من المُهم أن تضع تصوُّرًا للمستقبل، وأن ترسم الأحلام والأهداف لكل ما تتمنَّى تحقيقه. ولكن ثمَّة سؤالًا: كيف نُحقِّق تلكَ الأحلامَ ونُحوِّلها إلى واقعٍ ملموس؟ ليس الأمرُ سهلًا كتمنِّي حدوثه؛ فتحقيقُ الأحلام العظيمة يستغرِق الكثير من الوقت والجهد والمثابرة.
لحسن الحظ، لدينا العديد من الأشخاص الذين استطاعوا بالفعل تحقيق أحلامهم. ويمكننا أن نتعلَّم منهم، وأن ندرس مجهوداتهم كي نفهم ما علينا فعله.
قال براين ترايسي ذات مرةٍ: “النجاح يَخلُف وراءه طُرُقًا”. وفي تلك الطرق، يُمكننا اكتشاف العادات والسلوكيات التي ساعدت على تحقيق ذلك النجاح. وفيها أيضًا يمكننا اكتساب المعرفة والحكمة التي نحتاج إليها لتكون دليلَ إرشادٍ لنا في طريقنا نحو النجاح.
لا يختلقون أعذارًا لصعوبة تحقق أحلامهم، ولكن يحاولون إيجاد الأسباب لتحقيقها
لدينا الكثير من الأعذار التي قد نقدمها لنُبرِّر فشلنا في تحقيق أحلامنا، كالوقت والمال والمجهود والبيئة المحيطة بنا. وأحيانًا، يبدو مستحيلًا أن نتغلب على تلك الأعذار؛ لكن الناجحين في تحقيق أحلامهم لا يستسلمون لتلك الأعذار. ولا يَرَوْنَ العقبات التي تعترض طريقهم إلا تحدياتٍ يتغلبون عليها في نهاية الأمر.
لذا، لا تبحث عن أسبابٍ لصعوبة تحقيق أحلامك، بل ابحث عن الأسباب التي تُمكِّنك من تحقيقها؛ فسيدفع عنك هذا التفكيرَ الانهزاميَّ، ويُقرِّبك خطوةً من النجاح.
مستعدون للمخاطرة
كلما عَظُم الهدف، صارت المخاطرة في سبيل الوصول إليه أعظم. ففي كل محاولة عظيمة فرصةٌ للوصول، وكذلك احتماليةٌ للفشل؛ فتحقيق أحلامك يعني أن تُخاطر وتفعل أشياء لم يسبق لك فعلها من قبلُ. وسواء كان ذلك يعني انتهاز الفرصة للتعبير عن رأيٍ ما أو تجربة عملٍ أو مُنتَجٍ جديدٍ، عليك أن تجرِّب شيئًا جديدًا؛ كي تُحقق ما تُريد.
لكن إن كنتَ تؤمن بنفسك وتَعْلَم جيدًا أن ما تفعله هو الصواب، فستكون المخاطرة مُجْدِيَة. والبديل الوحيد لذلك هو الجلوس وتأنيب النفس على ما كان ينبغي فعله.
يعرفون جيدًا أن تحقيق الأهداف يحتاج إلى الوقت والصبر والجُهْد
التاريخ مليءٌ بأناسٍ استسلموا مبكرًا ولم يعرفوا كَمْ كانوا على مَقْرُبَةٍ من تحقيق أهدافهم! فمهما كان حلمك، فستحتاج إلى قوة الإرادة التي تُعِينك على المثابرة كل يومٍ حتى تحقق حلمك.
المثابرة كالفلتر الذي يُميِّز الجادِّين في تحقيق أحلامهم من غير الجادين. إنها اختبارٌ مستمرٌّ لا بد أن تجتازَه لتصلَ إلى ما تُريد.
اجعل الوقت والصبر اللازمين لتحقيق أحلامك سِباقًا تُحاول فيه أن تصل إلى خط النهاية، وفي الوقت نفسه تحتاج إلى التركيز على إحراز تقدُّمٍ طوال الوقت. في النهاية، لا تعنينا السُّرعة التي تعمل بها طالما أنك تتقدَّم بشكلٍ مستمرٍّ. وبالصبر والمثابرة، تصل في النهاية إلى ما تريد.
يوفرون الوقت اللازم لتحقيق ما يريدون
إذا كانت حياتك كحياة الآخرين، فهي بالتأكيد مُزدحِمةٌ بالأعمال. لكل مِنَّا واجباتٌ عليه القيام بها، وأصدقاء يخرج معهم، وحياةٌ يعيشها؛ لكن وسط انشغالك تحتاج إلى وقت كافٍ لتحقيق أحلامك.
في أثناء كتابة جون جريشام لأولى رواياته، كان يعمل ستين إلى سبعين ساعةً في الأسبوع في المحاماة؛ مُستغِلًّا الوقت المتاح في الصباح أو بين جلسات المحكمة بقدر الإمكان. وفقًا لحسابات العديد من الناس، ليس لديه وقتٌ للكتابة؛ لكنه لم يستسلم لذلك، بل أَوْجَد لنفسه الوقت ليستمرَّ في الكتابة؛ ممَّا ساعده في النهاية ليبدأ حياته المهنية كمؤلف.
يؤمنون تمامًا بأنفسهم
الناجحون في تحقيق أحلامهم لا يعرفون أنهم سينجحون في ذلك. وإذا لم يقوموا بهذا من قبلُ، فليس لديهم الخبرة السابقة التي يعُودون إليها.
من الصعب تحديد الأسباب التي تجعلك تؤمن أنك ستحقق أحلامك. وستكثر المخاوف والشكوك التي تزيد الشك لديك في أن نجاحك أمرٌ مُؤكَّد. لذا، فإن الإيمان بالذات ضروريٌّ للغاية.
إن كان طريقك إلى النجاح غير واضحٍ، فإيمانك بذاتك يحافظ على تقدُّمك نحو تحقيق أهدافك وأنت علي يقينٍ من أنك ستجد طريقك إلى النجاح بطريقةٍ أو بأخرى. بالإيمان، يُمكنك اكتشاف القوة والعزيمة الكامنة بداخلك، والتي تضمن لك التقدُّم إلى الأمام.
يستمتعون برحلة تحقيق أحلامهم
تحقيق أحلامك أشبه بتسلق الجبال. حين تتسلَّق جبلًا، تُركِّز اهتمامك على القمة؛ فالقمة هي هدفك. ومع ذلك، فأنت تقضي معظم الوقت في رحلة الوصول إليها.
رحلة الوصول إلى هدفك مهمةٌ تمامًا كهدفك نفسه، بل ربما تكون أكثر أهميةً؛ لأنك تقضي فيها معظم وقتك. يجب أن تحب العمل والجهد الذي تبذله كل يومٍ لتصل إلى وجهتك النهائية. فإذا لم تجد طريقةً للاستمتاع بالوقت الذي تستغرقه في الوصول إلى حلمك، فستجد الرحلة شاقَّةً. الوصول إلى حلمك لا يَعني فقط تحقيق الهدف، ولكن أيضًا إيجاد المتعة في رحلة الوصول إليه!
يعتمدون على الاجتهاد، لا على الحظ
الصلة بين الاجتهاد والحظ أكبر مما يعتقد أكثر الناس، لكن أكثر الناس يُسيئون فهم الحظ.
الحظ ليس فقط أن تكون في المكان المناسب في الوقت المناسب، ولكنه الاستعداد والجاهزية ببقائك في حالةٍ ذِهنيةٍ صحيةٍ؛ كي تكون قادرًا على استغلال الفُرص استغلالاً صحيحًا حين تأتي.
يقول سينيكا، الفليسوف الروماني القديم: “الحظ هو التقاء الفرصةُ بالجاهزية”. وبأخذ ذلك في الاعتبار، يمكننا أن نرى أن الحظ استعداد للحظة التي تجني فيها حصاد جُهْدك.