لنكن صرحاء مع أنفسنا، في بعض الأحيان نكون ألد الأعداء لأنفسنا، وفي كثير من الأحيان نسقط في حفر نكون قد حفرناها مسبقا، بعض الأخطاء لا مفر منها وهما اجتهدنا لتجنبها، فتلك هي الحياة، ولكن البعض الآخر هي نتيجة تسرعنا أو كسلنا أو تهاوننا أو مجرد تعجرفنا، وهذا النوع من الأخطاء التي يجب على كل شخص واع وحكيم التفكير فيها مليا. عندما لا تجري الأمور كما كان مخططا لها، فإن الشخص الذي تنقصه الثقة في نفسه تراه يرجع السبب إلى الآخرين أو للظروف، بينما الشخص الواثق من نفسه والصريح معها يتحمل مسؤولية أخطائه ويحاول التعلم منها لتجنبها في المستقبل، ومع التدرب والوقت يمكنك أيضا التعرف على أنماط التفكير لديك وتغييرها قبل أن تحدث لك مشاكل وتقع في أخطاء أنت في غنى عنها. في طريقك لصنع نسخة أفضل منك، عليك التعرف على أعراض هذه التصرفات الشائعة والتي تسبب لك المشاكل والتعامل معها بحكمة:

مقارنة نفسك بالآخرين

مقارنة نفسك بالآخرين

  نحن نعيش في مجتمع تسوده عقلية التنافس وبالتالي مقارنة الأشخاص بعضهم ببعض من أجل تحديد الأفضل (من أفضل شخص في العمل، من أفضل لاعب، أي منزل هو الأجمل …الخ)، المشكلة في المقارنة هي أن الأمور ليست دائما كما تبدوا عليه، فذلك الشخص الذي يبدوا لك ناجحا وسعيدا في حياته قد لا يكون كذلك في الحقيقة، ومقارنتك نفسك به لن تستفيد منها شيء سوى أن تضر بنفسك وتقلل من ثقتك بنفسك. بالإضافة إلى أن الحياة ليس عادلة، فربما لو تتوفر لك أنت أيضا الظروف التي توفرت لغيرك، والمقارنة والحزن لا طائل منها، وأخيرا أنت لست هنا في هذه الحياة كي تكون أفضل من فلان أو الأفضل ولكن لغاية عليك تحقيها، وعندما تفعل لا يهم ترتيبك في السلم الاجتماعي، وعليه ركز في ما ينبغي عليك فعله بدل التركيز في مقارنة نفسك بالآخرين.

عدم المجازفة وعدم تحدي نفسك باستمرار

  بعد أن تحقق نوعا من النجاح فسيكون من السهل القناعة بذلك المستوى والعمل بقدر مريح، ولكن هذه الراحة هي ما تحد تقدمك، أكثر الناس نجاحا تراهم دائما يتحدون أنفسهم ويدفعون بها إلى الأمام، الإنجازات الماضية مهمة لتحقيق النجاح في المستقبل وذلك بأن تمنحك الثقة اللازمة للعمل وتحقيق أهدافك، ولكن إن كنت تبالغ في التفكير والتباهي بإنجازاتك السابقة فهذا قد يعني أنك لا تتحدى نفسك كما ينبغي الآن، ولا تخشى الفشل، أحيانا المجازفة تعني أنك ستسقط، ولكن هذه السقطات قد تعلمك الكثير عن نفسك وعما ينبغي عليك فعله لتنجح وتزودك بمعارف جديدة تستعملها في تحقيق إنجازات أكبر.

الاستسلام للملهيات

الاستسلام للملهيات

الملهيات أصبحت كثيرة جدا في أيامنا هذه وفي كل مكان، الهاتف الذكي هو آلة رائعة يمكننا استعمالها في زيادة مردوديتنا، ولكنه في نفس الوقت قد يصبح أكبر لص لوقتنا الثمين، الأمر ينطبق على كل ما من شأنه أن يضيع وقتك كشبكات التواصل الاجتماعي ، الانترنت، التلفاز …الخ. يمكنك الحد من الوقت الذي تضيعه على هذه الأشياء بأن تضع وقتا محددا لا تتجاوزه كل يوم في هذه الأشياء، أو أن لا تسمح لنفسك بأن تدخل على شبكات التواصل الاجتماعي إلا بعد أن تكمل إنجاز شيء مهم. ابتعادك عن الملهيات سيزيد من مردوديتك بشكل كبير، وهذا ما سيشجعك على الابتعاد عنها أكثر.

الكسل والخمول

  الملهيات والمماطلة هي كالحبال التي تربطك وتمنعك من المضي نحو هدفك، لا يكفي أن تضع هاتفك الذكي جانبا، عليك النهوض من مكانك وبدأ العمل. من أهم الأسباب التي تجعلنا نماطل هي أننا ننظر إلى العمل الذي ينبغي علينا إنجازه كوحدة لا تتجزأ، ولا نعلم من أين نبدأ، قسم الأعمال الكبيرة والمعقدة إلى أشياء أبسط يكون من السهل عليك البدأ بالعمل عليها، كما يمكنك أن تستعين بآخرين وبهذا يسهلون عليك العمل من جهة، ومن جهة أخرى يكون من الصعب عليك المماطلة بوجود شخص آخر يراقب عملك .

عدم مسامحة نفسك على أخطاء الماضي

لا تكن قاسيا على نفسك خلال سعيك لتحقيق أهدافك، من الطبيعي أن ترتكب أخطاء في الطريق وهذا مهما ركزت كل اهتمامك وجهدك في العمل، ولكن سوف تحقق تقدما ملحوظا أيضا، ركز على التقدم الذي أحرزته وحاول التعلم من الأخطاء التي ارتكبتها، وتجدى نفسك لتكون شخصا أفضل في المستقبل، وتذكر الأخطاء هي ما تميز الإنسان ومسامحة نفسك هو التميز والرقي. إن تمكنت من تجنب هذه الأخطاء فأنت في الطريق الصحيح لتحقيق التصور الذي وضعته لنفسك، وبطبيعة الحال الأمر يحتاج إلى وقت وجهد من أجل تطبيق هذه المعلومات وجعلها واقعا ملموسا ولكن النتيجة تستحق العناء.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *