في البداية، دعنا نتعرف على أهمية التحفيز ومعناه. التحفيز هو القوة التي تدفعك إلى تحقيق أهدافك، وتقودك إلى ما تريد أن تصل إليه في حياتك. على سبيل المثال، قد ترغب في تحسين شخصيتك، أو الحصول على ترقية في العمل، أو اكتساب عادة جديدة، أو أن تكون شخصًا متميزًا في مجتمعك، أو تكون أبًا أفضل لأولادك. يمكنك تحقيق كل هذا بسهولة إذا امتلكت الدافع الإيجابي لتحقيق هذه الأهداف.

سوف تتمكن من تحقيق كل ما تصبو إليه إذا كان لديك حافز شخصي قويٌّ، ولكن لا تبحث عن طرق مختصرة لتحقيق أهدافك؛ فالأفضل أن تسلك الطريق الصعب حتى تصل إلى هدفك؛ ففي هذه الحالة، سوف تشعر بلذة الانتصار، وتُقدِّر ما وصلت إليه بعد كلِّ هذا العناء.

إن كان لديك هدف تودُّ تحقيقه على المدى القصير أو البعيد، فكيف تبحث في داخلك عما يحفزك ويدفعك إلى تحقيقه؟! إليك بعض النصائح التي تساعدك في ذلك:

كيف تنمي التحفيز في داخلك؟

ركز على هدف واحد فقط في كل مرة

يجب أن تدرك تمامًا أن تحقيق الأهداف قصيرة المدى يساعد بشكلٍ ما في تحقيق الأهداف بعيدة المدى. يمكنك تدوين أهدافك في مفكرة يومياتك؛ كي لا تختلط الأفكار في رأسك، فتفقد جزءًا منها.

تخلص من كل ما قد يشغلك عن تحقيق هدفك

على سبيل المثال، إذا كان هناك كاتب روائي يريد أن يكتب روايةً جديدةً، فكيف يمكنه كتابة فصل تلو الآخر إذا كان حوله الكثير من الملهيات؛ مثل: صوت التلفاز، أو ثرثرة الأصدقاء، أو رغبته في التصفح غير المجدي للإنترنت. بالطبع، لن يمكنه التركيز والانتهاء من الرواية؛ لذا لكي يُركِّز على هدفه، يجب أن يتخلَّص من كافة الملهيات من حوله.

لا تنجرف وراء أيِّ تأثيرات سلبية

احرص دائمًا على التخلص من الأفكار السلبية. إذا شعرت أنك تنحرف عن هدفك الأساسي بسبب مشكلة لا تجد لها حلًّا، فعليك أن تبحث عما يمكنك فعله؛ لكي تتجاوز تلك العقبة، وتعود للتركيز على هدفك الأساسي. يجب أن تؤمن أيضًا بأهدافك؛ كي لا تأخذك الأفكار والمشاعر السلبية بعيدًا عنها. ولكي تحتفظ دائمًا بدوافعك التي تُحفِّزك لتحقيق هدفك، عليك أن تستثمر الأفكار الإيجابية، وتطرح الأفكار السلبية من رأسك.

حفز نفسك باستمرار

قد لا تعني الأهداف الكثير لديك إذا لم تكن تفكر فيها دائمًا، وتعمل من أجل تحقيقها. على سبيل المثال، إذا كنت ترغب في خسارة وزنك، يمكنك كتابة هذا الهدف وتعليقه بجوار المبرد؛ لكي تتمكَّن من رؤيته مرةً أو مرتين في اليوم، أو يمكنك أن تضعه بجوار ميزان الوزن؛ وبذلك سوف يستمرُّ هدفك نفسه في تحفيزك ودفعك إلى تحقيقه.

والآن، إليك واحدةً من أفضل الطرق التي من شأنها أن تُحفِّزك في أثناء عملك. يمكنك تحفيز نفسك في أثناء العمل بقراءة الأقوال المشهورة التي تدعو إلى الاجتهاد في العمل، وتعليقها بجوار مكتبك. ابحث أولًا باستخدام جوجل عن بعض هذه الأقوال، ثم اطبعها، وَضَعْهَا في إطار يُظهِرها، وعلِّقها بجوار المكتب؛ واحرص على قراءتها كلما وقع عليها بصرك. وحالما تشعر أنها لم تَعُدْ تُحفِّزك، أو أنك قد مَلَلْتَ منها؛ فقد حان الوقت لتغييرها واستبدلها على الفور بأقوال أخرى غيرها. والأفضل أن تستبدلها كل أسبوع أو أسبوعين؛ من أجل توفير أقصى قدر من التحفيز.

يحرص البعض على قراءة أهدافهم المكتوبة فور استيقاظهم من النوم، أو قبل نومهم مباشرة. وفي كلتا الحالتين، هناك ميزات عِدَّة؛ فعند قراءتك لما تودُّ تحقيقه فور استيقاظك مُباشَرةً، سوف تجد نفسك تسعى بشكل غير عادي إلى تحقيق تلك الأهداف. وعند قراءتها قبل نومك مُباشَرةً، سوف تستيقظ في اليوم التالي ورأسك مليء بأفكار جديدة لم تَخطُر ببالك من قبلُ.

يجب أن تعرف ما يُحفِّزك في حياتك؛ لكي تظلَّ تسعى على الدوام إلى تحقيق أهدافك. ابحث كلَّ يوم عما يُحفِّزك، واحرص على قراءة الكتب والمدونات التي تُلهِمك وتزيد طاقاتك الإيجابية.

ويجب أن تدرك أن بعض الأيام قد تخلو من الأفكار التحفيزية، وهذا أمر طبيعي يحدث للجميع؛ ولكنك إذا داومت على بحثك عما يُحفِّزك، وحرصت على إحاطة نفسك بكلِّ ما هو إيجابي، فسوف تكون هذه الأيام قليلةً ومتباعدةً.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *