ألم يحِن الوقت لترتيب حياتنا الفوضوية تلك؟ هل لديك مهام كثيرة؟ هل تتورط في مهام كثيرة كل يوم؟ هل تقضي ساعات طويلة تُحدِّق في شاشة بدلًا من أن تتواصل مع بشر مثلك؟

نحلم جميعًا بأن نتحكم في حياتنا، لذا سأنقل لكم خمس نصائح من خمس قصص في كتاب (شوربة دجاج للروح : عدد نعمك). ستقدم لك تلك القصص نصائح ملهمة ورائعة تساعدك على أن تتحكم في حياتك.

لا تحتفظ بأشياء لا تفيدك

دائمًا ما كانت جيني تسأل صديقاتها قبل أن تساعدهن في ترتيب منازلهن: “هل لديكِ شيء تحتفظين به ولا يفيدك؟” غيَّر هذا السؤال نظرة صديقتها للأمور، وجعلها تُخرِج من بيتها كل شيء تقريبًا. لم ترَ جيني -على حد قولها- شخصًا يتخلى عن كل تلك الأشياء بهذا الابتهاج. ألهم ذلك الموقف جيني أن تُسقِط السؤال على نفسها. وحين عادت إلى المنزل، وجدت مُعدّات رياضية مُغطّاة بالغبار، وخَزانات ودواليب ممتلئة عن آخرها بالملابس وأشياء أخرى. تساءلت: “لِمَ أمتلك كل هذه الأشياء وهناك مَن يحتاجون إليها أكثر مني؟!” اتصلت جيني بمحل للأشياء المستعملة، وتخلَّصت من كل ما لا تحتاج إليه.

ذكرياتك أفكار لا أشياء

تحب إميليا الاحتفاظ بأشيائها، حتى إنها أرادت نقل كل أثاث بيتها القديم إلى بيتها الجديد؛ لأنه يحمل ذكريات خاصة لها. لم يكن الأثاث القديم يناسب بيتها الجديد؛ لذا وجدت صعوبة في أن تُقرِّر ماذا تأخذ معها وماذا تترك. أما أمها، فكان لها رأي آخر، حيث قالت: “الذكريات الحقيقية ليست في الأشياء. وليس عليكِ أن تقلقي حيال الذكريات التي ستفقدينها إذا ما تركت أشياءك”، وقد كانت مُحِقّة. اضطرت إميليا لترك أشياء تربطها بها ذكريات عاطفية، إلا أنها لم تفتقدها؛ فقد عرفت معنى الذكريات: “لم تَضِع ذكريات بيتنا القديم السعيدة، فقد أتت معنا، وكانت هي الوحيدة التي لم نضطر لوضعها في صندوق”.

تعلم قول لا من وقت لآخر

كانت سيدني لوجان تعاني من وحشٍ يُدْعَى ينبغي، دمر حياتها:

ينبغي أن تساعد.

ينبغي أن تشتري هدية عيد ميلاد مثالية.

ينبغي أن تَحضر حفلات الزفاف والتخرج وأعياد الميلاد وغيرها.

أنهكها كل ذلك حتى أقنعها طبيبها النفسي أنه لا مشكلة في أن تقول “لا” لِما لا تريد أن تفعله. تقول سيدني: “إنه أمر ضروري في الحقيقة؛ لأننا لا يمكن أن نفعل كل شيء. ويجب أن نحافظ على صحتنا العقلية”.

والآن، سيدني متطوعة للمساعدة فيما تريد أن تساعد فيه، لا ما تشعر أنها ملزمة بفعله. صحيح أنها ما زالت تشعر ببعض المعاناة والأنانية أحيانًا؛ لكنها الآن أكثر سعادة وهدوءًا من ذي قبل.

مقال ذات صلة : كيف تقول لا بلباقة

أحياناً عندما تمتنع عن فعل أي شيء يكون ذلك أهم ما تفعله

لاحظت سالي فريدمان أن حفيدتيها متعبتان أثناء زيارتهما لها، فقررت هي وزوجها أن يلغوا كل خططهما، وألا يفعلوا شيئًا؛ ليقضوا الوقت مع حفيدتيهما. جلسوا بملابس منزلية مريحة في حرية، ولعبوا معاً، وبعد العشاء حكَوْا قصصًا مضحكة.

تقول سالي: “لم أنشغل بتنظيف الصحون؛ لأنها ليست أهم من جلسة مع أحفادي”، وأردفت قائلة “في نهاية اليوم، أرادت الفتاتان البقاء في المنزل. وأدركت حينها للمرة الأولى أن عدم فعل أي شيء قد يكون أهم شيء تفعله”.

تخلص من واقعك الافتراضي وعد لواقعك الحقيقي

بعد تجنُّب الفيسبوك لسنوات طويلة، استخدمت كيت ليمري الفيسبوك، وأدمنته بسرعة. اعتادت أن تنشغل بحياة الآخرين على الفيسبوك، وتقارن نفسها بهم، ممّا أثَّر على حياتها الشخصية. تقول كيت: “كنت أغضب من عائلتي بلا سبب، غير أني أشعر بالسوء بسبب ما أقرؤه على الفيسبوك”، وتقول أيضاً “يبدو الجميع على الفيسبوك كأنهم يعيشون حياة أفضل مني!”

وذات ليلة، أدركت كيت أنها تضيع وقتها على الفيسبوك، وأن أسرتها أحق بذلك الوقت؛ فقرَّرت كيت أن تُغيِّر طريقة استخدامها للفيسبوك، فصارت تستخدمه خمس عشرة دقيقة في الأسبوع. وإذا أراد أحد أن يخبرها أمرًا مهمًّا، فعليه أن يتواصل معها مباشرةً. والآن، صارت تقرأ كثيرًا، وتشاهد أفلامًا أكثر، وتستمتع بالوقت التي تقضيه مع العائلة.

تقول كيت: “صِرْتُ الآن أحيا حياة طبيعية وواقعية أفضل بكثير من تلك الحياة الافتراضية التي كنت أعيشها على الفيسبوك”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *