تذخر الصحف ونشرات الأخبار حاليًّا بمعلومات هائلة عن الاقتصاد، وهذا مفهوم بالنظر إلى التطورات التي حدثت مؤخرًا في الاقتصاد العالمي؛ ولكن الجانب السلبي في التغطية الإعلامية يتمثل في أن الغالبية العظمى منها تحاول التعمق في فهم الوضع الحالي، وتضخيم الأزمات. وللأسف، يبدو أن الاتجاه الذي تنتهجه وسائل الإعلام يؤدي إلى المزيد من الاضطراب والخوف. وأنا شخصيًّا أؤمن بضرورة أن يُولِي الشخص 10% فقط من تركيزه للمشكلة، بينما تَنْصَبُّ نسبة الـ 90% المتبقية على إيجاد حل للمشكلة.

لدينا خبراء يستطيعون دراسة الماضي ومقارنته بالحاضر، ومن ثم استخلاص نتائج تفيد في استقراء المستقبل. وأرى أن هذا النهج مفيد للغاية؛ لأن معظم النشرات الاقتصادية تتضمن تحذيرًا واضحًا لقارئيها يفيد بأن الأداء السابق ليس مؤشرًا يدل على النتائج المستقبلية المتوقعة. على سبيل المثال، الأحداث التي وقعت في فترة الثلاثينات من القرن الماضي ليس بالضرورة أن يكون لها تأثير في الوضع الحالي.

لدينا أيضًا خبراء يخبروننا بالأمور التي يجب علينا فعلها كي نتمكن من تخطي الأزمات. ونحن مُثقَلون بنصائح حول كيفية تعافي الاقتصاد العالمي، وكذلك نحن مُثقَلون بكَمٍّ كبير من النصائح حول كيفية تعافي الاقتصادات الوطنية، وكيفية تحسين أمورنا المالية الشخصية. والسؤال الذي يطرح نفسه هو: هل هؤلاء الخبراء هم أنفسهم مَن كان يُوجِّهون إلينا النصح قبل وقوع التغيرات الاقتصادية الأخيرة؟ من وجهة نظري، يشبه خبراء الاقتصاد إلى حَدٍّ كبير خبراء الأرصاد. وأنا لا أقصد الإساءة إلى أيٍّ من الفريقين، ولكن توقعاتهم غالبًا ما تخيب.

والآن لننتقل إلى جانب آخر، ولنتحدث عن أسعد ثلاثة أيام في حياتك. استغرق وقتًا كافيًا للتفكير؛ فكل ما أحاول فعله أن أجعلك تسترجع لحظات حياتك السعيدة وتستغرق فيها وتعيشها بكل حواسك. حاول أن تتذكر الأشخاص الذين شاركوك لحظاتك السعيدة، ولا تَنْسَ أيضًا الأماكن والأصوات والروائح والمشاعر والنقاشات. وعندما تستحضر تلك الأوقات السعيدة وتصبح ماثلة أمام عينيك، أرجو منك أن تجيب عن السؤال الآتي: كم كان رصيدك في البنك وقتها؟ أعتقد أنك لا تملك إجابةً مؤكدةً عن هذا السؤال.

علاقتنا بالمال

بالتأكيد نحن في حاجة إلى المال من أجل أن نعيش، ولكننا بحاجة أيضًا إلى تذكر بعض الحقائق حول حياتنا وعلاقتنا بالمال؛ فالإنسان ليس مجرد حساب بنكي أو رصيد ائتماني أو مدخرات تقاعدية.

علاقتنا بالحياة

إذا استطعنا أن نعزل أنفسنا عن وسائل الإعلام التي تقدم تغطية إخبارية على مدار الساعة، ونجد بعض الأوقات الهادئة المناسبة للتفكير، فسيُمكِننا إدراك بعض الحقائق الهامة حول علاقتنا بالحياة.

الحياة أوقات سعيدة، وهذه الأوقات السعيدة ليس لها علاقة بالمال. الحياة علاقات ذات مغزى مع الآخرين. الحياة تكتسب أهميتها من نظرتك لنفسك، ومن المعنى الذي تضفيه على الحياة.

يجب أن ندرك جميعًا أن المال مهم، ولكنه ليس السبب الوحيد للسعادة الحقيقية؛ فقد نجد سعادتنا في أشياء بسيطة لا تتعلق من قريب أو بعيد بالمال.

مقالات ذات صلة:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *