مَرحبًا أحمد! ممم، أقصد محمود! ممم، عفوًا، اعذرني! أقصد محمد! كيف حالك، يا محمد؟!

كَمْ مرة حدث لك ذلك؟ تُقابِل شخصًا ما للمرة الأولى، تسلم عليه وتتعارفان، ثم بعد دقائق تنسى اسمه! يا له من موقفً مُحرِج!

هل تحب ألا يتكرر هذا الموقف مجدّدًا، وتتعلم كيف تتذكر الأسماء بسهولة؟!

يقول ديل كارنيجي في كتابه “كيف تكسب الأصدقاء وتؤثر في الناس”: “إن اسم كل شخص هو أجمل ما تسمعه أذناه”.

قدَمت مؤخرًا تدريبًا في إحدى المدارس الثانوية عن تحسين الذاكرة، علمت فيه هيئة التدريس والإدارة جميعًا كيف يتذكرون أسماءَ طلابهم.

وتهيئةً لهذا التدريب، قابلتُ عددًا كبيرًا من الناس قبل أن يبدأ التدريب، تعرفنا إليهم، وكنت مضطرًّا لتخزين أسمائهم في الذاكرة طويلة المدى؛ لأنني بعد ثانيتين كنت أتعرَّف على أشخاص آخرين.

تعرفتُ على ربع الحضور تقريبًا. وعندما بدأت المحاضرة، قدمت نفسي لهم؛ وهنا بدأ العرض! أخبرتهم بأسمائهم جميعًا، واحدًا تلو الآخر: فاطمة، وليد، محمد، أسماء، مصطفى، إلخ.

بعدما انتهى ذلك العمل البطولي، نظرت إلى وجوههم، فرأيتهم جميعًا في دهشة من قدرتي على فعل ذلك.

سألتهم: “هل أنتم مستعدون لتتعلموا كيف تتذكرون اسم أي شخص بسرعة؟ وإلى أي مدى تؤثر هذه المهارة في حياتكم وحياة طلابكم إن استطعتم تذكر أسمائهم؟”

هزوا جميعًا رؤوسَهم موافقين، فأجبتهم: “حسنًا، اسمي لويس آنجل. مدرِب تذكر، وأملك ذاكرة قوية. أعلم الطلاب، والكبار، والجميع كيف يحسنون ذاكراتهم. وأشارك في بطولات الذاكرة؛ حيث يجب علينا تَذَكُّر أكبر قدر ممكن من المعلومات في فترة قصيرة. نجلس ونتذكَّر مئات الأرقام، وأوراق لعب عشوائية، وكلمات، وأيضًا الوجوه والأسماء؛ وهذا ما أُفضِّله.

عندما أُعلِّم الآخرين كيف يتذكَّرون شيئًا ما، أخبرهم أن عليهم أن يكونوا حكَائين مبدعين.

ما الذي أعنيه بذلك؟ أعني أن أساس تذكُّر أيّ شيء هو التَصور. إذا أردت أن تتذكر شيئًا بسرعة، فاصنع صورة ذهنية أو قصة، ثم اربطها بمكانٍ ما”.

فلنطبق ذلك على الوجوه والأسماء:

فلنفترض أنك تُقابل شخصًا ما لأول مرة، فتسير نحوه. أول ما ينبغي عليك فعله أن تسأل نفسك: “ما الذي يُمَيِّز هذا الشخص؟” إن كان حاجباه هما ما لفت نظرك، فسنستخدمها كمكان.

ثم تُسلِّم عليه، وتخبره باسمك، فيخبرك أن اسمه -مثلاً- “سعيد”. حينها، حَوِّل ذلك الاسم إلى صورة.

“سعيد” مرتبط بالسعادة، فنربط اسمه بصورة ابتسامة مثلاً أو ضحكة.

هكذا، نتصوَّر علاقة ما بين الصورة والمكان. وفي هذه الحالة، قد نتخيل حاجبَيْه يرتفعان حين يضحك.

أصعب ما في هذه الطريقة هو التذكُّر؛ لأنك تتذكَّر الصورة لتتأكد من إخبار عقلك أن هذه الصورة مهمة.

هذا كل ما في الأمر!

الخطوات الثلاث لتذكر الأسماء:

  1. المكان: اختر شيئًا مميَزًا في وجهه يلفت نظرك.
  2. التصور: حول اسمه إلى صورة، واربطها بمكان ما.
  3. التذكر: تذكر الصورة والقصة التي اختلقتها لتربط الاسم بذاكرتك طويلة المدى.

افعل ذلك مع كل مَن تقابلهم، يسهل عليك تذكر الأسماء. استمتع بتلك الطريقة الإبداعية، وعلِمها لغيرك كي لا يَمر أحد بموقف محرج، ويصير الجميع خبراء في تذكر الأسماء!

المصدر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *