العقل السليم هو الذي يفكر بإيجابية نصائح من أجل عقل سليم نصائح من أجل عقل سليم
قَضيْتُ عِدَّةَ سَنَوَاتٍ أُحاوِلُ تحْسِينَ صِحَّتي وسَعادَتي، وعَرَفتُ مُبكّرًا أنَّ لِأفْكاري وعقْلي تأثيرًا كبيرًا في كُلِّ تَجْرُبة أَمُرُّ بها؛ لِذا بحَثْتُ عن نَصائِح مِنْ أجْلِ عَقْلٍ سلِيم لِأَعْرِفَ الكثيرَ عن صحتي العقلية، وكيف يمكنني استخدام عقلي لأستفيد من حياتي وأزيد سعادَتي عمومًا.

اكْتشَفتُ أنَّ هُناك عَقَباتٍ عدِيدةً عليَّ أنْ أواجهها في العالمِ الخارِجيّ؛ لِذا توَقَّفْتُ عن تدْميرِ نفْسي مِن الدّاخِل. وهُناك عِدَّةُ عَوامِل مُخْتلفة تُؤّثّر في الصّحةِ والسّعادةِ، مِنْها: التّغْذِيَة، ونَمَط الحياة، والتّمارِين الرِّياضِيّة، والتّوَتُّر، والعائلة، والعمل.

وهناك أيْضًا عاملٌ مُهِمٌّ كُنْتُ عادةً أتجاهَلُه، إنّه صِحّة العقل! لكي تعيشَ حياةً صِحِّيَّةً وسعِيدةً، يجبُ أنْ يبْدأَ كُلُّ شيءٍ مِن عَقْلِك.

إنَّ أفْكارَك قويةٌ للْغايَة، وقادرةٌ على التَّحكُّم ِفي كُلِّ جَوانِبِ حياتِك، ومِنْها صِحَّتُك. وأكثرُ النّاسِ لا يُدرِكون ماهيَّةَ الأفكارِ التي تَدورُ في رءُوسِهم، أليسَ كذلك؟!

كيْ أكونَ صادِقًا، أدْركتُ ـ قليلًا ـ فَوْضى الأفكارِ التي كانَت تدورُ في رأْسي، ولكنَّني لمْ أُدْرِك – ولو قليلًا – مَدَى تأثيرِ تلك الأفْكارِ في واقعي ومشاعري.

قد يكون التركيز على كل فكرة تتشكل داخل رأسك أمرا مرهقا، ومخيفا أيضا.

تتحوَّل الأفْكارُ حتّى تصِيرَ مأْلوفة بِسَهولة، وكثيرٌ من النّاس اعْتادوا على التفكير السلبي مُنْذُ الصِّغر؛ لكِنَّ هذا التّفْكِير السَّلْبيّ يسْتَقرُّ في العَقِل الباطِن، وقد يتَسَبَّبُ حرْفِيًّا في تشْكيل شخصيَّتِك ورُدُودِ أفْعالِك تُجاه البِيئَة المـُحيطة.

هل أحْبَطَكَ هذا؟! لا تَخَفْ؛ فإنّ العادةَ وُجِدَت لِتُكْسَرَ، وهذا يعْنِي أنّك تستطيعُ أن تتحكم في أفكارك، فتجعلَها تصب في صالحك.

ما زلت أتذكر اليومَ الذي قررت فيه أن أسجل الأفكار التي تخطر ببالي يوميا، وأن أشعر بتأثيرها في نفسي.

أتذكر أنني قلت حينها: “يا إلهي! لَدي الكثير لأفعله الآن!”

وبعد استقرار هذه القَناعة في ذهني، اتخذت خطوات مناسبة للحفاظ على عقل صحيح في سبيل الحصول على حياة أكثر صحة وسعادة.

نصائح من أجل عقل سليم إليك نَصائح من أجل عقل سليم تساعد في تغيير نمط أفكارك، وتزيد صحتك العقلية، وتمنحك منظورا للحياة أكثر اتزانا وإيجابية:

انتبه

إنَ تغيير العادات السلبية، واكتسابَ عادات إيجابية أمر بسيط، لَكنه ليس سهلا؛ لأنه يحتاج إلى الكثير من الالتزام؛ لذا يجب أن تتخذَ القَرار، وأن تكونَ واضحا فيما تهدف إليه ، إن كنتَ ترغب في إحداث تغيير حقيقي.

فكِّرْ في الأمر واكتُبْه، ثُمّ اقرأْهُ بِصَوْتٍ عالٍ. بهذه الطريقة، تُعِدُّ نفْسَك لاتِّخَاذِ الخُطوات الضّرورية للحصول على حالةٍ ذِهْنِيةٍ أفْضَل.

كن واعيا بأفكارك

إن الأفكارَ عاداتٌ، وقدْ يكونُ مِن الصّعْب في البدايَة إدْراك كلِّ ما يدور في عقلك طوال الوقت. وقبل أن تبدأ التغيير، ينبغي أن تعي جيدا ما يدور في ذهنك.

اهتمَ بكتابة الأفكار التي تدور في ذهنك طوال اليوم مع الناس في مختلف المواقف. وكن حذرا من الحكم على أفكارك، بل اكتف الآن بإدراكها.

اصنع التغيير

الآن، صِرْتَ تُدرِكُ أنْماطَ التفكير التي تتَّبِعُها، وصارَ بإمْكانِك تغييرها. واعلم أن لدينا جميعا القدرة على اختيار ما نفكر فيه، ولدينا القدرة على استبدال الأفكار السلبية بأخرى إيجابية.

عندما تدور فكرة سلبية في رأسك، اتخذ قرارا واعيا بتغييرها. لا تقلق إنْ لم تؤمن في البداية بأفكارك الإيجابية الجديدة، فبمُرور الوقتِ سيتغيّرُ ذلك.

وفي كلّ مرّة تُغيِّر فيها الأفكارَ السّلبيّة إلى أُخرى إيجابيّة، فإنّك تصْنع نَمَطًا جدِيدًا من الأفكار الإيجابيّة، وتزْرع أيضًا طاقةً إيجابيّةً داخِلَ عقْلِك مُقابِل تلك السَّلْبيّة.

لِتَفْعَلَ ذلك، تحتاجُ فَقطْ إلى الالتزامِ بدعم الأفكار الإيجابية طوال الوقت (بنسبة 100%)، وبعدَ فترة من الزمن ستضعف لديك قدرة الأفكار السلبية على التأثير في أي من جوانِب حياتِك، وكذلك مشاعرِك، وستبعث أفكارك الإيجابية الجديدة طاقةً مُخْتلِفةً، وستمْنحُك حياةً إيجابيّة، تُزِيدُ طاقتَك الإيجابيّة.

وبِمُرور الوْقتِ والممارسة، حين تظهر فكرة سلبية، ستلاحظ أنها تتحول مباشرة إلى أخرى إيجابية قبل أن تشعر بها من الأساس؛ فنمَط التفكير الإيجابي الجديدِ سيقضي بسرعة على أية فكرة سلبية تدور في خاطرك، وسيستبدلها بفكرة إيجابية تثبت ذاتك.

ترددات الذهن الإيجابي

حينَ تمارس الخطوات الثلاث السابقة، فستبدأ ترددات ذهنك تتغير. ويرسل المخ دائما ترددات موجات شديدة الدقة، تؤثر في شعورِك وأفعالِك. ويُمْكنُك تغْيير هذه التَّردُّدات بالتَّأمُّل، أو اسْتخْدام مُؤثِّر خارِجيّ مثلَ الاسْتماع لتسْجيلات الموْجات الدماغية.

بممارسَة التأمل أو الاستماع إلى تسجيلات موجات دماغية (مثل binaural beats)، سيمكنك تخطي عقلك الواعي، والعمل مباشرة مع عقلك اللاواعي.

بهذه الطريقة، يمكنك إحراز تقدم كبير في تغيير ترددات الدماغ لتصيرَ ترددات تساعد على التخلص من الضغوط العصبية.

إذا مارست كل هذه الطرق والتزمت بها، فسيتغير لديك نمط أفكارك وطاقتك إلى وضع أكثر إيجابية بسرعة.

خصص وقتا للاستمتاع

ممارسة التفكير الإيجابي لا تعني أنه لن تخطر ببالك فكرة سلبية أبدا، بل تعني أنك ستمتلك الوعي الكافي لتغيير الفكرة السلبية إلى أخرى إيجابية، وتسمح للطاقة الإيجابيّة بتشكيل حياتك بدلا من أن تتأثر بالطاقة السلبية .

بتنفيذ كل هذه التغييرات وتطبيقك لهذه الحالة الذهنية الصحيحة، سيمكنك الانطلاق والاستمتاع بالحياة، وستكون فخورا بأنك منحت عقلَك اليقظةَ التي يحتاج إليها؛ كي تعيش الحياة الصحيحةَ التي تستحقها.

هذه نصائح من أجل عقل سليم وتفكير إيجابي في الحياة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *