تتكوَّن حياتك من ثلاث دوائر: تضم الدائرة الأولى الأشياء التي تتميز فيها، وتضم الدائرة الثانية الأشياء التي يمكنك أن تتقاضى أجراً نظير إنجازها، وتضم الدائرة الثالثة الأشياء التي تحب القيام بها. وتتقاطع هذه الدوائر في جزء صغير جدّاً يعرف بمنطقة الراحة، ولكن البعض يعرض نصائح للعثور على السعادة بالخروج من منطقة الراحة (Comfort Zone) تلك؛ لاكتشاف عالم جديد وفرص جديدة، وهذا أمر خاطئ!
في الواقع، يمكنك أن تجد السعادة في نقطة التقاطع بين الدوائر الثلاث لحياتك. وليست محاولة التواجد في منطقة التقاطع بين الدوائر الثلاث إلا اتجاهاً للخروج من منطقة الراحة. ولا شك أن محاولة العثور على الأشياء التي تتميز بها، وتلك التي يمكنك أن تتقاضى أجراً نظير إنجازها، وتلك التي تحبها وتستمتع بالقيام بها – أمر صعب للغاية. إنها رحلة طويلة قد تواجه خلالها صعوبات وفشلاً، ولكن إن واصلت السعي، فستنجح في النهاية في الوصول إلى مبتغاك؛ ولكن يجب أن تدرك أن صعوبة المهمة لا تعني بالضرورة أنها مستحيلة، أو أن تتوقف عن المحاولة. ومهما كانت طبيعة حياتك، يجب أن تبحث دائماً عن منطقة التقاطع بين الدوائر الثلاث، فسيمنح هذا حياتك قيمةً فريدةً، وسيجعلك تصل إلى السعادة.
نصائح للعثور على السعادة لكي تصل سريعاً إلى هدفك، جرب النصائح الآتية كل يوم أو قدر استطاعتك. وفي النهاية، سوف تخرج من منطقة راحتك وتجد السعادة:
المداومة على عادات صباحية إيجابية
لكل شيء بداية ينطلق منها، وأساس تبنى عليه الآمال والأحلام؛ ولكن من المؤسف أن أكثر الناس لا يستطيعون التعرف على هذا الأساس.
تخيَّل أنك تعيش حياةً ليس فيها أي رغبة للخروج من منطقة راحتك؛ فأنت تستيقظ في الصباح لتتناول إفطارك، ثم تذهب إلى العمل، وتعُود في المساء منهكاً لتتناول العشاء، وتشاهد التلفاز، ثم تذهب إلى السرير. لا شك أنك سوف تفقد حماسك، ولن تحقق أيّاً من أهدافك.
احرص على أن يكون لديك عادات إيجابية تمارسها كل صباح ويكون لها أثر كبير في بقية يومك. ولا أرى نشاطاً في الصباح أفضل من ممارسة التأمل لمدة 15-20 دقيقةً، ثم كتابة أربعة أشياء تشعر بالامتنان تجاهها، وسوف تساعدك هذه العادة في بناء ثقتك بنفسك، وستمنحك البداية الصحيحة ليومك.
التركيز على الخبرات الجديدة
إن الحرص على اتباع عادات صباحية كل يوم يعني أنك قد وضعت الخطوة الأساسية في بداية الطريق، وأصبح لديك هدف محدد. يمكنك حينها الانتقال إلى العنصر الأكثر أهمية في سعيك للخروج من منطقة راحتك، وهو خوض تجارب واكتساب خبرات جديدة، فخبرات الحياة وتجاربها هي أهم جوانب الحياة، فالحياة مجموعة من التجارب والخبرات يخوضها الإنسان.
أما البقاء داخل منطقة راحتك، فيعني أنك لن تمر بتجارب جديدة، بل ستظل تكرر التجارب التي مررت بها سابقاً دون جديد! ومن ثم، لن تكون لديك أي فرصة للتطور أو النمو. لذا، يجب أن تكتشف خبرات جديدة، وأن تختبر مواقف جديدة لم تمر بها من قبل؛ كي تتعلم كيف تتكيف مع أي متغيرات.
التواصل مع الآخرين
الحياة مجموعة من التجارب والخبرات، وكذلك لحظات السعادة والفرح التي تعيشها مع الآخرين. لذا، فإن التواصل مع الآخرين يمنحك فرصة رائعة لمعرفة أفكار جديدة وتجارب وخبرات مختلفة، بالإضافة إلى رؤية الحياة من منظور جديد. ولأن الإنسان كائن اجتماعي بطبعه، يجب أن تحرص على التواصل مع الآخرين. وكلما اتسع نطاق علاقاتك وتواصلك مع الآخرين، ازدادت تجاربك وأصبحت حياتك أكثر ثراءً.
وأخيراً، فهذه نصائح للعثور على السعادة فيما حولك، نتمنى أن تطبقها وتشاركنا تجربتك.