من الخوف إلى الشجاعة

الشكوك في القدرة الإبداعية يمكن علاجها من خلال التوجه إلى سلسلة من النجاحات الصغيرة. ويمكن أن يكون للخبرة تأثير قوي على حياتنا. إن حالة العقل التي نسميها “الحالة الفعالة” ترتبط بالثقة الإبداعية. فالذين يتمتعون بثقة إبداعية يصلون إلى تحقيق اختيارات أفضل والانطلاق نحو مسارات جديدة بصورة أسهل والوصول بدرجة أيسر إلى حلول لمشكلات تبدو مستعصية فهم يرون فرصا جديدة ويتعاونون مع الآخرين لتحسين المواقف المحيطة بهم ويقابلوا التحديات التي تواجههم بشجاعة. يتجلى الخوف من الإخفاق في توجهات مثل

  • الخوف من أن تكون موضوعا لأحكام الآخرين.
  • الخوف من وضع قدمك على أول الطريق.
  • الخوف من المجهول.

الخوف من الإخفاق هو أكبر عقبة في طريق النجاح الإبداعي. ومن الخرافات المنتشرة على نطاق واسع أن العباقرة المبدعين نادرا ما يخفقون مع أن العكس هو الصحيح العباقرة المبدعون يخفقون كثيرا لكنهم لا يدعون الإخفاق يقتل محاولاتهم. المبدعون يجرون اختبارات وتجارب أكثر من غيرهم. فإذا كنت ترغب في مزيد من النجاح فعليك أن تكون على استعداد بأن تتمتع بهامش من التسامح مع الإخفاق وربما تكون المحاولات الفاشلة المبكرة محطات مهمة على طريق النجاح في الابتكار لأنك كلما سارعت إلى معرفة نقاط ضعفك خلال دورة الابتكار أمكنك تحسين الجوانب التي تحتاج إلى إصلاح أيضا.

النجاحات الصغيرة مفيدة لأنها تساعدنا على المضي قدما نحو مستويات تالية من النجاح فالعمل الذي نعتقد أنه يستحيل إنجازه بخطوة واحدة يصبح قابلا للتحكم والتدبر إذا ما قسمناه إلى خطوات ومهام أصغر. والعلاقة المحتومة بين الفشل والابتكار هي درس لا يمكنك أن تتعلمه إلا من خلال الفعل والعمل. يعوقنا الخوف من الفشل عن محاولة تعلم مهارات جديدة وعن المخاطرة ومواجهة التحديات. بينما تطالبنا الثقة الإبداعية بتجاوز هذا الخوف.
ولكن حتى بعد أن تتغلب على خوفك الأولي من الفشل وتكتسب ثقة إبداعية فإنك تبقى بحاجة إلى المرونة. مثل العضلات تماما فإن قدراتك الإبداعية تنمو وتقوى بالممارسة. يحتاج كل المبدعين إلى الوثب وتحقيق قفزات كبيرة

  • ما الحاجة التي ينبغي عليك أن تركز عليها؟
  • ما الفكرة التي يجب أن تعيشها؟
  • ما الاختراع الذي يجب أن تنتج له نموذجا أوليا؟

فعبر مثل هذه التساؤلات يمكنك اكتساب الخبرة وتوليد الحدس اللازم لإنجاز يشبه الإعجاز.
تتيح الممارسة الدائمة التي يغذيها العزم والإصرار قاعدة بيانات تسمى “الخبرة المتراكمة” التي يمكن أن ترجع إليها حتى تتمكن من صنع اختيارات أكثر نضجا ومبنية على المعرفة والحدس. وبمجرد أن تدخل في دوائر الابتكار السريعة ستتولد لديك ألفة بالعملية وستثق في قدراتك على تقييم الأفكار الجديدة ينتج عن هذه الثقة قلق أقل في مواجهة الغموض الذي يتولد مع طرح أفكار جديدة لتغيير العالم.

اقرا ايضا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *