قطاع المطاعم لا يكفّ عن النموّ والازدهار، فأينما تذهب تجدُ محلاً لتقديم الأطعمة الجاهزة بالقرب منك، وبعضها يعمل على مدار 24 ساعة طوال أيام الأسبوع. على سبيل المثال، تعمل العديد من مطاعم النودلز بصلصة الفاصولياء الحلوة في كوريا الجنوبية طوال 24 ساعة، وبعضها يقدّم خدمات توصيل الطعام إلى أي مكان. بالإضافة لذلك، عادة ما تتوفّر في متاجر البقالة الكبيرة مساحات لتقديم وتناول الطعام، حيث أن الجميع يحتاجون للطعام في أي وقت من اليوم.
وهذه الخدمات الممتازة التي تقدّمها المطاعم لعملائها اليوم ساهمت فيها التكنولوجيا الحديثة كثيراً. فمع التقدم التكنولوجي المستمر، تسعى المطاعم لإرضاء احتياجات زبائنها التي لا تكف هي الأخرى عن التطور، بالإضافة لاستخدام التقنيات الجديدة في تيسير وتحسين سياساتها وخطط العمل الخاصة بها.
لكن كيف تؤثر التكنولوجيا الحديثة على قطاع المطاعم بالضبط؟
سهولة الوصول للزبائن
تُظهر الدراسات أن اتباع ممارسات تحسين الظهور على محرّكات البحث (SEO) على النحو الصحيح يُعدّ أحد العوامل الرئيسية التي تساعد المطاعم الجديدة الوصول الى الزبائن وتجنّب مساوئ البدء من الصفر وسط منافسين موجودين بالفعل، ويتم ذلك من خلال تقديم معلومات عن عنوان المطعم وكيفية التواصل معه على الصفحات الرسمية ومواقع التواصل الاجتماعي، ليظهر في نتائج البحث للأفراد الذين يبحثون عن أقرب مكان للأكل من خلال هواتفهم الذكية.
من المهم أن نشير هنا إلى أن مواقع وتطبيقات خدمات البحث والاستكشاف مثل TripAdvisor وZomato تجمع المعلومات الخاصة بكل مطعم من موقعه الرسمي، لتشاركها مع مستخدميها. وعادة تستخدم هذه المواقع والتطبيقات ممارسات أكثر فعالية لتحسين الظهور على محرّكات البحث في النطاق المحلي الذي يعمل به الموقع، مما يؤدي لزيادة نسبة عدد الزبائن الجدد وتلقائيًا نسبة مبيعاته.
الجرد المنظّم للمخزون
الإدارة المنظّمة للمخزون تُعدّ من أحد أهم العوامل وراء تقديم المطاعم لخدمات مبتكرة ومتجددة. فقد تضمّنت إحدى المقالات التي تناولت تطوّر المطاعم في اليابان تصريح أصحاب الأعمال بأن قدرتهم على جرد مخزونهم من خلال برنامج ادارة المخازن ومراقبة المخزون أو برنامج متخصص، دفعهم نحو الابتكار في الوجبات التي يقدّمونها إلى تجنّب إهدار الطعام، وذلك من خلال تحديد المكوّنات التي يجب استخدامها سريعاً قبل أن تفسد.
ونتج عن استخدام هذه البرامج والتطبيقات تفكير العديد من مدراء المطاعم والطهاة بطرق جديدة لتقديم الأطباق، وإضافات مبتكرة للأصناف التقليدية، وتشكيلات من العروض والوجبات المتاحة لفترة محدودة. وتُعدّ هذه إحدى استراتيجيات التسويق التي تؤدّي إلى معرفة ما يفضّله الزبون، واستخدامها في تطوير الخدمات وزيادة المبيعات.
مقال ذات صلة : طرق زيادة المبيعات في المطاعم
خدمة العملاء الموجّهة
تستطيع المطاعم تحقيق الاستفادة القصوى من بيانات عملائها باستخدام برنامج ادارة المطاعم، التي تسجّل المنتجات المختلفة التي يطلبها العملاء بصورة متكررة، مما يساعد المطاعم على تطوير خدماتهم واستراتيجياتهم الترويجية، كتقديم برامج الولاء وغيرها.
