الصبر فضيلة لا غني عنها. يُعاني البعض من افتقادهم لفضيلة الصبر. وأحيانًا، قد نتعرَّض لموقف أو تصرف من أحد يجعل صبرنا يَنْفَدُ، فنفقد القدرة على التحكُّم في أعصابنا. حين يَنْفَدُ صبر الإنسان، يفقد تركيزه، وتبدأ جميع الأمور في الخروج عن السيطرة؛ بل قد يصير عدوانيًّا تجاه الآخرين، فهل تعرف كيف تكون صبورًا جدًّا؟

كيف تكون صبورًا
يجب أن تهدأ قليلًا، وتبتعد عن أيَّة مُثيرات حتى تستعيد رباطة جأشك مرةً أخرى. فإذا كنت تعمل في مشروع معين وتعرضت لضغوط جعلت صبرك يَنْفَدُ، يجب عليك أن تغادر مكان عملك حتى تهدأ.

لا شَكَّ أن تعلُّم الصبر يحتاج إلى بعض الوقت، لكن الصبر مثل أيَّة فضيلة يمكن تعلُّمها؛ فالإنسان لا يُولَد صبورًا، ولكنه يكتسب فضيلة الصبر بالتجربة والممارسة. وبمرور الوقت،يكتسب الحكمة التي تساعده على التصرُّف في مواقف الحياة، ومع أنماط مختلفة من البشر دون أن يفقد أعصابه مهما كانت نوعية الضغوط التي يتعرض لها.

على سبيل المثال، عندما يعمل شخص ما في شركة كبيرة لأول مرة، تكون خبرتُه محدودةً في التعامُل مع عدد كبير من الأشخاص في موقف مِهني. وهذا الأمر ليس غريبًا؛ ففي البداية سوف يجد صعوبة في فهم مُتطلبات الوظيفة، والتَّكيُّف مع تعقيدات العمل؛ وهو أمر قد يُسبِّب بعض الإحباط. وكذلك، قد يُؤدِّي هذا الأمر إلى أن يفقد ذلك الشخص صبره ويشعر بعدم الرغبة في الاستمرار في العمل أو قد يلجأ إلى الانطواء وعدم التواصل مع زملاء العمل؛ ولكنه-بمرور الوقت-يتعلم ويكتسب الخبرة في التعامُل بقدر كبير من الثقة والصبر، وكذلك يكتسب القدرة على عرض آرائه بوضوح.

ولا شَكَّ أن الخبرة تُكسِب الإنسان الحكمة، التي بها يستطيع الاحتفاظ برباطة جأشه، ولا يفقد صبره عند التعامل مع أشخاص يختلفون معه في الرأي. وفي بعض الأحيان، قد تكون بيئة العمل غير مُريحة إلى حدٍّ ما، ولكن كلما كنتَ صبورًا، استطعتَ التَّكيُّف مع تلك البيئة. لذا، فالأمر كله يدور حول الحكمة التي تتطلب صبرًا من أجل اكتسابها، كما تتطلب خوض الكثير من التجارب والخبرات. وكلما خضت تجارب أكثر في الحياة واستفدت منها، كلما اكتسبت الحكمة.

وعلى الرغم من الصعوبة التي تكتنف التعامُل بصبر، فإن الصبر فضيلة لا غِنى عنها عند التعامُل مع مُختلف مواقف الحياة. ويجب أن تُدرِك تمامًا أن الصبر يُكْتَسَب بالخبرة والحكمة التي تأتي تدريجيًّا، وبالتعلُّم من المواقف المختلفة. وعلى الرغم من أن الأمر يتطلب وقتًا، فإن مُعظم الناس يتعلمون في النهاية كيف يكونون أكثر قدرةً على الصبر عند التعامُل مع المواقف المختلفة. يجب عليك أن تعمل من أجل هذا الهدف، واعلم جيدًا أن الحكمة لا ترتبط بسن معينة، ولكنها ترتبط بالتجارب والخبرات التي تخوض غمارها. لذا، ابذل كل ما في وسعك لكي تكتسب فضيلة الصبر التي سوف تنعكس على مختلف جوانب حياتك.

والآن، هل عرفت كيف تكون صبورًا جدًّا؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *