كثيرًا ما أسمع الناس يقولون إنهم يريدون بدء عمل خاص، ولكنهم لا يملكون أية أفكار مميَّزة، فهل تعرف كيف تأتي بفكرة رائعة في 20 دقيقة أو أقل؟ ثمَّة أساليب يمكنك أن تتعلمها لتُحوِّل التفكير إلى واقع ملموس. الأمر ليس صعبًا؛ فهنري فورد مثلًا اعتاد على الجلوس على كرسي هزَّاز ليُلهَم بأفكار عظيمة. أما رالف والدو إمرسون، فكان الإلهام يأتيه حين يتمشَّى في الغابة.

وجد الباحثون في مركز أبحاث تابع لجامعة تيمبل، أننا حين نستغرق بعض الوقت لنهدأ، ينسى فَصُّ المخ الأيسر قائمة المهام، وينعزل عن كل شيء يدخله، ويبدأ في تصفية الحلول من اللاوعي. وبعد فترة من التوقُّف عن التفكير في المشكلة، تظهر الإجابة ببساطة.

فكلما ابتعد المشاركون في التجربة عن التفكير في المشكلة، تزايد النشاط الملحوظ في الجزء المرتبط باليقظة والوعي بالمخ، وهو ما تحتاج إليه إن كنتَ تبحث عن فكرة جديدة.

في المخ البشري مئات البلايين من الخلايا العصبية، التي دائمًا ما ترتبط بشبكات عصبية جديدة، وتنحلُّ من أخرى؛ مشكلَة أنماط المخ التي نعايشها، كالأفكار والمشاعر.

يمكننا التحكُّم في ذلك النشاط العصبي كاملًا. يُمكِننا -عن إدراك- أن نُغيِّر الأنماط العصبية الحالية من خلال النوم المغناطيسي، وأحلام اليقظة، وتفكير ما قبل النوم، وبعض الطرق الأخرى، كأن ننام مبكرًا بعض الشيء؛ حتى يكون من الطبيعي لنا أن ننتج أفكارًا رائعة.

تحتاج تهدئة العقل إلى عشرين دقيقة. وخلاف ما يؤمن به الجميع، لا يعني ذلك أن أفكارنا ستكون بطيئة، بل ستكون سريعة. بمجرد أن نتوقَّف عن تشتيت المخ بالمهام والمخاوف الكثيرة، نُحرِّره ليعمل بأقصى سرعته لينتج أفضل الأفكار، التي عادةً ما تكون أمامنا ولا نراها.

كيف تأتي بفكرة رائعة في 20 دقيقة؟ اقرأ النصائح الآتية لتعرف كيف تأتي بفكرة رائعة في 20 دقيقة أو أقل:

كن وحيدًا

قضاء وقت هادئ أسلوب عليك أن تمارسه وحدك؛ فدعوة الإلهام تتطلب أن تنعزل عن طاقة الآخرين السلبية، وتأثير أفكارهم وأهدافهم.

افعلها مبكرًا

لأن حياتنا مليئة بالمُشتِّتات الحسِّيَّة من أول اليوم إلى آخره، تأتي هذه العملية بأفضل النتائج إذا ما طُبِّقَت في الصباح الباكر مُباشَرةً بعد أن تستيقظ. وما دُمْتَ غير مُحترف في التأمُّل، فأسهل شيء تفعله لكي تُهدِّئ عقلك ألا تكون مستيقظًا بشكل كامل.

افعلها في صمت

اختر مكانًا هادئًا وبعيدًا عن أي إزعاج قدر الإمكان، واجعله مريحًا كي ترغب في أن تذهب إليه كل صباح. واجلس على كرسي مُريح في الزاوية، مع غطاء يبقيك دافئًا.

اجلس

لا ترقد، بل اجلس؛ كي لا تنام. يجب أن تشعر بالراحة كي تحرر أفكارك. لا تركز على شيء، بل استرخ، وضع قدميك على الأرض كي تتجنب الألم.

صف طاقتك

افرُك يديك بنشاط حتى تشعر بالدفء، وضَعْهما على وجهك. هُزَّ يديك كأنك تُجفِّفهما في الهواء، وكرِّر ذلك مرتين.

افعل الأمر ذاته بجبهتك ثلاث مرات، ثم دَلِّك كتفيك بيديك ثلاث مرات.

استرخ وتنهد

أغلق عينيك إذا أردتَ، وتنفَّس نفسًا عميقًا، ثم أخرجه بصوت عالٍ؛ فذلك الصوت يساعدك على التركيز. كرر هذا عِدة مرات حتى تشعر بالاسترخاء. اهتمَّ بأن تجعل كامل جسدك مُسترخيًا، بدءًا من رأسك حتى أصابع قدميك.

ارتبط بالأرض

بمجرد أن تسترخي، من الجيد أن تُمارس هذا الأسلوب المُستعار من السُّكان الأصليين لأمريكا. تخيل أنك مرتبط بالأرض؛ فهذا يساعد عقلك على أن يكون حاضرًا تمامًا.

تتبع تنفسك

حان الوقت الآن لتُشتِّت فَصَّ المخ الأيسر (المنطقي)، بأن تركز على تنفسك الطبيعي، شهيقًا وزفيرًا. تتبَّعه عبر الأنف وهو يدخل الرئة، ثم يرجع مرة أخرى. افعل هذا لمدة 10-20 دقيقة. فإذا حاولَتْ بعض الأفكار أن تتسلل إلى رأسك، فلا تسمح لها بذلك. لا تتبع الأفكار، بل اتبع تنفسك.

تمدد

افتح عينيك الآن، وابتسم. اجعل الدم يتدفَّق في جسدك بأن تقف وتلعب تمارين الإطالة. واشكر نفسك على هدية السلام الداخلي التي منحتها لنفسك.

تواصل مع الطبيعة

لا ترجع مباشرة إلى كل الأشياء المُقلِقة كالرسائل وعناوين الأخبار، بل اخرج خمس دقائق: المس شجرة، أو شُمَّ وردة، وتنفَّس بعض الهواء المنعش قبل أن تستكمل ضوضاء حياتك اليومية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *