القلق

اليس من الرائع لو تمكنت من تحويل عادة سيئة كالقلق إلى شيء يحفزك ويزيد مردوديتك؟ في الحقيقة ذلك ممكن مع قليل من المساعدة من الطريقة التي نفكر بها. القلق في العادة يبقيك في حالة من الإحساس بالذنب أو الأسف أو يجعلك عالقا في الماضي أو الأشياء التي يمكن أن تحدث في المستقبل.

قد تقلق بشأن أي شيء، بدأ بوضعيتك المالية أو تغير المناخ أو أي شيء يتعلق بطريقة حياتك. هناك نوعان من القلق: القلق السلبي والقلق الإيجابي.

القلق السلبي

يتعلق بأشياء لا يمكنك التحكم فيها، فمثلا قد تقلق لاحتمال نشوب حرب نووية وهذا أمر لا تستطيع التحكم فيه وعليه فسيكون مضيعة للوقت القلق بشأنها.

القلق الإيجابي

يتعلق بأشياء يمكنك التحكم فيها، فمثلا قلقك بشأن مشروع مهم عليك إنجازه في الوقت المحدد، ولكن الجلوس على كرسي والقلق بشأنه لن يساعدك في شيء، يمكنك تحويل هذا القلق إلى شيء مفيد بالتخطيط إلى ما ينبغي عليك فعله والبدء في العمل.

حقيقة القلق

حقيقة القلق

  في أغلب الأحيان، القلق هو إحساس غير مفيد، إنه ببساطة ضغط الإحساس بالذنب في المستقبل. ومع ذلك للقلق فائدة صغيرة: إنه يرشدك إلى المشاكل المحتملة والتي يمكنك فعل شيء لتجنبها قبل وقوعها، ولكن هل يسمى هذا قلقا؟ من الأفضل اعتباره انشغالا بدلا من قلق. يصبح الانشغال قلقا إن تركته يكبر و بقيت تفكر فقط في الأشياء التي لن تسير على ما يرام. إن تصرفت فورا بعد انشغالك بخصوص شيء فإن ذلك سوف يعود عليك بالنفع، ولكن المشكل يقع إن بقيت منشغلا لمدة طويلة، فسوف يتحول الانشغال عندئذ إلى قلق: إما تقلق من المشاكل المحتملة والتي لم تتصرف حيالها، أو المشاكل المحتملة والتي لا يسعك فعل شيء حيالها. القلق المبالغ فيه يؤدي إلى الكثير من المشاكل من بينها:  

  1. قلة النوم
  2. الانهيار العصبي
  3. الإجهاد
  4. الصداع
  5. ضغط الدم المرتفع
  6. الغضب
  7. صعوبة التركيز….الخ

  عليك التخلص من جميع الأفكار السلبية قبل أن تبدأ في  تحسين مردوديتك وتصبح منتجا. من الطرق المستعملة للتخلص من الأفكار السلبية هي كتابة جميع ما تقلق بشأنه ثم تحليلها. القلق يتلاشى إن أمكنك التركيز على الشيء الذي تقوم به بعد أن تصفي ذهنك من جميع الوساوس. عندما تبدأ في التحكم في أنماط القلق لديك وتعمل عليها فذلك يمنحك المرونة التي تواجه بها الظروف المستقبلية بثقة أكبر. سوف تعي أنه عندما تتجنب المواقف التي أنت قلق بشأنها فذلك لن يزيد المشكلة إلا تعقيدا.

كيف تجعل القلق يعمل لصالحك

  أهم شيء في التعامل مع القلق هو التعامل معه في أسرع وقت ممكن، ومن الأفضل عندما يكون لا يزال انشغالا، المرحلة الثانية هي إخراج القلق أو الانشغال من ذهنك وكتابته على ورقة حيث يمكنك التعامل معه. مهما كان الشيء الذي أنت قلق بشأنه، إليك الطريقة التي سوف تساعدك على التقليل من حدته وربما التخلص منه نهائيا:

سجل جميع انشغالاتك

أكتب كل الأشياء التي تسبب لك القلق مهما كانت غامضة أو مبهمة، فقط أكتبها.

قسم القائمة إلى اثنين

بعد كتابة قائمة بالأشياء التي تسبب لك القلق قسم هذه القائمة إلى اثنين: أشياء يمكنك فعل شيء حيالها وأشياء لا يمكنك فعل شيء حيالها. قيم كل شيء بصراحة قبل أن تضعه في أي قائمة.

تخلص من قائمة الأشياء التي لا يمكنك فعل شيء حيالها

لا فائدة من القلق بشأن أشياء لا يمكنك فعل شيء حيالها، إنها مضيعة للوقت والطاقة، وعليه تخلص من قائمة الأشياء التي لا يمكنك فعل شيء حيالها، يمكنك حرقها لتضيف المزيد من الرمزية. بتخلصك من تلك القائمة فكأنك تسلم أمرك إلى الله وترضى بما قسمك لك، وتوقن أنه لن يصيبك شيء إلا ما كتبه عليك.

حدد ما عليك فعله

والآن بعد أن أصبح لديك قائمة واحدة فقط بالأشياء التي يمكنك التحكم فيها، حدد ما ينبغي عليك فعله للتقليل من قلقك بشأن كل شيء كتبته.

إبدا بالتنفيذ

ابدأ بالأشياء التي تسبب لك أكبر قدر من القلق ونفذ ما حددته في المرحلة السابقة، حتى ولو لم تتمكن من تنفيذ كل شيء فقد قللت من احتمال وقوع الأسوأ.  

عندما تعمل بهذه الطريقة فإن مردوديتك ستتحسن بشكل ملحوظ لأنك سوف لن تضيع وقتك في القلق بشأن ما لا تتحكم به، وسوف تقلل بشكل كبير من قلقك حيال ما تتحكم به لأنك سوف تعمل بجد عليها وتتخذ الخطوات اللازمة للتعامل معها. وهذا ما يجعلك تتفرغ لإنجاز مهامك بطريقة أفضل.

جعل القلق في صفك يحتاج إلى الكثير من الممارسة والتطبيق، ولكن عندما تتقن ذلك سوف تدهش من مقدرتك على إخراج نفسك من الحالات التي تسبب لك القلق وتبني طريقة حل المشاكل بعقلانية وبطريقة منطقية. يعتقد البعض أن القلق يمكن أن يتجنب أو يتجاهل، ولكن هذه الطريقة تزيد من نسبة القلق بدل أن تقلله، فهي طريقة النعامة التي تدفن رأسها في الرمل عند الخطر ظنا منها أنها تتجنبه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *