العضب

عندما تتعرض لموقف يثير غضبك، فهناك ست خطوات للتصرف بهدوء حينها؛ فقد يؤجج رد فعلك الموقف، أو يلطف الأجواء وينهِي سبب الغضب! فإذا تعرضت لمثل هذه المواقف، فتريث قليلًا، وفكر في ما ترغب في قوله أو فعله.

حقائق عن الغضب
إليك بعض الحقائق الهامة حول كيفية التصرف عند الشعور بالغضب والانزعاج:

عند التواصل مع الآخرين، لا يستقبل الطرف الآخر كلماتك فقط، بل يستقبل كل ما يصدر منك، سواء طاقتك الإيجابية أو السلبية، ولغة الجسد وإشاراته، وتعبيرات الوجه، ونبرة الصوت. فإذا تحكَّمت فيك مشاعر الانزعاج أو الإحباط أو الغضب عندما تتواصل مع الآخرين، فقد يؤدي هذا إلى نفورهم أو اتخاذهم موقفا دفاعيا؛ مما قد يعوق قدرتهم على الإنصات إلى كلامك وفهمه.

يمكنك التواصل مع شخص تشعر تجاهه بمشاعر سلبية، دون أن تُبدِي له هذه المشاعر. في هذه الحالة، تعبر كلماتك عن مشاعرك، ولكنك تحتفظ بهدوئك وتركيزك؛ كي يمكنك توصيل الرسالة التي ترغب في توصيلها بكل وضوح.
تُعبِّر ردود الفعل المتسرعة عن مشاعر الغضب أو الإحباط أو الانزعاج، وقد تبدو جيدة ومريحة للوهلة الأولى؛ لكن الحقيقة غير ذلك. فعندما تهدأ هذه المشاعر، تزداد الطاقة السلبية لتأنيب الضمير نتيجة التصرفات المتسرعة التي اتُّخِذت في وقت خاطئ ودون تفكير.
أحيانًا قد لا تكفي الكلمات وحدها للتعبير عن مشاعرك السلبية، وقد تميل لإظهار بعض المشاعر القوية؛ لإضفاء مزيد من الأهمية على الرسالة التي ترغب في توصيلها. وقد تدفعك رغبتك في الانتقام إلى محاولة إيذاء الطرف الآخر؛ كي يدرك ما تعرَّضت له من أذى؛ ولكن ليس لهذه الطاقة السلبية أيُّ نفع، بل إنها تُضعِف تأثير كلماتك، وقد تُثِير طاقة سلبية لدى الطرف الآخر!
ست خطوات للتَّصرُّف بهدوء عند الشعور بالغضب
إليك ست خطوات للتَّصرُّف بهدوء عند الشعور بالغضب، ولتجعل رَدَّ فعلك هادئًا وفعَّالًا:

  1. اكتب كل ما حدث بدقة، والتزم حرفيا بالحقائق.
  2. اكتب تفسيرك الشخصي لهذه الحقائق. ولاحظ أي معان إضافية أو افتراضات أو مبالَغات ربما صورها لك خيالك.
  3. أغلق عينيك وفكر في حقيقة شعورك تجاه أفعال الطرف الآخر أو أقواله؛ فمشاعر الغضب والإحباط غالبًا ما تكون سطحية، تُخفِي خلفها مشاعر أخرى حقيقيةً وأكثر عمقا. سل نفسك: ما مشاعري الحقيقية التي تسبب لي الضيق والانزعاج؟ هل هي سوء الفهم، أم الشعور بعدم الاحترام، أم الوحدة والانعزال، أم الحزن والغضب؟
  4. تخيل أنك الطرف الآخر، وفكر في ما دفعه إلى إيذائك، بالقول أو بالفعل؛ فالألم لا يأتي إلا ممن يشعر بالألم. وليس الهدف من هذا الأمر تبرير سلوك الطرف الآخر، بل الهدف أن نفهم أنه بشر، وأن الضعف سمة متأصلة داخل البشر جميعا. وبهذا الفهم، نشعر بالتعاطف.
  5. والآنَ، سل نفسك: ما الذي يدفعني إلى التواصل مع الطرف الآخر؟ وماذا أتوقَع منه؟ هل أرغب في التوصل إلى حل مرض أم أرغب في إغلاق تلك الصفحة؟ إن كنت ترغب في الانتقام أو إظهار مدى الخطأ الذي وقع فيه الطرف الآخر، فستتفاقم المشكلة وتزداد سوءًا. وهنا، يكون للغة الجسد، وتعبيرات الوجه، ونبرة الصوت تأثير كبير في التوصل إلى نتائج مرغوب فيها. وأخيرًا، لا أحد يرغب في إيلام الآخرين، ولكننا نبحث عن سلامنا الداخلي، ولن يأتي هذا السلام الداخلي من إيذاء الآخرين.
  6. قد يكون لديك الكثير مما ترغب في قوله؛ لذا ركز على النقاط الهامة التي ترغب في توصيلها إلى الطرف الآخر؛ لأن المشاعر القوية قد تُشتِّت التركيز، وتجعلك تتحدَّث عن أشياء غير ذات أهمية.

اقرا ايضا:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *