لماذا تفشل علاقاتك؟ لا شك أن العلاقات الفاشلة واحدة من أهم أسباب التوتر وعدم السعادة في الحياة. ويعد العمل على تكوين علاقات ناجحة، سواء مع الأبناء أو الوالدين أو الأصدقاء أو شريك الحياة، واحدًا من أهم المهارات الحياتية التي يجب أن نتعلمها. فإذا لم يكن باستطاعتنا الحفاظ على علاقات إيجابية طويلة الأمد مع الأشخاص المحيطين بنا، فسوف نجد صعوبة في الوصول إلى السعادة.

لماذا تفشل علاقاتك؟ فيما يلي الأسباب السبعة الأكثر شيوعًا لفشل أي علاقة؛ فعندما نعرف سبب انهيار العلاقة، يمكننا تجنب مشاعر الألم التي تصاحب هذا الأمر:

الغيرة

من المفارقات المثيرة للسخرية أننا قد نشعر بالغيرة من أقرب أصدقائنا. وتنشأ الغيرة عادةً عندما يكون هناك شعور بالمنافسة؛ لذا يجب أن نتعلم كيف نَسعَد بنجاح الآخرين، ونثق بالمحيطين بنا، ولا نجعلهم يشعرون بالشك تجاهنا. عندما يخذلك صديقك، فهذا ليس خطأك، ولكن إذا فقدت الثقة في الآخرين نتيجة شعورك بعدم الأمان، فإنك بذلك تصنع مشكلة كبيرة في علاقاتك.

التعلق الشديد

ثمة فرق كبير بين الحب الحقيقي والتعلق العاطفي. فعندما نشعر بتعلق عاطفي نحو شخص ما، نكون بحاجة إلى اهتمامه وحضوره في حياتنا. وعندما نشعر بتعلق زائد تجاه الآخرين، يزداد احتياجنا إليهم، وكذلك يكون من السهل الشعور بالغيرة. وفي الغالب، يحدث التعلق نتيجة الإحساس بعدم الأمان. وفي هذه الحالة، يكون من الضروري تنمية قدر من الإيمان بالذات والثقة بالنفس، وليس مجرد الاعتماد على الآخرين. ولا شك أن العلاقات القوية يجب أن تقوم على الاستقلالية وقبول الطرف الآخر كما هو، ولا يجب أن نتوقع من الطرف الآخر أن يولينا كل اهتمامه.

التسلط

حتى في أوثق العلاقات، لا بد من احترام الحرية الشخصية لأطراف العلاقة؛ فدائمًا ما تنشأ المشكلات عندما يلجأ أحد الأطراف إلى السيطرة على الطرف الآخر. وغالبًا ما يأخذ هذا الأمر شكل التوقعات، فنحن نتوقع من أبنائنا أن يسيروا على خطانا، ونتوقع من شريك حياتنا أن يتصرف بطريقة معينة تناسبنا. وفي الغالب، لا يدرك الأشخاص أنهم يحاولون الهيمنة على الطرف الآخر من العلاقة. على سبيل المثال، يبرر الآباء تصرفهم بأنهم يريدون الأفضل لأبنائهم، ولكن الحقيقة أنهم يفعلون ذلك لمحاولة تحقيق أهدافهم من خلال أبنائهم. وفي الواقع، ليس من حق أي إنسان أن يفرض على الآخرين طريقة حياة معينة فقط لأنه يريد ذلك، بل يجب أن تعتمد العلاقة السليمة على التفاهم المتبادل دون أي توقعات مسبقة.

مقال ذو صلة: الحرية التي تمنحها للطرف الآخر هي الأساس المتين لأي علاقة

الأنانية

الأنانية هي السبب الرئيسي لجميع مشاكل العلاقات؛ فعندما يكون الشخص أنانيًّا، فإنه يفكر في نفسه وفي مصلحته الشخصية فقط، ويتجاهل احتياجات الآخرين ورغباتهم. ومن الصعوبة بمكان التعايش مع الشخص الأناني؛ لأنه معتاد على الأخذ فقط ولا يحب العطاء، بل يسعى للحصول على مدح الآخرين ودعمهم دون أي استعداد لتقديم أي شيء في المقابل. أما الحب الحقيقي، فينطوي على نكران الذات، والعطاء دون انتظار المقابل.

ضيق الوقت

نحن نحب أن نقضي الوقت مع مَن نحب. وعندما ننشغل عن الطرف الآخر للعلاقة، لابد أنه سيتبرَّم ويشعر بالضيق. لذا، يجب أن تجد الوقت الكافي للجلوس مع الطرف الآخر، والحديث معه والاستماع إليه، ومشاركته الأشياء التي يحبها.

الإفراط في قضاء الوقت مع الطرف الآخر من العلاقة

يعتمد هذا الأمر على شخصية شريك العلاقة، فالأشخاص الأكثر ميلًا للانطواء يُفضِّلون قضاء فترة أطول من الوقت بمفردهم. والعلاقات القوية يجب أن تسمح بقدر من الحرية الشخصية والقدرة على التعبير عن الذات.

تصيد الأخطاء

مما لا شك فيه أن الخطأ سِمَة بشرية؛ فالجميع يخطئون. ويجب أن نتقبل هذه الحقيقة، وندرك أن العلاقات الناجحة القوية لا بد أن تعتمد على التسامح مع الطرف الآخر، وعدم تصيُّد أخطائه؛ لأن التركيز على الأخطاء سوف يضع الطرف الآخر تحت ضغط مستمر، وهو الأمر الذي يُعرِّض العلاقة للفشل.

والآن، هل عرفت لماذا تفشل علاقاتك؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *