هل أنت مخطط بارع، تضع خططًا، وتحدد أهدافا ذكية وواضحة وواقعية وذات جدول زمني دقيق لإنجازها! أهداف يمكن بلوغها، وتقبل القياس، وتضع الخطة التنفيذية، وتحدد المواعيد النهائية، وتضبط المعايير! وتدون أهدافك، وتعلقها في مكان معين لتراها كل يوم؛ لكنك لا تحقق شيئا، ولا تنجز هدفا؟! لتفهم حقيقة الأمر وكيف تسير الأمور. الأمر يسير جدًّا:
أريد أن أحقق كذا؛ لذا سأضع أهدافًا تُمكِّنني من ذلك. ثم تصير الأهداف في طيِّ النسيان.
أريد أن أنال كذا؛ لذا سأضع أهدافًا تُمكِّنني من ذلك. ثم تصير الأهداف في طيِّ النسيان.
أريد أن أفعل كذا….. إلى آخره.
ما المشكلة إذًا، رغم كل مهارات التخطيط الرائعة التي أمتلكها؟!
لماذا دائمًا أفشل في إنجاز أي شيء؟! قد يرجع هذا إلى أن أكثرنا تعلَم كيف يضع الأهداف فقط. إن بحثت عن وضع الأهداف، فستجد عددًا ضخمًا من المقالات والدروس والفيديوهات، تشرح لك كيف تخطط لأهدافك؛ لأن هذا هو الجزء السهل.
يمكن للأهداف أن تمنح حياتك خطة، لكن لا يمكنها أن تضفي على حياتك معنى!
إليك خمسة أسباب تمنعك من تحقيق أهدافك:
- ليست لديك رؤية واضحة لما تريده في حياتك (لا تحدد ما تريد بشكل واضح؛ لذلك لا تحصل على شيء).
- أهدافك قصيرة المدى، ولا تخطط للمدى البعيد.
- تعتقد أن التنمية الذاتية ستحسِّن حياتك، ولا تدرك أن التنمية الذاتية تحاول أن تجعلك تقبل نفسك وتُعبِّر عنها.
- لا تتحكم في نفسك، ولا تستطيع أن تسيطر على مشاعرك العاطفية، ولا أن تُحفِّز ذاتك للقيام بشيء.
- تضع أهدافك وفق ما يراه الآخرون، لا وفق ما تراه أنت وتحب أن تفعله.
ما الذي كنا نريده حقًّا!
نشأ أكثرنا على السعي لتحقيق ما يأمل الآخرون أن نُحقِّقه. لقد اعتدْنا ذلك، وسمعناه مرارًا وتكرارًا، وعايشناه بأنفسنا؛ لكن حين نبلغ الأربعين أو الخمسين، نكتشف أن تلك الآمال كانت راسخة في أعماقنا في حقيقة الأمر، ونكتشف أننا نسينا، ولم نعرف ما الذي كنا نريده حقًّا!
علاوة على ذلك، فقد خضنا تجارب متنوعة، بعضها رائع، وبعضها سيئ؛ لكن هذه التجارب هي التي أوصلتنا إلى ما نحن عليه اليوم، وحالنا اليوم هو ترجمة عملية لما خضناه من تجارب على مر السنين.
الأهداف مهمة لصنع أي تغيير، فهي تُمكِّنك من التركيز على ما تريد، وتجعلك مستعدًّا لكل شيء، وتمكنك من توجيه طاقتك القصوى نحو ما تريد تحقيقه. كذلك ستمكنك الأهداف من التغلب على التسويف؛ فلا بأس إذا من وضع الأهدف.
ولكن قبل وضع أهدافك، فكِّر في النقاط الخمس التالية:
التزم بأهدافك
عندما تتزوج لا تمشِ في الشارع وتقول إنك ستكون مخلصًا لشريكتك. إنه عهد تقطعه؛ لأنك تؤمن أن وراء تلك العلاقة غاية سامية.
اعرف نفسك أكثر
انظر إلى نفسك من الخارج لتدرك ما يجري حولك، ومدى قدرتك على أن تسيطر على عواطفك الجياشة، والطرق التي تتغلب بها على الضغط العصبي، ومدى إيمانك بمبادئك في الحياة، ونجاحك في التخطيط لأهداف تستغل نقاط قوتك الاستغلال الأمثل. عندما تخطط لأهدافك، اجعل لديك رؤية واضحة بشأن نمط الحياة التي تريد أن تعيشها في المستقبل.
ركز في أنشطتك اليومية، ولا تجعل الهدف غايتك النهائية
عندما نخطط لإجازة، نُكوِّن صورة ذهنية عن وجهتنا النهائية، وما نفعله يوميًّا هو ما يجعلنا نصل إلى تلك الوجهة.إذا، نحن نقضي العطلة عندما ينتهي التخطيط للعطلة.
عزز من دوافعك
هل دوافعك قوية بما يكفي؟ هل لديك دوافع أصلاً؟ لماذا ترى أهدافك مهمة؟ لماذا تتعب نفسك؟
دوافعك هي الحافز الذي ستحتاج إليه عندما تواجهك المصاعب.
تخلص من العادات السيئة التي تعوقك
يمكن للعادات السيئة أن تعرقل مسيرتك نحو أهدافك.ليس في الأمر صعوبة كما يروج البعض، فبعض العادات يمكن التخلص منها بسهولة. يمكنك أن تتخلص من جلستك على الأريكة المريحة و أكلك الطعام غير الصحي بعادة أخرى أكثر صحة كالمشي لمدة نصف ساعة، وبمرور الوقت يصير المشي هو عادتك.
اقرا ايضا : العادات السيئة وكيفية التخلص منها
وأيضًا ثمة عادات يصعب التخلص منها، كالتسويف، وتوقع النتائج السريعة، وغيرها من العادات غير الملموسة؛ لأن هذه ليست عادات، بل هي سلوك أنتجته العادات السيئة.
أود أن أخبرك شيئًا عن نفسي!
لقد قضيت سنوات أعبث بحياتي، وفي هذا المقال ذكرتُ أسباب فشلي في إنجاز ما أردته في حياتي. لقد حاولت أن أسلك أقصر الطرق وأسرعها وأسهلها لكي أحقِّق ما أريد، لكن وجدت معظم النتائج غير مكتملة، ولم أكن أدرك مَن أنا، وماذا أريد! فإن كنت عازمًا حقًّا على تحقيق أهدافك، فاسأل نفسك أولًا: مَن أنا؟! وماذا أريد؟!
ماذا عنك؟ هل حققت شيئًا من أهدافك؟ أحب أن تسجلوا تعليقاتكم في الأسفل.