقراءة. لفترة طويلة، كنت أكتب في مجلة النادي الطلابي الذي كنت فيه، وعندما حان الوقت لتركها، واجهت صعوبة في البحث عن بديل يحلُّ محلِّي. حينها، كرهت الكتابة! أما الآن، فقد وجدت أن حبي للقراءة حب لا مثيل له.

ما الهوايات التي تجيدها وتتمنى لو كانت مجال عملك؟

وما الأمور التي تتمنى لو تمكَّنت من إدخالها في عملك ليشتعل حماسك مجددًا؟

الأمر بسيط! إن كنت متميزًا في التصوير الفوتوغرافي، فقد تراه ممتعًا بسبب الإبداع أو آلية التصوير أو الجانب الفني في تصوير اللقطات.

إن كنت تحب الطيران، فقد يكون ذلك بسبب الإحساس بالحرية الذي يثيرك.

إن كنت شغوفًا بالأعمال الحرفية، فقد يكون ذلك نابعًا من حبك للإبداع، أو الدقة، والتفاني في العمل لساعات لإتقان قطعة صغيرة.

إن براعتك في أمر ما تمنحك الشعور بالرضا والسعادة، ومن ثم تزداد ثقة بنفسك.

حتمًا، ستجد في عملك أمورًا مثل التي في هوايتك. فكِّر فيما يمكنك فعله لإدخال تلك الأمور في عملك الحالي. فإن كنت عاجزًا عن ذلك، فقد حان وقت الرحيل.

ابحث عن وظيفة أخرى تجد فيها جوانب تحبها

ابحث عمّا تحبه وتستمتع بفعله. إن لم تجد ما تحبه، فهذا يعني أن السوق مفتوحة أمامك لتبدأ عملك الخاص. توقف عن الشعور بالعجز، وامضِ قُدُمًا؛ فأنت لست شجرة استقرت مكانها. ابحث عن شيء جديد تمامًا لتفعله إن اضطررت لذلك فحياتك أقصر من أن تعيشها كما يريد الآخرون.

عليك أن تسعى إلى حياة أفضل، وعمل تحبه، لا ما يظن الآخرون أنك تحبه. تعرف على نفسك اليوم، وسترضيك النتيجة. ابحث عن هوايتك، وأدخلها في عملك الحالي أو اقتحم ميادين جديدة.

ما الذي تتمنى تغييره في عملك الحالي؟ وما الذي تفضل أن تفعله؟ وما الأمر المختلف تمامًا الذي تفكر في فعله؟! أحبُ أن تسجلوا آرائكم وتجاربكم في التعليقات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *