هل تعرف لماذا يميل الأذكياء إلى الحزن عادةً؟! كانت هناك مقالة تتحدَّث عن الجمال الكامن في الحزن، مما فتح المجال أمام قدر كبير من النقاش حول الفرق بين الحزن والإحباط، ومزايا قبول الحزن مقابل علاجه باستخدام العقاقير والأدوية. وفي سياق مشابه، ثمَّة مقالة أخرى تحدَّثت عن أن الأذكياء أكثر ميلًا للحزن، وزعم كاتبها، وهو أحد مُتخصِّصي علم الاجتماع، أن الحزن ينمو في مرحلة الطفولة؛ لأن الثقافة الغربية تفتقد إلى تقدير قِيَم الذكاء.

لماذا يميل الأذكياء إلى الحزن
من المعروف أن الأطفال يتطوَّرون في أربعة مسارات: عقليًّا، وبدنيًّا، وعاطفيًّا (نفسيًّا)، واجتماعيًّا. وفي الفصول الدراسية، يميل الأطفال الأكثر ذكاءً إلى الانعزال، ويُستبعَدون من أكثر الأنشطة، ويَنظُر إليهم الأطفال الآخرون على أنهم غريبو الأطوار. بعبارة أخرى، لا يتطوَّر هؤلاء الأطفال الأذكياء اجتماعيًّا، بينما قد يتطوَّرون بدنيًّا أو عقليًّا عندما تَسنَح لهم الفرصة.

وغالبًا ما يتَّسِم تطورهم العاطفي بقدرتهم على التكيف مع المواقف الخطرة أو الصعبة، التي تنطوي على قدر كبير من الضغوط، خاصةً في الأمور التي تستغرق فترات طويلة، ولكن هذا التطور يقلُّ في معدلاته عن الشخص العادي. وفي الوقت ذاته، يميل الكبار إلى اعتقاد أن الأطفال الأذكياء يمكنهم التعامل مع مختلف الأمور؛ نظرًا لتفُّوقهم وتميُّزهم العقلي. ويشمل هذا الاعتقاد المواقف التي يخوضها الأطفال دون أي معرفة أو مهارات لدعم خبرتهم؛ فهم يخوضون غِمار الأوقات الصعبة بمفردهم، ولا يفهم الكبار أن هؤلاء الأطفال بحاجة إلى المساعدة، وأن الأطفال الآخرين لا يريدون التواصل مع أطفال يَرَوْنَ أنهم غريبو الأطوار ولو كانوا أذكياء.

والآن، فقد عرفت لماذا يميل الأذكياء إلى الحزن عادةً. لذا إذا وجدت أنك تميل كثيرًا إلى الحزن، فاعلم أن السبب قد يرجع إلى ارتفاع معدل ذكائك! ولكن هذا لا يعني أن تستسلم لحزنك، بل يجب أن تبحث في حقيقة ذلك الحزن، وتعالج أسبابه؛ فربما لديك مشاكل حياتية أو ربما يرجع الأمر إلى نظرتك الشخصية للحياة من حولك.

مقالات ذات صلة :

نتمنى أن تشاركونا آراءكم!

المصدر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *