هناك أشياء نسمعها مئات المرات في مئات المواقف قبل أن ندرك حقيقتها ونفهمها حق الفهم، والحقائق العشرة المذكورة في هذا المقال تندرج بحق في هذه الفئة، والتي تتمثل في دروس الحياة التي تلقيناها منذ سنوات وطلب منا تذكرها والعمل بها ما دمنا أحياء، ولكن لسبب أو لآخر لم نستوعبها كما يجب. وهذا المقال هو محاولة لمساعدتنا على استيعاب و تذكر هذه الدروس:
- الحياة قصيرة
- الحياة الوحيدة التي ستعيشها هي الحياة التي تصنعها بنفسك
- كونك مشغولا لا يعني انك منتج
- بعض الفشل دائما يحدث قبل النجاح
- التفكير والعمل هما شيئين مختلفين تماما
- ليس عليك أن تنتظر اعتذارا حتى تسامح
- بعض الأشخاص ببساطة لا تتناغم معهم
- ليس من مهمة الآخرين أن يحبوك ولكنها مهمتك أنت
- ما تملك لا يمثل من أنت
- كل شيء يتغير في كل ثانية
الحياة قصيرة
كلنا يعلم علم اليقين أن الحياة قصيرة وأننا سنموت في آخر المطاف، ومع ذلك فنحن نتفاجأ بشدة عندما يموت شخص نعرفه، الأمر يشبه صعود الأدراج وذهنك غائب بحيث أنك لا تنتبه إلى آخر درجة وتظن أن هناك المزيد حتى تفقد توازنك للحظة، ومن بعدها يرجع إليك انتباهك وترى الأمور على حقيقتها. عش حياتك الآن ! لا تتجاهل الموت ولكن لا تكن خائفا منه أيضا، عليك أن تخاف حقا من حياة لم تعشها لأنك كنت خائف لدرجة أنك لم تفعل شيء. الموت ليس الخسارة الحقيقية في الحياة، وإنما الخسارة الحقيقية هي موت شيء بداخلك وأنت على قيد الحياة، كن قويا، كن شجاعا، وبإمكانك أن تخاف من الموت ولكن اتخذ الخطوة التالية على كل حال.
الحياة الوحيدة التي ستعيشها هي الحياة التي تصنعها بنفسك
حياتك هي ملكك وحدك، قد يحاول الآخرون التأثير عليك ولكنهم لا يستطيعون اتخاذ القرار بدلك، قد يسيرون معك ولكن ليس في حذائك، وعليه تأكد أن الطريق الذي ستسلكه يتناسب مع حدسك وميولك، ولا تخف من تغيير الوجهة أو الطريق عندما ترى أن الأمر يتطلب ذلك. تذكر انه من الأفضل أن تكون أسفل سلم تريد تسلقه على أن تكون في قمة سلم لا تريد تسلقه. كن منتجا وصابرا، وتذكر ان الصبر ليس الانتظار ولكن المقدرة على الحفاظ على تصرف جيد وأنت تعمل بجد على امر أنت تؤمن به. هذه حياتك وهي مكونة كليا من اختياراتك لوحدك، لتكن أفعالك اعلى صوتا من كلماتك، لتكن حياتك أفضل واعظ، وليكن نجاحك هو النتيجة في الأخير. إن كانت الحياة ستعلمك درسا واحدا، ليكن اتخاذ خطوة إلى الأمام دائما يستحق العناء. حتى لو لم تكن لديك فكرة أين ستصل، كن شجاعا لتقفز إلى المجهول، واستمع إلى قلبك.
كونك مشغولا لا يعني انك منتج
الانشغال ليس فضيلة ولا هو بالشيء الذي يستحق الاحترام، مع ذلك جميعنا لديه أسباب لحياة مليئة بالانشغال، والقليل منا لديه أسباب حقيقية لكونه منشغلا طول الوقت. ببساطة لا نعلم كيف نعيش وفق إمكانياتنا، ولا كيف نحدد الأولويات، ولا نعرف متى ينبغي علينا قول كلمة “لا”. الانشغال نادرا ما يعني الانتاج هذه الأيام، فقط ألق نظرة حولك، الأشخاص المنشغلون يفوقون الأشخاص المنتجون كثيرا، إنهم في كل مكان، تراهم دائما في عجلة من امرهم أو متأخرون عن مواعيدهم، نادرا ما لديهم الوقت لعائلاتهم أو للاعتناء حتى بأنفسهم أو النوم الجيد، برنامجهم الممتلئ يعطيهم الاحساس بأنهم مهمون، ولكن ذلك مجرد وهم، إنهم مثل فأر يجري على عجلة وهو في مكانه. كوننا منشغلون قد يعطينا الاحساس أننا موجودون أكثر من اي شيء آخر في تلك اللحظة، ولكن ذلك ليس دائما، سوف نتمنى إن عاجلا أو آجلا أننا لم نكن منشغلين إلى هذه الدرجة و أننا قضينا وقتا أطول في عيش حياة ذات قيمة وغاية.
بعض الفشل دائما يحدث قبل النجاح
بعض الأخطاء لا يمكن تجنبها، تعلم أن تسامح نفسك، المشكل ليس فعل الأخطاء ولكن المشكل الحقيقي هو عدم الاستفادة والتعلم منها. إن كنت تخاف كثيرا من الفشل، فلا يمكنك فعل ما يتوجب لتكون ناجحا، الحل لهذا المشكل هو أن تجعل الفشل صديقا لك. هل تريد معرفة الفرق بين شخص خبير وشخص مبتدأ؟ الخبير فشل أكثر مما حاول المبتدأ النجاح. خلف كل نجاح كبير آلاف المحاولات الفاشلة اللازمة لتحقيقه، ولكن ببساطة هذه المحاولات الفاشلة لا تعرض علينا.
التفكير والعمل هما شيئين مختلفين تماما
لن تحقق النجاح بمجرد التفكير فيه، أنت ما تفعله لا ما تقول أنك ستفعله، العلم بدون فائدة من دون عمل، الأشياء الجميلة لا تتحقق للأشخاص الذين ينتظرون فقط، إنها تتحقق للأشخاص الذين يعملون على أهداف ذات قيمة، اسأل نفسك ما هو الشيء المهم حقا، ثم تحلى بالشجاعة لبناء حياتك حسب إجابتك. وتذكر إن انتظرت حتى تكون 100% جاهز فيمكن ان تنتظر طول حياتك.
ليس عليك أن تنتظر اعتذارا حتى تسامح
الحياة تصبح أسهل كثيرا عندما تتعلم ان تقبل الاعتذارات التي لم تحصل عليها، المفتاح هو أن تكون ممتنا لكل تجربة تمر بها (إيجابية كانت أم سلبية)، إنه التنحي وقول “شكرا على الدرس”، إنه إدراك أن التذمر من الماضي يفسد سعادتك اليوم، وأن كره شخص هو السماح له بالعيش في عقلك من دون إيجار. المسامحة هو عهد عليك أن تقطعه على نفسك، عندما تسامح شخص فأنت تتعهد بعدم إبقاء الماضي الذي لا يمكنك تغييره يعيش في يومك ويفسده، ولكن هذا لا يعني تحرير شخص من جرم ارتكبه وإنما تحرير نفسك من عناء العيش كضحية إلى الأبد.
بعض الأشخاص ببساطة لا تتناغم معهم
سوف تكون دائما كالأشخاص الذين تحيط نفسك بهم، وعليه احرص على أن تتخلص من الأشخاص الذين يسحبونك إلى الأسفل، لا يجب أن تسمح بعلاقات تجعلك تحس انك لست رائعا. إن كان شخص يجعلك دائما تحس بالتضايق أو بعدم الأمان لأي سبب كان، فربما هذا الشخص لا يصلح أن يكون صديقك المقرب، إن كان البقاء معه يخفض من معنوياتك أو تحس بالقلق، تتبع حدسك وابتعد، هناك الكثير من الأشخاص الصحيحين بالنسبة لك، الذين يجعلونك تحس بالنشاط ويلهمونك لتكون أفضل ما تستطيع.
ليس من مهمة الآخرين أن يحبوك ولكنها مهمتك أنت
من المهم أن تكون لطيفا مع الآخرين، ولكن الأهم أن تكون لطيفا مع نفسك. من المهم أن تحب نفسك لتحقق أي شيء في هذا العالم، وعليه عليك أن تتأكد انك لا تنظر لنفسك بأعين الأشخاص الذين لا يقدرونك، اعرف قيمتك حتى لو لم يعرفها الآخرون. من اليوم فصاعدا عليك ان تجعل شخصا يحبك كما أنت، بكل عيوبك و نقائصك وأخطائك، وليكن هذا الشخص هو أنت.
ما تملك لا يمثل من أنت
الأشياء هي بحق مجرد أشياء ولا تعبر عن ماهيتك كإنسان أبدا، معظمنا يمكن أن يعيش بأشياء أقل بكثير مما يعتقد أنه يحتاج، علينا تذكر هذا في عالم موجه نحو الاستهلاك وامتلاك اشياء بدل التركيز على العلاقات والتجارب ذات القيمة. عليك أن تصنع ثقافتك الخاصة بك، ليس عليك ان تتبع ما يقال في التلفاز أو ان تشتري كل ما يعرض في مجلات الموضة، كن كويا بحيث تملأ وقتك بتجارب مفيدة. المكان والزمان الذي تشغله في هذه اللحظة هو الحياة، وإن بقيت قلقا بخصوص الموضة أو ما يقال لك في التلفاز فأنت تتخلى عن حياتك وتسمح للآخرين أن يقرروا كيف تعيش، وهذه الطريقة في التفكير مؤسفة حقا، الشيء الحقيقي هو أنت وعائلتك وأصدقائك والأشخاص الذين تحب وآمالك وطموحك وأهدافك…الخ. في كثير من الأحيان يقال لنا أننا لسنا مهمين إلا إذا كانت لدينا : منزل كبير، سيارة و ووو وهذا شيء محزن لأنك يوما ما ستدرك انه تم خداعك، وكل ما تريده هو استرجاع إرادتك من الأشخاص الذين حولوك إلى آلة لشراء كل شيء غير مهم لتنال إعجاب كل شخص غير مهم.
كل شيء يتغير في كل ثانية
تقبل التغيير واعلم أنه يحدث لغاية قد لا تكون واضحة في البداية، ولكن في النهاية ستعلم الحكمة. ما تملكه اليوم قد يصبح ما كنت تملك في الغد، الأشياء تتغير، في بعض الأحيان بعفوية، الحياة لا تنتظر أي شخص، إنها تستمر بسرعة، وتتبدل من السكون إلى الفوضى في ثوان، وقد يكون هذا يحدث لشخص قريب منك الآن. أحيانا حياتنا تتغير في لمح البصر، قرار واحد يمكن أن يقلب حياتنا وكأن مذنبا ضرب الأرض، حياة الآلاف انقلبت رأسا على عقب بسبب حدث لم يكن في الحسبان، ومثل هذه الأحداث تحدث دائما. مهما تكن حياتك الآن، جميلة أو سيئة، سوف تتغير، هذا شيء مسلم به، إن كانت حياتك جميلة استمتع بها، لا تضيع وقتك في البحث عن الأفضل، السعادة لا تحصل للأشخاص الذين لا يقدرون ما لديهم لأنهم لن يقدروا السعادة عندما تحصل لهم.