كيف تستعد نفسيا للزواج

إذن هل قررت أخيرا الزواج والاستقرار؟ تهانيا لك، هذا قرار حكيم اتخذته ! الاستعداد للزواج هو الوقت الذي يقرر فيه الأشخاص أخيرا الاستقرار وعيش الحياة المليئة بالسعادة التي تأتي بعد الزواج (كالمسلسلات التركية والهندية و المصرية وأفلام وديزني)…. ولكن الحقيقة هي أن الحياة الزوجية هي أكثر من مجرد “الحياة السعيدة”، وإن كنت ممن يؤمنون بهذه الحياة السعيدة فنصيحتي لك أن تتوقف عن مشاهدة المسلسلات التركية والأفلام الهندية وأن تستعد حقا للحياة الزوجية الحقيقية.

كيف تستعد نفسيا للحياة الزوجية؟ في هذا المقال سأعرض لك الحياة الزوجية كما هي في الواقع، كي تستعد نفسيا وذهنيا لها وتعرف ما سينتظرك. حان وقت الجد الآن ! لا أريد أن أخيفك من الحياة الزوجية، لأنني أؤمن أنه لو كنت تحب / تحبين شريك حياتك فبإمكانك التغلب على كل العقبات التي ستعترضكما في الطريق.

إحساس الحب الأول سيتلاشى

هذه حقيقة قاسية ولكنها أكيدة، الحياة ليست كالأفلام، وعليه ستأتي أوقات لا تشعر فيها بالحب تجاه شريك حياتك كما كنت تشعر من قبل، سوف تحس بالتعب والضجر والكثير من المشاعر الأخرى غير الحب. فهل هذا يعطيك سبب لتنهي حياتك الزوجية؟ صدقني لو فعلت ذلك فستفعله كل سنتين، وعندما تبلغ من العمر 60 سنة فربما سيصبح لك أكثر من 10 زوجات (أو أزواج بالنسبة للمرأة) سابقة ! عليك أن تعلم شيء مهم: بريق الحب قد يختفي أحيانا، ولكن هذا لا يعني أنك لم تعد تحب شريكة حياتك. على الأزواج أن يفهموا أن شريكه يحتاج إلى حيز من الحرية والتفهم وأحيانا الوحدة ليستطيعوا التغلب على مشكلة ذهاب بريق الحب.

الانجذاب لا يدوم

عليك أن تفهم أنك لن تنجذب إلى شريكك دائما، حتى لو حاول الطرف الآخر بأشياء كانت تنجح في الماضي، فأحيانا الأمر لا ينجح… عليك أن تدرك أنه لا جدوى من المحاولة لتنجذب للطرف الآخر إن لم تكن تشعر بذلك، فذلك يشبه ما ذكرناه في النقطة الأولى (ذهاب بريق الحب)، فالانجذاب ينقص مع طول الملازمة ولكن لا يعني أنك لم تعد تحب شريك حياتك، فعلك ببعض الصبر وستعود الأمور إلى طبيعتها.

عليك أن تظهر حبك حتى لو لم تكن ترغب في ذلك

الحياة الزوجية ليست هادئة دائما، قد تعترضها بعض المشاكل أو عدم التوافق أحيانا، وأحيانا يكون الشريك هو من يغضبك لأنه في الحقيقة شيئا ما يغضبه. في هذه الحالات يحتاج الشريك أن يحس أنك تحبه وتهتم لأمره وتفهمه وتسانده في الأوقات الصعبة، وهذا ما يتوجب عليك فعله ببساطة، لا مكان لعزة النفس في الحياة الزوجية وهذا الكلام لكلا الطرفين، قد يبدوا الأمر صعبا ولكن هذا ما يجب أن تستعد له، وبهذا تحافظ على حياتك الزوجية.

هل يحتاج زواجك لبعض العمل أم انتهى

جيل اليوم لا يحب العمل ببساطة على أي شيء، أصبحنا كسالى لدرجة أن العمل المنتظم على شيء ما لعدة أيام يعتبر مهمة صعبة جدا، أليس كذلك؟ وإذن من له الوقت والصبر والإرادة للعمل على تحسين أوضاع حياته الزوجية؟ الأفضل أن نتخذ القرار بالطلاق وننهي الأمر، ونعود طيور حرة من جديد ! ولكن هذا القرار خاطئ ! أحيانا كل ما تحتاجه حياتك الزوجية هو بعض العمل على تحسينها، ونسيان عزة النفس والقيام بالخطوة الأولى، ثم فعل بعض الأشياء البسيطة يوميا كهدية بسيطة وإظهار أنك تحب شريك حياتك، أو الخروج معا في نزهة كما كنتما تفعلان في بداية حياتكما الزوجية، فهذه الأشياء من شأنها إحياء مشاعر الحب والانجذاب كما كانت في البداية. إذن قبل أن تقدم على الزواج كن مستعدا لتعمل على حياتك الزوجية كما تعمل على أي شيء آخر.

الأولاد سيزيدون من الضغط في حياتك الزوجية

الاطفال

قد تبدو لك هذه النقطة غريبة ولكن هذه هي الحقيقة، الأولاد يزيدون من الضغط في الحياة الزوجية. إحساس الأبوة أو الأمومة هو إحساس رائع وجميل، ولكن هذا يتطلب كثيرا من المسؤولية والعمل كذلك. الأولاد يحتاجون لمن يرعاهم ويعلمهم ويقوم على خدمتهم بصفة يومية، ولا يحق لك أن لا تقوم بواجبك لمجرد يوم واحد لأنك تعب أو لا تريد ذلك، وهذا سيزيد من ضغوط الحياة عليك، وقد يجعلك تهمل واجباتك تجاه شريك حياتك وهذا ما قد يسبب لك مشاكل… إذن من الآن كن مستعدا لتحمل مسؤولية الأولاد إن كنت تريد إنجابهم، وإلا إما أن لا تنجب أولاد حتى تكون مستعدا تماما أو أن تأجل فكرة الزواج نهائيا.

الخلاصة

الحياة الزوجية هي رحلة ليست لها وجهة، وهي مليئة بالمرتفعات والمنخفضات والعراقيل … ولكن في نفس الوقت هي رحلة رائعة وجميلة، كون شخص بقربك في الأوقات الجميلة والصعبة هي نعمة كبيرة… عليك أن تعلم أن الحياة الزوجية ليست طريقا مفروشا بالورود، عليك مواجهة العراقيل والعقبات لتجعل حياتك الزوجية ناجحة…. لا تهرب من الحقيقة، فقط تقبلها وواجها واجعل حياتك الزوجية تستمر وتنجح، بالتوفيق.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *