حياة جميلة

نعيش اليوم في عالم سريع كالسباق الكبير: نهرول لنذهب إلى العمل في الوقت المحدد، ونجتهد في إنهاء أعمالنا، ونُحدِّق طوال اليوم في شاشة الكمبيوتر، ونسرع لشراء البقالة، ثم نعود إلى المنزل لنحضر الطعام، وندفع الفواتير، ونحاول أن نجد بعض الوقت لنمارس رياضة نحبها! هذا حال يوم كل منا! فإن كان لدى أحدكم أطفال، فقد يضيف أشياء أخرى إلى القائمة.

والعجيب أننا في نهاية اليوم نرقد على الأريكة أمام التلفاز، نرجو بذلك أن نستريح ونخلص أنفسنا من الضغط والتوتر، بل ربما نُمضِي الوقت أمام مواقع التواصل الاجتماعي، الفيسبوك والإنستجرام وسناب شات، ولا ندرك أن هذا التخبط والتشتت بين العمل وحياتنا الشخصية يمرضنا، ويدمر صحتنا.

قد يكون ذلك هو سبب اشتهار أساليب معيشية مختلفة مؤخرًا، كالحياة الواعية والبساطة والتأمل واليوجا. إن أردت أن تعيش حياةً هادفة ومتوازنة؛ يجب أن تعيش الرحلة كاملة، وتلمس تفاصيلها، ولا تُركِّز فقط على النتيجة.

وإليكم سبعة أشياء أفعلها حتى أحظى بحياة هادفة:

الاعتناء بالذات

من الجيد أن تعتني بالآخرين وتعمل على تلبية احتياجاتهم ومساعدتهم، لكن ذلك قد يتسبب لك في بعض التوتر أحيانًا. لذا، أعطِ لاحتياجاتك الأولوية من وقت لآخر؛ حتى لا يتملكك هذا الشعور القاتل بالضيق والتشتت. خصص وقتا تقضيه وحدك كل يوم، مثلاً حين تحتسي فنجانًا من الشاي -أو مشروبك المفضل- أو تستيقظ مبكرًا وتمارس رياضة المشي، أو تقرأ كتابًا قبل النوم. المهم أن تقضي وقتا مع نفسك؛ فذلك يساعدك في إمداد روحك بشعور إيجابي.

تنفس

ممارسة اليوجا والتدرب على التأمل يوميا يساعدانك على التركيز، والتنفس الواعي يقنِع عقلك بلطف أن يركز على اللحظة الراهنة بدلاً من التشتت بين الماضي والمستقبل. عندما أتأمل وأمارس اليوجا في الصباح، يقل توتري وشعوري بالضيق؛ لأن تلك الأنشطة تجعلني أعيش حياة أكثر توازنًا.

نظم حياتك

كم شخصًا بيننا يدعي أنه لا يملك الوقت لفعل أي شيء يريد؟ كلنا.

وكم شخصًا بيننا يعترف بأنه المسؤول عن ذلك لأنه يضيع وقته؟ لا أحد.

دعنا ننظر كيف نمضي يومنا: ننام حوالي 6-8 ساعات، ونعمل 8-10 ساعات في اليوم. إذًا يبقى حوالي 8-10 ساعات يمكن أن نفعل فيها ما نريد. مَنْ منَّا يستفيد من ذلك الوقت بفعالية في القيام بعمل هادف أو ممتع؟!

أحسن إدارة وقتك، فمثلاً إن أردت المحافظة على لياقتك البدنية، فاذهب وتمرن، ولا تضيع وقتك على الفيسبوك. هذا ما أفعله!

اهتم بما تأكله

للتغذية تأثير كبير في مظهرنا ومشاعرنا وسلوكنا، وأيضًا تفكيرنا؛ فإن كنت تشعر مثلاً بالإرهاق أو الاكتئاب، فقد يكون السبب هو قلة الفيتامينات والعناصر الغذائية المفيدة في جسدك. فإن كنت تستهلك الكثير من الأطعمة المحفوظة، والخبز الأبيض، ومنتجات الألبان والسكر المُكرَّر، فذلك سبب في ضعف صحتك. أكثِر من استهلاك الأغذية العضوية والخضراوات والفواكه، واشرب كمية كبيرة من الماء، وبمرور الوقت ستتحسن صحتك وتزداد طاقتك.

اختر السعادة

السعادة -في رأيي- اختيار! دائمًا لا يتقبَّل أصدقائي السلبيون هذا الرأي، ولكنه رأيي! قد أعجز أحيانًا عن التحكم في كل شيء في حياتي، لكني قادر على التحكم في ردة فعلي وطريقة تفكيري ومشاعري. فإن كنت أحسن السيطرة على انفعالاتي، فالسعادة إذًا مثلها؛ أستطيع التحكم فيها.

اقرا ايضا: كيف تكون سعيدا

لا أقصد أنني أختار السعادة في كل لحظة في حياتي، بل أحيانًا يخيب أملي تمامًا، وأفقد السيطرة على حياتي عندما لا تسير الأمور وفق الخطة؛ ولكنني أتحمَّل المسؤولية عن كل هذا، ولا أسمح للخيبة أن تستمر.

ما أقصده أنك إن أردت السعادة، فاخترها؛ فما يميز الشخص الإيجابي عن السلبي هو المنظور الذي يرى به العالم.

تجنب المشتتات

دائمًا ما أجد صعوبة في هذا الأمر؛ لأن عملي قائم على الإنترنت. أتلقَّى يوميا العديد من الإشعارات والرسائل، وأتابع تغريدات تويتر، مما يُشتِّت ذهني بكل سهولة. أستغرق وقتًا في قراءة إشعار واحد، ثم أُدرك أنني أضعت الوقت بلا فائدة على مواقع التواصل الاجتماعي.

لذا، أغلق هاتفك في أثناء العمل، وركز على إنجاز مهامك، وتجنب تضييع الوقت في أمور غير هامة. وكذلك لا تشغل العديد من البرامج في وقت واحد؛ لكي تركز على عملك فقط.

اقرا ايضا: علاج التشتت الذهني

تعلم قول لا

حرصت دائمًا على قول “نعم”؛ خوفًا من تضييع الفرص! ولأنني اجتماعي بشدة، اعتدْتُ أن أقول “نعم” لكل دعوة أتلقَّاها من أي شخص، لكن بعد مرور سنوات قضيتها في ارتياد الفعاليات والحفلات، أدركت أنني ضيَّعت وقتي الثمين، ولم أستغلَّه في الاستمتاع بحياتي الخاصة، أو تطوير حياتي العملية. لذا، وضعت قائمة بالأولويات، وتعلمت أن أقول “لا” لكل ما لا يفيدني؛ فصرت أكثر سعادة وإنجازًا!

مقال يهمك : تعلم كيف تقول لا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *