تغير حياتك

عندما لا تسير الأمور كما تريدها أن تسير، فذلك في أحيان كثير نتيجة عدم طرح الأسئلة الصحيحة على نفسك. بعض الأسئلة من الصعب طرحها وذلك لأننا نخشى أن الجواب لن يكون كما نحب، وأخرى لأننا لا نريد حقا معرفة الجواب. ولكن الأشياء الأفضل في الحياة لا تأتي بسهولة، وتجنب الأسئلة الصعبة للحياة هو طريق حتمي لعدم بلوغنا النجاح الذي نستحقه، ولعل سقراط كان محقا عندما قال :”الحياة الغير متفحصة لا تستحق العيش”.

مقولة سقراط تنطبق أيضا على مجال العمل: عندما كان إيريك سميث (Eric Schmidt) مديرا لشركة جوجل قال مقولته المشهورة :”نحن ندير هذه الشركة بناء على الأسئلة لا الأجوبة”. الحياة كما العمل تسير وفق الأسئلة والأجوبة، لنتطرق لبعض من الأسئلة الصعبة التي يجب علينا طرحها على أنفسنا بانتظام:

ما هو الفرق بين كيف يراني الناس وكيف أرى نفسي؟

هل سبق لك وأن استمعت إلى تسجيل صوتك وقلت :”هل هكذا يبدو حقا صوتي؟” بسبب طريقة خروج صوت الإنسان من الجمجمة فإننا لا نسمع أصواتنا كما يسمعه الآخرون. الشيء ذاته أحيانا يكون صحيحا بالنسبة إلى تصرفاتنا. نحن نفسر تصرفاتنا بناء على ما نعتقد صحيح بينما يرى الآخرون الحقيقة. لمعرفة الحقيقة التي يراها الآخرون يمكنك سؤال أصدقائك مثلا عن تصرفاتك وأن تبدي تقبلا للحقيقة مهما كانت وإلا توقف الآخرون عن الاجابة أو أن يقولوا ما تريد سماعه، كما أن أسئلتك يجب أن تكون محددة وأن تتجنب الأسئلة الغامضة.

ما هو الشيء أو الشخص الذي جعلته أفضل اليوم؟

هذا السؤال هو طريقة أخرى للتعبير عن المقولة :”اترك الأشياء أفضل مما وجدتها عليه”، طرح هذا السؤال على نفسك عند نهاية كل يوم هي طريقة فعالة لإبقائك مركزا على الأشياء المهمة.

هل كنت وفيا لمبادئي؟

هل سبق وأن راودك ذلك الإحساس المزعج أن شيء ما ليس على ما يرام في حياتك؟ يحدث هذا عندما تخرق مبادئك بتصرفات ولو كانت صغيرة، مثلا إذا كان قضاء وقت أطول مع عائلتك هو من أهمّ أولوياتك ولكنك تبقى دائما في العمل لساعات متأخرة، فهناك تناقض. إن كنت تريد أن تتخلص من هذا الإحساس المزعج عليك أن تحترم مبادئك.

إن حققت كل أهدافي، كيف سوف أحس؟ كيف يمكنني أن أحس ذلك الإحساس وأنا أعمل لتحقيق أهدافي؟

القدرة على تأخير الاحساس بالرضى والقناعة حتى تحقق هدفك هي من أهم شروط النجاح، ولكن تأخير ذلك الحساس لا يعني بالضرورة عيشك في معاناة إلى أن تبلغ خط النهاية، يمكنك إنجاز أكثر والاستمتاع بذلك إن سمحت لنفسك أن تعيش بعض من ذلك الفخر والسعادة في طريقك إلى هدفك.

اقرا ايضا : كيف تعيش سعيد في حياتك

ما هو الشيء الذي لم أتعلمه؟

عالمنا هو عالم واسع وهو يزيد اتساعا مع الوقت، في القديم قدّر العلماء أن المعارف البشرية تتضاعف كل 1500 سنة، ولكنها اليوم تتضاعف كل سنة أو سنتين، فلا تبقى متأخرا كثيرا.

ماهي جوانب حياتي الساكنة؟

السكون يعني أن تقبل أقل من ما في مقدورك تحصيله. أحيانا نكون ساكنين في وظائف لا تسمح لنا بالترقي وأحيانا في علاقات لسنا مرتاحين فيها. إن لم تسأل نفسك أين ولماذا أنت ساكن من الصعب تغيير ذلك.

اقرا ايضا : كيف تطلب زيادة الراتب وتنال الموافقة

كيف أريد حياتي أن تكون بعد 5 سنوات؟

يقول المثل :”إن لم تكن تعلم أين تذهب فكل الطرق تفي بالغرض” عندما تعلم وجهتك يمكنك تخطيط طريقك، 5 سنوات هي مدة مثالية لذلك، فلا هي مدة طويلة جدا لدرجة أنك لا تستطيع تخيل نفسك بعدها، ولا هي مدة قصيرة بحيث لا تستطيع فعل شيء خلالها.

ماذا كنت لأفعل لو لم أكن خائف؟

الخوف استجابة فطرية تمكننا من تجنب الخطر والبقاء سالمين، ولكن الخوف الزائد يمنعك من تحسين حياتك وتطوير نفسك وتحقيق أحلامك.

شاهد ملخص كتاب غير تفكيرك غير حياتك براين تريسي

من لديه خصال أريد امتلاكها؟

عندما تجد أناسا لهم خصال تريد امتلاكها، فلاحظ حياتهم وفكر في كيفية تطبيقها على حياتك الشخصية.

ما هو المشكل الذي أنا بصدد حلّه؟

هل صادف وأن شاركت أو شاهدت اجتماعا والمشاركون فيه كل يتكلم في موضوع؟ ليس لأنهم يتكلمون في وقت واحد ولكن لكل فكرة مغايرة عن غرض الاجتماع، في تلك حالات من الأفضل أن يكتب موضوع الاجتماع على صبورة حتى يعلم الجميع لماذا هم مجتمعون. نفس الشيء ينطبق عليك، يجب أن تركز على مشكله واحد أو قضية واحدة حتى لا يتشتت ذهنك وجهدك ولا تبلغ شيئا.

ما الذي يمنعني من فعل الأشياء التي ينبغي علي فعلها؟

من السهل أن تقول :”لا أعلم ما أفعل” ولكن ذلك عذر فقط، في أغلب الأحيان نعلم جيدا ما ينبغي علينا فعله، نحن فقط لا نريد إزاحة المعوقات عن الطريق.

هل تصبح معلمي؟

هذا هو السؤال الوحيد الذي تطرحه على غيرك، وهو سؤال محرج ولكن الجواب بكون غالبا بالإيجاب، فالكل يريد أن يصبح معلما، وهو أمر جميل ومفيد أن تتبادل معلوماتك مع الآخرين، ومع كون الكثير من الناس معلمين لك فسوف تتعلم بالتأكيد الشيء الكثير.

ما هو الدرس الأهل الذي تعلمته حتى الآن؟ هل أنا أطبقه في حياتي؟

أحيانا نميل إلى الاسترخاء والتساهل في الحياة لدرجة أننا نقع في فخ مرتين أو أكثر، فعند تذكير انفسنا بأهم درس فذلك يجنبنا الوقوع في الخطأ مرتين.

الخلاصة

طرح الأسئلة الصعبة قد يكون صعبا ومحرجا ولكننا لا نعلم ونتحسن بالبقاء في ما ألفناه وما نرتاح له.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *