كلما تقدمت في حياتك المهنية كلما صار من السهل الوقوع في فخ الاعتقاد أنك قد بلغت الذروة وتعلمت كل المهارات التي تحتاجها للنجاح، ستميل إلى تركيز كل جهدك على إتمام العمل وتفترض أن الباقي سوف يكون بخير: هذا خطأ كبير ! التعلم يحدث تغيرات فيزيولوجية في الدماغ مثلما تحدث الرياضة تغيرات في العضلات، ولذلك لا يجب علينا التوقف عن التعلم أبدا.
عندما نعتقد أننا قد بلغنا المرتبة التي قدرنا لها عندها نكون قد تخلينا عن طاقتنا الكامنة. عملية التعلم هي بنفس أهمية الشيء الذي ستتعلمه، الاعتقاد أنه بمقدورك تحسين نفسك وفعل أشياء في المستقبل تفوق قدراتك الحالية أمر يشعرك بالحماس والإثارة والرغبة في فعل المزيد. ولكن الوقت محدود وعليك تسخير جهدك في تعلم مهارات تعود عليك بالفائدة إلى أقصى درجة ممكنة، هنالك 9 مهارات لن تتوقف عن الاستفادة منها طوال حياتك لا من ناحية ما سوف تتعلمه ولا من ناحية أنها تجعلك دائم السعي وراء تعلم المزيد:
الذكاء العاطفي (EQ)
الذكاء العاطفي هو الذي يمكننا من تسيير تصرفاتنا والتعامل مع المصاعب الاجتماعية واتخاذ القرارات التي تمكننا من تحقيق نتائج إيجابية. الذكاء العاطفي هو مقدرتك على تحديد و فهم مشاعرك ومشاعر الآخرين واستعمال هذا الفهم في تسيير تصرفاتك وعلاقاتك مع الآخرين.
عقود من الأبحاث تشير إلى أن الذكاء العاطفي هو العامل الذي يميز الناجحين عن بقية الناس.
مقال ذات صلة: الذكاء العاطفي 5 طرق لتزيد من ذكائك العاطفي
إدارة الوقت
من أكبر العقبات في طريق الإدارة الفعالة للوقت هي الأشياء الصغيرة الملحة والتي تتطلب أن تنجز حالا بدل أن تنجز ما ينبغي حقا إنجازه. إن سايرت هذه الأشياء فسوف تجد نفسك تقضي وقتا طويلا في التنقل بين مهمة وأخرى دون إنجاز أي شيء.
إدارة وقتك بطريقة فعالة تحررك من هذا وتجعلك تعمل بأقصى طاقتك وهذا في كل يوم من أيام حياتك.
الانصات
هذا يبدو سهلا، إن لم تكن تتكلم فأنت تنصت، صحيح؟ في الحقيقة ليس تماما. في كثير من الأحيان نعتقد أننا ننصت ولكننا في الحقيقة نفكر فيما سنقوله لاحقا. الانصات الحقيقي يعني التركيز فقط على ما يقوله الشخص الآخر، يعني فهم ما يقال لك. المقدرة على أن توقف الحكم على الأشياء والتركيز على فهم وجهة نظر الشخص الآخر هي من اهم المهارات التي يمكن أن تتعلمها. هناك الكثير من الكلام في العمل وهذه فرصة للتدرب على الانصات، بالإضافة إلى الكلام المنطوق.
هناك الكثير من المعلومات التي يمكننا استخلاصها من نبرة الصورة و لغة الجسد، بعبارة أخرى إن لم تبقي أذنيك (وعينيك أيضا) مفتوحتين فسوف يفوتك الكثير.
قول لا
تشير الدراسات أقيمت في جامعة كاليفورنيا بسانفراسيسكو إلى أنه كلما كان صعب عليك أن تقول “لا” كلما ازداد احتمال تعرضك للضغط أو الإجهاد أو حتى الانهيار العصبي، و كل ذلك يقلل من التحكم في النفس، قول “لا” هو بالفعل تحدي كبير بالنسبة للكثير من الناس في تحكمهم بأنفسهم، “لا” هي كلمة قوية يجب ان لا تكون خائفا من قولها. تجنب عبارات مثل :”لا أعتقد أنني أستطيع” أو “لست متأكدا” عندما يحن الوقت لقول كلمة “لا”.
عندما تقول “لا” لالتزامات جديدة فذلك يعزز مقدرتك على الوفاء بالتزاماتك الحالية ويمنحك المزيد من الوقت و الجهد الذي كنت سوف تضيعه على تلك الالتزامات التي تعلم أنه ليس في مقدورك الوفاء بها.
مقال ننصحك بالاطلاع عليه: كيف تقول لا بطريقة مهذبة ولبقة
طلب العون والمساعدة
قد يبدو اعتبار طلب العون مهارة شيء غير منطقي، ولكنها بالفعل مهارة وعليك تعلمها، تحتاج إلى قدر كبير من الثقة بالنفس والتواضع حتى تسلم أنك تحتاج إلى المساعدة، وهذه المهارة تعتبر ضرورية وحساسة لأن آخر شيء يريده رب العمل هو عامل يستمر في الطريق الخطأ لأنه يتضايق أو تمنعه عزة نفسه من الاعتراف أنه لا يحسن ما يفعله.
المقدرة على معرفة متى تحتاج إلى المساعدة، والشجاعة على طلبها والعمل بها هي مهارة جد مهمة ونافعة.
النوم الجيد
كلنا نعلم أن النوم الجيد مفيد للدماغ، ولكن دراسة حديثة أجريت في جامعة روشستر قد بينت السبب الحقيقي لذلك: وجدت الدراسة أنه عندما تنام فإن دماغك يتخلص من البروتينات السامة التي هي نتيجة عمل الخلايا العصبية عندما تكون مستيقظا، وهذا لا يحدث بطريقة فعالة إلا عندما تنام جيدا، عندما لا تنام جيدا تبقى هذه البروتينات السامة في الخلايا العصبية وتمنعك من التفكير الجيد وتقلل من سرعة معالجتك للمعلومات وتقتل الإبداع لديك وتزيد من حدة انفعالاتك.
تعلم مهارة النوم الجيد بصفة يومية هو شيء صعب ولكنك تستفيد جدا منها طول حياتك.
مقال ذات صلة: الافراط في التفكير | علاج مرض التفكير المستمر
معرفة متى تصمت
من المؤكد أن التصريح بما تعتقد بخصوص شيء ما يعطيك إحساسا جميلا، ولكن هذا الإحساس مؤقت، ماذا عن اليوم التالي أو الأسبوع التالي أو حتى السنة التالية؟ من طبيعة الانسان السعي لإثبات أنه محق، ولكن ماذا لو لم تكن كذلك ؟
من الحكمة اختيار ما تقوله بعناية حتى توفر على نفسك عناء السعي لإثبات شيء أنت مخطئ أصلا فيه أو عناء الاعتذار عنه، كل هذا لا يتأتى إلا إذا بقيت صامتا عند الجدال.
المبادرة بفعل الأشياء
المبادرة بفعل الأشياء مهارة تأخذك بعيدا في الحياة، نظريا يبدو الأمر سهلا: الرغبة في الفعل دائما موجودة، ولكن في الواقع أشياء كثيرة تعيق طريقك، هناك فرق كبير بين معرفة ما عليك فعله وكونك خائفا أو كسولا لفعله، ذلك يتطلب المبادرة.
عليك أن تخاطر وتدفع بنفسك خارج منطقة الراحة حتى تصبح المبادرة بالفعل طبيعة لديك.
الإيجابية
البقاء إيجابيا أمر صعب خلال التحديات الصعبة، التركيز على النصف المملوء من الكأس عند الضغط يبدوا أمرا غير واقعيا، وذلك لأن العقل البشري مصمم للتركيز على التهديدات، كان هذا التصرف نافعا عندما كان الإنسان يعيش حياتا بدائية مليئة بالأخطار، أما الآن فهو يقوي التشاؤم فينا، عندما تركز تفكيرك لأشهر على أن المشروع الذي تعمل فيه ويفشل فذلك يضعف من عزيمتك وإرادتك التي كان ينبغي أن تنفقها في العمل.
تعلم الإيجابية هو أمر ينبغي أن يمارس بصفة يومية بالتركيز الإرادي على الأشياء الإيجابية والجميلة حتى تتغلب على ميول دماغك إلى التركيز على الأخطار والتهديدات.