تلعب بيانات العملاء دوراً حيوياً في حفاظ المطاعم على مستواها والتأكد من قدرتها على المنافسة في مثل هذا القطاع المليء بالتحديات. كما أن برامج إدارة المبيعات تجعل جمع هذه المعلومات القيّمة أمراً بسيطاً للغاية، وتساعد أصحاب ومدراء المطاعم على التأكد من حفاظهم على ولاء العملاء القدامى، بالإضافة إلى جذب عملاء جدد.
الشعبية على شبكات التواصل الاجتماعي
تُعدّ المشاركات اليومية للصور والعروض الخاصة التي تقدّمها المطاعم إحدى الوسائل الفعالة للحفاظ على اهتمام العملاء الحاليين والمحتملين بالمطعم. ويتضمن ذلك صور الأطباق (التي عادة يتمُّ إلتقاطها بواسطة الهواتف الذكية)، والاقتباسات، والمنشورات والصور التي يشاركها المطعم عبر صفحاته على إنستغرام وفيسبوك وبنترست، مما يحافظ على شعبية المطعم ويشجّع المستخدمين على زيارته.
فكّر بالأمر، ألا تشعر برغبة مُلحّة في طلب كعكة شهية بالليمون أو الشوكولاتة عندما ترى صورة لها على تطبيق إنستغرام؟ لا يمكننا إذاً إنكار الدور الفعال الذي تلعبه شبكات التواصل الاجتماعي في خلق اهتمام متزايد بالمطاعم وزيادة مبيعاتها.
إرضاء احتياجات العملاء
مع التطور التكنولوجي، أصبح الكثيرون يبحثون عن راحتهم من خلال طلب المنتجات عبر الإنترنت والاستمتاع بخدمات التوصيل السريع.
ويمكن للمطاعم الاستفادة من ذلك في توسيع نطاق خدماتها، فلم تعد هناك حاجة للاعتماد على الزبائن الذين يحضرون بأنفسهم إلى المطعم لشراء الطعام فقط، بل أصبح بإمكانهم استهداف أسواقاً جديدة بالكامل بإضافة تلك المميزات إلى خدماتهم.
على سبيل المثال، في المجتمعات التي تشمل على نسبة كبيرة من كبار السن، يمكن للمطاعم التي توفّر خدمات الطلب عبر الإنترنت وتوصيل الطعام إلى المنزل أن تصبح الخيار الأساسي للعديد من الأفراد الذين لا يستطيعون التنقل كثيراً.
الحفاظ على رضى وولاء العاملين
تتيح تطبيقات إدارة العمل تنظيم الجدول الأسبوعي لورديات العاملين، مما يضمن إعلام جميع الموظفين بمواعيد عملهم وأية تعديلات عليها في الحال، لتجنّب أي التباس أو أخطاء في التنظيم.
كما يمكن أيضاً من خلال هذه البرامج مراقبة إنتاجية ومبيعات المطعم، وإجراء حسابات دقيقة للرواتب.
مقال يهمك : طرق كسب ثقة الزبون
الإدارة المتطورة للمطاعم
لا شك أن التقدم التكنولوجي يساهم بشكل كبير في تحسين أساليب إدارة المطاعم وتيسير عملياتها، ويمكن أن نتوقع مزيداً من المميزات المشوّقة مع ازدياد عدد البرامج والتطبيقات التي يتم تطويرها خصيصاً لتيسير العمليات اليومية للمطاعم، وتقديم خدمات مبتكرة وعالية الجودة تساعد في الوصول لنطاق أكبر من العملاء.
السيرة الذاتية للمؤلف: أحمد الزيني هو المؤسس المشارك والرئيس التنفيذي لشركة Foodics، وهي شركة ناشئة ذات النمو السريع في مجال تكنولوجيا الأغذية. الزيني وهو رجل أعمال وهاو للتطبيقات ويقوم بتطوير أعمال تجارية في المملكة العربية السعودية في مجال العديد من الصناعات. توسعت شركة Foodics اليوم وامتدت إلى أسواق جديدة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ، حيث أنجزت أكثر من مليار معاملة وقدمت أحدث التقنيات POS في إدارة والمطاعم.