حماسك

الحماس والبقاء متحمسا شيء صعب حتى عندما تكون الظروف مواتية فما بالك عندما تشتد ضغوط الحياة وتكثر المشاغل والملهيات والمشاكل؟ فتجد نفسك تعزم على أمر اليوم وتتحمس لإنجازه ويبدو لك الأمر في متناول يدك ولا تطيق صبرا من أجل البدء في مشروعك الجديد والأفق التي سوف يفتحها لك، وبعد أيام قليلة تفقد ذلك الحماس وتبدوا لك المهمة شبه مستحيلة وتبدأ في اختلاق الأعذار والتماطل في انجاز ما عزمت عليه مسبقا وتفقد الحماس الذي كان يحرك. كلنا مررنا بتجارب مماثلة ولكن السؤال المطروح :

لماذا فقدنا حماسنا وتخلينا عن أهدافنا ؟  

كلنا سمعنا تلك النصائح بكتابة ما تود فعله على ورقة بخط كبير وعلقها على باب الثلاجة أو في مكان تراه دائما حتى تذكرك بما عزمت عليه، ولكن المشكلة هي أنني لم أنسى حتى تذكرني تلك الورقة، المشكلة انني قد فقدت الحماس الذي كان يحركني في البداية.

فكيف أحافظ على ذلك المستوى من الحماس أو على الأقل على مستوى يسمح لي بإنجاز تعهداتي والتمتع بالثمار التي سوف تجلبها؟ الحماس ليس شيء سحري أو هناك دواء يمنح لك أو يزيد في مستواه، إنما هو شيء تزرعه في نفسك وتعتني به حتى يثمر فهو نتيجة جهد تبذله، تقريبا كل مدربي التنمية البشرية لديهم طرقهم الخاصة من أجل ابقاء الشخص متحمسا، ولكن هناك أشياء مشتركة بينهم وبين كل ناجح في حياته، إن استطعت القيام بها فأنت أيضا سوف يبقى حماسك في مستويات مرتفعة ولن تتخلى عن مشاريعك وأهدافك وأحلامك، وإنما سوف تبذل جهدك من أجل تحقيقها وسوف تجد نفسك تنهض باكرا في الصباح أو تجد لنفسك وقتا في زحمة الحياة من أجل أهدافك.   وإليك الآن هذه الست مراحل التي عليك أن تتبعها من أجل البقاء متحمسا:  

ضع أهدافا وتخيل نفسك تحققها مع كل التفاصيل الصغيرة والدقيقة

كيف-تحافظ-على-حماسك

تخيل نفسك وقد حققت حلمك واستمتع بتلك اللحظة، تخيل نفسك تقطف ثمار جهدك وتخيل الآفاق التي سوف تنفتح في طريقك، تخيل الأعباء التي سوف تنزاح عن كاهلك تمتع بالإحساس الرائع الذي يصاحبها، العديد من الرياضيين كانوا قد عاشوا لحظة فوزهم قبلا، يقول العلماء إن العقل الباطني يتعامل بلغة الإحساس، فإن جرب ذلك الإحساس فسوف يسعى جاهدا إلى تحقيقه، وهو لا يفرق بين الحقيقة والخيال وإنما كيف تحس، وهو المسؤول عن أغلب تصرفاتنا وطباعنا، فإن نجحت في إيصال تلك الرسالة فسوف يتولى عقلك الباطني مهمة إبقائك متحمسا.

أكتب الأسباب التي تريد من أجلها تحقيق هدفك

هنا عليك أن تكتب بوقة وقلم لا أن تكتبها على جهاز الكمبيوتر، لأنه كما يقول العلماء ، الكتابة تحمل عنصر الإحساس الذي هو أمر مهم وتشرك العقل في العملية، بالإضافة إلى أن هذه الأسباب تعينك على تذكر الاسباب التي من أجلها أردت تحقيق أهدافك وسط أعباء الحياة ومشاغلها.

قسم أهدافك إلى أهداف صغيرة ومكافئات على تحقيقها

كيف-تحافظ-على-حماسك

العقل البشري يحب العاجل ويريد أن يرى النتائج في أقرب وقت، وهذا هو السبب الرئيسي في فقداننا حماسنا وذلك لأن العقل لا يجد نتيجة أو مكافئة لما يقوم به وخصوصا عندما يتعلق الأمر بالأهداف الطويلة المدى، ولذى علينا تقسيم الأهداف إلى أهداف صغيرة وأن نكافئ أنفسنا بعد كل هدف صغير نحققه، كي تجد عقولنا الباطنية نتيجة ومردود لما نفعله وبالتالي تحافظ على حماسنا.

ضع استراتيجية من أجل تحقيق أهدافك، وكن مستعدا لتغييرها

كما قال توماس اديسون “لم أفشل ولكنني اكتشفت 10000 طريقة فاشلة”، “نقطة ضعفنا الكبيرة هي التخلي عن أهدافنا”، “الطريق الأكيد للنجاح هو أن تحاول مرة أخرى”.  

اطلب المساعدة من الآخرين

كيف-تحافظ-على-حماسك

حتى لو ظننت نفسك قادرا على تحقيق أهدافك بمفردك لا ضرر في طلب العون والنصيحة أو التشارك مع أشخاص لهم نفس الأهداف، فذلك سوف يزيد من فرص نجاحك وقد يرشدك إلى نقاط لم تضعها في حسابك، أو قد تكون شديد الثقة وتفعل أشياء قد ترجعك إلى نقطة الصفر، مع أشخاص معك سوف ينبهونك إلى ذلك،  بالإضافة إلى المشاركة مع الآخرين يعطيك سببا آخر للمواصلة، فسوف يكون صعبا عليك التخلي عن هدفك بعد ان أعلمت به الغير، وكذلك يعطي الحافز إلى عقلك الباطني من أجل المواصلة.

جهز نفسك كيف ستتعامل مع انخفاض حماسك

: بالرغم من كل الذي فعلته حتى الآن قد يحدث وأن تفقد حماسك فجأة، إما نتيجة الاجهاد أو أمور في الحياة لم تكن في الحسبان، فعليك التفكير في هذا الاحتمال، وعليك أن تبذل جهدك لأن تعود إلى الطريق في أقرب وقت ممكن، فكر في أشخاص حالهم أسوء من حالك كي تعلم ما تملك ويساعدك على استرجاع حماسك.  

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *