تعريف التخطيط الاستراتيجي
هو عملية لمؤسسة لتحديد استراتيجيتها أو اتجاهها، واتخاذ القرارات بشأن تخصيص مواردها لمتابعة هذه الإستراتيجية. قد تمتد أيضا إلى آليات التحكم لتوجيه تنفيذ الإستراتيجية.
تحتوي الإستراتيجية على العديد من التعريفات، ولكنها تتضمن عموماً تحديد الأهداف وتحديد الإجراءات لتحقيق الأهداف وتعبئة الموارد لتنفيذ الإجراءات. تصف الإستراتيجية كيف سيتم تحقيق الأهداف بالموارد. يتم تكليف القيادة العليا للمؤسسة بشكل عام بتحديد الإستراتيجية. وتشمل الإستراتيجية عمليات الصياغة والتنفيذ تشكيل الإستراتيجية يعتمد على العثور على النقاط وتوصيل هذه النقاط عن طريق التفكير الاستراتيجي.
لا يمكنك تجاهل ضرورة وضع معايير لعملية تخطيط استراتيجي فعال في لمؤسستك، فعدم القيام بذلك يعني أنه لا يوجد شيء محدد للتركيز عليه ويجعل الأفق المستقبلي ضبابياً. هل سبق وان كنت جزءاً من عملية تخطيط استراتيجي وانتهى المطاف بتلك الخطة لعدم تحقيق لا شيء؟ أو هل تسبب انشغال الموظفين بالنزاعات والأفكار المتعاكسة في تغييب القرار؟ لماذا قد نخصص الوقت والجهود والمال أيضاً لشيء لن ينتج عنه نتيجة عملية ولا يتحقق من محتواه جزء على أرض الواقع؟
الغرض من التخطيط الاستراتيجي
الغرض الرئيسي من التخطيط الاستراتيجي هو تحقيق الأهداف المحددة وتحسين أداء المنظمة بشكل عام. كما يساعد التخطيط الاستراتيجي على تحديد الفرص الجديدة والتحديات التي تواجه المنظمة، وتطوير إستراتيجيات لتحقيق المزيد من النجاح والنمو في المستقبل. يعمل التخطيط الاستراتيجي كأداة للتفكير المستقبلي والتخطيط لتحقيق الأهداف الطويلة الأمد للمنظمة.
ما هي أدوات التخطيط الاستراتيجي؟
أدوات التخطيط الاستراتيجي هي مجموعة من التقنيات والأساليب التي تستخدم لتحليل البيئة الخارجية والداخلية للمؤسسة، وتحديد الأهداف والاستراتيجيات والخطط اللازمة لتحقيقها. ومن أشهر أدوات التخطيط الاستراتيجي:
- تحليل SWOT: وهو تحليل لنقاط القوة والضعف والفرص والتهديدات في البيئة الداخلية والخارجية للمؤسسة.
- تحليل بيستل PESTEL: وهو تحليل للعوامل السياسية والاقتصادية والاجتماعية والتكنولوجية والبيئية والقانونية التي تؤثر على المؤسسة.
- تحليل المنافسة: وهو تحليل للمنافسين في السوق ودراسة استراتيجياتهم ونقاط الضعف والقوة لكل منهم.
- تحليل الجدوى الاقتصادية: وهو تقييم للتكلفة والفوائد المتوقعة لمشروع أو خطة عمل.
- الرسم البياني لمصفوفة الأهداف: وهو تقنية تستخدم لتحديد الأهداف وتحديد الإجراءات اللازمة لتحقيقها.
- خريطة الطريق: وهي تقنية تستخدم لتحديد الأهداف على المدى القصير والمتوسط والبعيد ووضع خطط مفصلة لتحقيقها.
- مراجعة الأداء: وهي تقنية تستخدم لتقييم أداء المؤسسة وتحديد النقاط القوية والضعف وتحديد الإجراءات اللازمة لتحسين الأداء.
أنواع التخطيط الاستراتيجي
تختلف أنواع التخطيط الاستراتيجي وفقًا للمنظمة والمجال الذي تعمل فيه، ومن بين هذه الأنواع:
- التخطيط الاستراتيجي العام: ويتعلق بتطوير رؤية واستراتيجيات العمل العامة للمنظمة.
- التخطيط الإستراتيجي للعمليات: ويتعلق بتطوير خطط العمل العملية والتكتيكية لتحقيق الأهداف المحددة.
- التخطيط الاستراتيجي الإداري: ويتعلق بتطوير الخطط الإدارية والتنظيمية وتحديد الهيكل التنظيمي وتطوير المهارات والقدرات اللازمة لتحقيق الأهداف.
- التخطيط الاستراتيجي للمشاريع: ويتعلق بتطوير خطط المشاريع وتخطيط وتنظيم الجهود اللازمة لتحقيق أهداف المشروع.
خصائص التخطيط الاستراتيجي
- متكامل وشامل: حيث يشمل العديد من الجوانب الاستراتيجية المختلفة للمنظمة.
- يرتكز على البيانات والمعلومات الدقيقة والمحدثة بشكل دوري.
- يستند إلى تحليل البيئة الخارجية
- يركز على تحديد الأهداف والرؤية الطويلة الأمد.
- يتضمن تحديد الإستراتيجيات والخطط المتعلقة بتحقيق الأهداف المحددة.
- يتطلب مشاركة جميع أفراد المنظمة وتحديد المهام والمسؤوليات المختلفة لتنفيذ الخطط.
مراحل التخطيط الاستراتيجي
تخطيط الأعمال الاستراتيجي يعتبر عملية أساسية في أي منظمة تسعى للنجاح والاستمرارية في السوق المنافس. تشمل هذه العملية مراحل متعددة لتحقيق أهداف الشركة على المدى الطويل، سواء في المجالات البشرية أو التعليمية أو التسويقية أو الدولية أو نظم المعلومات. في هذا المقال، سنلقي نظرة على مراحل التخطيط الاستراتيجي في هذه المجالات المختلفة.
مراحل التخطيط الاستراتيجي للموارد البشرية
تعتبر الموارد البشرية جزءًا أساسيًا من أي منظمة، ومن أجل تحقيق الأهداف الاستراتيجية، يجب أن تكون الموارد البشرية في مكانها الصحيح. وتشمل مراحل التخطيط الاستراتيجي للموارد البشرية تحليل المهام والوظائف وتطوير خطط التوظيف والتدريب وتقييم الأداء.
مراحل التخطيط الاستراتيجي في التعليم
يهدف التخطيط الاستراتيجي في التعليم إلى تحسين النتائج التعليمية، وذلك من خلال تحديد أهداف التعليم وتحليل البيئة التعليمية وتحديد الاحتياجات والمتطلبات. وتشمل مراحل التخطيط الاستراتيجي في التعليم تطوير استراتيجيات التدريس والتعلم وتحديد الموارد المالية والبشرية اللازمة لتحقيق الأهداف المحددة.
مراحل التخطيط الاستراتيجي الدولي
يتم التخطيط الاستراتيجي الدولي من خلال تحليل البيئة الدولية والتنافسية وتحديد الفرص والتحديات، وتحديد الأهداف الاستراتيجية وتحديد الخطط اللازمة لتحقيقها. كما يشمل التخطيط الاستراتيجي الدولي أيضًا تطوير خطط العمل الدولية وتنفيذها وتحديد القدرات والموارد اللازمة لتحقيق الأهداف.
مراحل التخطيط الاستراتيجي للتسويق (التسويقي)
تشمل مراحل التخطيط الاستراتيجي للتسويق تحديد الأهداف التسويقية وتطوير استراتيجيات التسويق وخطط التسويق وتحليل السوق وتحديد الجمهور المستهدف وتطوير المنتجات والخدمات والسعر والترويج والتوزيع وتنفيذها وتقييم الأداء.
مراحل التخطيط الاستراتيجي لنظم المعلومات
يشمل التخطيط الاستراتيجي لنظم المعلومات تحديد الأهداف الاستراتيجية لنظم المعلومات وتحليل البيئة وتحديد الاحتياجات والمتطلبات وتطوير الخطط الاستراتيجية وتنفيذها وتقييم النتائج.
بشكل عام، تتشابه مراحل التخطيط الاستراتيجي في جميع المجالات المذكورة أعلاه في الأهداف التي تسعى إلى تحقيقها والخطط والاستراتيجيات التي يتم تطويرها. ومن أجل تحقيق النجاح في أي مجال، يجب أن تكون عملية التخطيط الاستراتيجي مستمرة ومتكاملة وتحتاج إلى تقييم وتحديث دوري لتحقيق النجاح في الأعمال والتعليم والتسويق ونظم المعلومات والتخطيط الدولي.
مستويات التخطيط الاستراتيجي
يتم تقسيم التخطيط الاستراتيجي إلى ثلاثة مستويات:
- المستوى العالي: وهو يتعلق بتطوير الرؤية والأهداف والإستراتيجيات العامة للمنظمة.
- المستوى الوسط: وهو يتعلق بتحديد الخطط التكتيكية والموارد المطلوبة لتحقيق الأهداف والإستراتيجيات العامة.
- المستوى الأدنى: وهو يتعلق بالتنفيذ الفعلي للخطط التكتيكية على المستوى الأرضي.
وظائف التخطيط الاستراتيجي
- تحديد الأهداف والرؤية الطويلة الأمد للمنظمة.
- تحديد الإستراتيجيات اللازمة لتحقيق الأهداف المحددة.
- تحديد الموارد المطلوبة لتحقيق الأهداف المحددة.
- تحديد الأدوات اللازمة لتنفيذ الخطط والإستراتيجيات المحددة.
- تحديد الهيكل التنظيمي المناسب لتحقيق الأهداف المحددة.
- تقييم النتائج وتحديد العوائق والتحديات التي تواجه تنفيذ الخطط.
اقرا ايضا : التخطيط الاستراتيجي ببساطة مع امثلة
كيف يمكنك تطوير تخطيط استراتيجي فعال لمنظمتك؟
ستحتاج لاستخدام خطة استراتيجية عملية ذات معايير محددة قبل البدء، وسيكون عليك تكوين صورة كاملة لتفهم الهدف المطلوب والنتائج المرغوبة داخل المنظمة. هنا 5 خطوات أساسية لتخطيط استراتيجي فعال:
خصص وقت كافي لوضع الخطة الإستراتيجية
ضع خطة عامة للآلية التي سيتم خلالها انجاز الخطة الإستراتيجية، وذلك وفقاً للممارسات المُثلى المتعارف عليها أو ما يسمى (Best Practices). يتم تحديد الممارسات المتمثلة من قبل المحترفين والمعاهد الأكاديمية. تعرّف على ما ترتكز عليه تلك الممارسات قبل الشروع في وضع الخطة.
إجراء بحث دقيق
يعتمد التخطيط الاستراتيجي الفعال على مرحلة البحث الشامل، والذي يوضح وبموضوعية مكامن القوة والضعف في المنظمة (الأصول، المعرفة، العمليات…)، وكذلك التهديدات والفرص الموجودة في البيئة الخارجية خارج المنظمة (التنافس، المزودون، الطلب في السوق …). قم بجمع ما يُمكن من المعلومات والإحصاءات قبل المضي قدماً إلى النقاشات والتحليل.
تقييم الخيارات البديلة
لا تلهث نحو الحل الأول والذي يبدو الأكثر وضوحاً. خذ وقتاً كافياً في تحليل مجموعة من الخيارات المتاحة، ولا تتوقع أن تستطيع إنهاء التعامل معها جميعاً في غضون ساعتين! خاصة إن كانت مجموعة من الأشخاص هي من يخطط. قد تحتاج لتقسيم المهام إلي مهام صغيرة موزعة على أفراد المجموعة كل حسب اختصاصه، ومن المُحتمل أن تجد نفسك بحاجة لإجراء المزيد من الاستقصاء والبحث في مجال معين والحصول على أجوبة على بعض الأسئلة من أحد الخبراء. لا تقم بوضع الافتراضات أو تترك مشاكل محتملة الحدوث ليحلها التنفيذيون لاحقاً.
توضيح كيفية تنفيذ الخطة
لا تنسحب بمجرد أنك قد أوجدت الحلول! فالخطة الإستراتيجية الناجحة يجب أن تتضمن خطة عمل توضح ما الذي يجب تنفيذه ومتى و بواسطة من وكيف سيتم تقييمه. احرص على إشراك أولئك المسئولين عن تنفيذ أكثر المهام والإجراءات أهمية، فإشراكهم في عملية التخطيط الاستراتيجي بمختلف مراحله سيضمن فهمهم لأهمية وأسباب ما سيُطلب منهم تنفيذه لاحقاً.
المتابعة والتقييم بشكل مستمر
إن التخطيط الاستراتيجي ليس مجرد مستند لخطة ثابتة لا تتغير ويجب تركها على الرفوف. أنشئ جدولاً للتأكد من إعادة النظر في الخطة الإستراتيجية بشكل دوري، حيث يمكن عقد اجتماعات كل ثلاثة أشهر لرصد مدى التقدم الحاصل والتعرف على المشاكل وإجراء التعديلات إن لزم الأمر.
دورة التخطيط الاستراتيجي
يجب التذكير بأهمية تدريب التخطيط الاستراتيجي وذلك بإعطائهم دورات في التخطيط الاستراتيجي ليس فقط للذين يقودون عملية التخطيط، بل أيضاً للأشخاص المسئولين عن تنفيذ الخطة على أرض الواقع. ستجني فوائد هذا الاستثمار (التدريب) على المدى البعيد عندما تكون في موضع يتطلب منك وضع خطة إستراتيجية فعالة أو تنفيذ أجزاء منها لإنجاح عمل المنظمة وتحقيق أهدافها المنشودة.