النقاش

من الطبيعي أن نمر بمواقف تحتم علينا أن نخوض في محادثات على قدر من الصعوبة، كأن يتحدث أحد الزوجين عن عائلة الطرف الآخر، أو أن يضطر صاحب العمل إلى إخبار أحد موظفيه بأنه قد انتهى عمله مع الشركة، أو عندما يتحدث الشخص مع صديقه المقرب بشأن المال الذي يدين له به. وغالبًا، ما نتجاهل هذا النوع من المحادثات خوفًا من رد الفعل الذي قد يصدر عن الطرف الآخر، فنحن لا نريد الدخول في شجار أو تراشق بالألفاظ.

وفيما يلي نصائح مهمة لتجنب المحادثات الصعبة:

كن مباشرًا

عندما نخشى المواجهة، فغالبًا ما نلجأ إلى التطرق إلى أمور جانبية وهذا الأمر دائمًا ما يثير حنق الطرف الآخر. وعندما يلجأ المتحدث إلى إعطاء تلميحات غير مباشرة، فهو بذلك يفتح الطريق أمام الطرف الآخر للتفكير في مدى سوء الموقف وهو الأمر الذي يثير حفيظته ويجعله متحفزًا. وعلى النقيض من ذلك، يؤدي الدخول في لُب الموضوع مباشرة إلى نتائج أكثر إيجابية ولا يفتح المجال أمام تخمينات قد تؤدي إلى وقوع مشكلات.

2-تجنب الردود العنيفة. عندما يوجه إليك أحد الأشخاص انتقادًا يحمل في طياته قدرًا من السخرية، احرص على عدم مواجهة الأمر بالمثل. لا تبادر إلى الرد بعنف أو بسخرية ولكن تعامل مع الأمر بحكمة. فعلى سبيل المثال، إذا انتقدك أحد أفراد العائلة لكونك تعمل لفترات طويلة وتقضي معظم وقتك خارج البيت، وهذا الأمر يؤثر على طريقة تربية أطفالك وعلى سلوكهم وتصرفاتهم. فبدلًا من أن تنفعل وتثور في وجه مُحَدِّثك، تستطيع أن تتحاور معه وتطرح عليه السؤال الآتي “وهل هذا يعني أنه عندما أهمل عملي وأجلس مع أطفالي في البيت لفترات طويلة سوف يتغير سلوكهم؟ أرجو منك التوضيح لأن هذا الأمر مهم بالفعل.”

ابحث عن السبب الحقيقي وراء الغضب

مهما كانت الأسباب التي قد يبدو ظاهريًّا أنها هي التي أدت إلى احتدام النقاش. ففي الغالب ثمة أسباب خفية غير معلنة. فعلى سبيل المثال، عندما يدور نقاش حاد بين الزوجين بخصوص الطعام أو بخصوص كيفية قضاء العطلة، فغالبًا ما يكون السبب الحقيقي متعلقًا بمشاعر الطرفين وكيفية تعاملهما مع بعضهما البعض.

حاول التحكم في الأمور بدلًا من البحث عن حلول

يقول جون غوتمان، الباحث في شؤون الزواج بجامعة واشنطن: إن 64% من المشكلات التي تقع بين الزوجين هي نفسها المشكلات التي سوف تظل تتكرر على مدار الخمس سنوات التالية. وبعبارة أخرى، معظم المشكلات التي نتشاجر من أجلها غير قابلة للحل. ولكن الأمر يتعلق بالتعايش وقبول الطرف الآخر واحترام الاختلاف في الشخصيات.

مراعاة الاختلافات بين الأشخاص

معظم الأمور التي تدور بشأنها مناقشات حادة هي في غالبها انعكاسات سطحية لمشاعر وآراء وميول أكثر عمقًا. لذا يجب التركيز على محاولة فهم الأسباب الحقيقية التي تقف وراء الاختلاف في وجهات النظر. ومما لا شك فيه أن هناك اختلافًا بين الشخصيات، ومن الضروري مراعاة هذا الاختلاف عند الدخول في نقاش، فوجهات النظر تختلف من شخص لآخر، وكذلك من موقف لآخر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *