كونك مركزا ومنتجا ليس كله مرتبط بكمية العمل الذي أنجزته، بعض الناس يعتقد أنّ الغاية من تسيير وتنظيم الوقت هو إنجاز أكبر قدر ممكن من العمل، ولكن إنجاز الأعمال الخطأ لن يفيدك في شيء. الغاية الحقيقية وراء تسيير وتنظيم الوقت هو فعل الأشياء المهمة حقا وفي الوقت الصحيح، لا يمكنك قياس ذلك بالنظر إلى الكمية لأنه من الصعب تحديد مدى مردوديتك بالاعتماد على هذا المقياس. يمكنك بالمقابل قياس مردوديك بالنظر إلى مدى تقبل الآخرين للعمل الذي أنجزته، ومجددا هذا غير كاف لأن الكثير من الناس لا يعبر عن رأيه بصراحة. وإليك الآن علامات تدلك أنك مركز ومنتج في حياتك:

أنت تتطور بانتظام

التطور المستمر

في بعض الأحيان تجد نفسك تتقدم بسرعة نحو هدفك في مدة زمنية قصيرة، وهذا الشيء ينبغي أن يجعلك تفكر فيه مليا، ربما حالفك الحظ وساعدتك الظروف لبلوغ هدفك بسرعة، وهذا سيجعلك تفقد الثقة في نفسك عندما لا يحالفك الحظ ولا تساعدك الظروف في المستقبل وعليه ينبغي أن تنظر إلى الأشياء بعقلانية.

قد يبدوا الخطوات التي تتقدم بها نحو هدفك صغيرة وربما تبدوا لك أنها بلا قيمة، ولكن عندما تنتهي من إنجاز العمل المطلوب فسوف يبدوا لك العمل المنجز كبيرا وتدرك عندها قيمة التقدم المنتظم. في أحيانا أخرى تتقدم نحو هدفك بسرعة وفي مدة زمنية قصيرة وذلك لأنك تعمل بانتظام قبل ذلك وتركت الوقت يمر حتى لم يبقى لميعاد تسليم عملك إلا وقت قصير، فقد وضعت نفسك تحت الضغط لأنك لم تعمل بانتظام كما ينبغي فأنت تعاني بسبب ذلك. التقدم المنتظم هو علامة أنّك مركز ومنتج والتقدم السريع هو في العادة علامة أنّ مردوديتك تحتاج إلى تقويم وتحسين.

أنت تنام جيدا

النوم الجيد

النوم الجيد مهم جدا بالنسبة للمردودية. أنت تحتاج أن تبدأ كل يوم وأنت مرتاح من المجهود المبذول في اليوم السابق، ولكن العلاقة بين النوم الجيد والمردودية هي سيف ذو حدّين لأنك لن تنام جيدا إن لم تكن مركزا ومردوديتك جيدة. أحد أكبر الأسباب لقلة النوم هو القلق والخوف، عندما يكون لديك الكثير لتنجزه وأنت لا تحرز تقدما في ذلك فسوف تستلقي في الفراش وتفكر كيف يمكنك إنجاز كلّ هذا العمل وفي العواقب المترتبة عن التأخر في الإنجاز وهو ما يصعب عليك النوم. النوم الجيد هو علامة أنّك مركز ومنتج بحيث لا تقلق لأنك تتقدم في عملك وهو ما يسهل عليك النوم الجيد.

لديك الطاقة اللازمة

بطبيعة الحال عندما تنام جيدا فسوف يكون لديك الطاقة اللازمة لتحديات اليوم، والطاقة هي مهمة وربّما أهم من تسيير وتنظيم الوقت، من دون طاقة لن تتمكن من إنجاز أي شيء، لا يهم الخطط والبرامج التي وضعتها فلن تتمكن من تطبيقها إن لم تكن لك الطاقة اللازمة لذلك. هنالك سبب آخر يجعلك تحس بالطاقة والحيوية عندما تكون مركزا ومنتج وهو عندما تنجز العمل الذي تحب وتحقق تقدما منتظما نحو إتمامه فأنت تبني باستمرار ثقتك بنفسك وإيمانك أنك تستطيع تحقيق أهدافك، كل خطوة تتقدمها ترفع من طاقتك وحماسك، مما يسمح لك بإنجاز أعمالك المهمة. وعليه فكونك مركزا ومنتجا يسمح لك بالحصول على تلك الجرعات المنتظمة من الطاقة التي تأتي من العمل المنجز بإتقان.    

تخصص وقتا للعناية بنفسك

هنالك العديد من الطرق من أجل العناية بالنفس، ولكن المهم هو أن تختار الطرق التي تجعلك في أحسن حالاتك وتطبقها. الكثير يغفل العناية بنفسه ولكن لكي تتمكن من الحفاظ على مستواك في العمل عليك تلبية متطلبات جسدك ونفسيتك وروحك.

لديك علاقات سعيدة في حياتك

عدم امتلاك مهارات الحوار هي من أكبر العراقيل في وجه المردودية، وقد تؤدي إلى تفكك العلاقات الاجتماعية، مهما كنت تحاول إنجازه فعليك أن تكون قادرا على العمل بطريقة فعالة مع الآخرين لإنجازه. التعاون والمساهمة مع الآخرين تعطي عملا أفضل ومنجزا في وقت أقصر من ان لو أنزجته بمفردك.

أنت دائما حاضر

ماذا يعني أن تكون مركزا؟ يعني ذلك أنك تفكر فقط في الأشياء المهمة التي عليك إنجازها في تلك الفترة من الزمن، وليس أنك تفكر في ما ستفعله لاحقا أو في جدال دار بينك وبين شخص ما أو سوف تتناوله على الغداء، كل تركيزك يجب أن يكون على ما تفعله. لا يمكنك فعل أي شيء للماضي، والمستقبل قد لا يأتي كما تتوقع، الوقت الوحيد الذي يمكنك تغييره هو الحاضر. الوقت الوحيد الذي بإمكانك إنجاز شيء فيه هو اللحظة الحالية.

عندما تكون مركزا ومنتجا الحياة تصبح سلسلة من اللحظات الحالية، تعطي كل ما لديك للمهمة التي أنت بصدد إنجازها ثم تنتقل إلى المهمة التالية وتعطي كل ما لديك وهكذا. كونك مركزا لا يقتصر على عملك فحسب، ولكن بكل شيء تفعله: عندما تكون مع عائلتك، عندما تمارس هوايتك، عندما تكون مع أصدقائك…

أنت لست متعلق بالنتيجة النهائية

الأهداف هي وسائل رائعة من أجل تحديد ما ينبغي عليك فعله، تحدد هدفا أو غاية تريد الوصول إليها ثم تضع مخططا ليوصلك إلى هناك، ومن ثم تبدأ طريقك نحو تحقيق هدفك. معظم الأهداف تكون بعيدة عن متناولنا وتحتاج إلى وقت لبلوغها، إن أمضيت وقتك تفكر في النتيجة النهائية فذلك سوف منعك من العمل لبلوغها، بطبيعة الحال عندما تفكر في النتيجة النهائية فأنت في نفس الوقت تذكر نفسك بأنك لم تبلغها بعد وهذا يجعلك تشعر بقليل من الفشل.

بدل التركيز على النتيجة النهائية ركز في المهام التي عليك انجازها اليوم، بعد أن حددت هدفك فأنت قد قسمته إلى خطوات صغيرة تخطوها كل يوم والتي تقربك شيئا فشيئا إلى الغاية المنشودة، الأشخاص الناجحون والمنتجون والمركزون يعلمون ما هي النتيجة النهائية ولكن في المقابل يركزون على الخطوات الصغيرة التي ينبغي عليهم قطعها الآن والتي في النهاية تقودهم إلى تحقيق أهدافهم.

أنت لا تضيع وقتك في الأشياء الغير مهمة

عندما تركز على فعل الكثير فهذا يقودك إلى فعل أشياء كثيرة غير مهمة، والتي لا تقربك من هدفك، أنت تفعلها فقط لإقناع نفسك انك لست مكتوف اليدين وتعمل جاهدا من أجل بلوغ غايتك. عندما تكون مركزا ومنتجا فأنت لن تضيع وقتك على أفعال لا تساهم بحق في تحقيق أهدافك، سوف تفهم أن هناك مقياس واحد لأسبقية الأعمال: الأهميّة فقط. المهام الأكثر أهمية هي فقط ما يدفعك للعمل وإتمامها. الخطوة الأولى للتركيز على الإعمال المهمة هي تحديد الأفعال الغير مهمة وإلغائها من جدول أعمالك، فهذا سيقلص من قائمة المهام التي ينبغي عليك إتمامها ويترك فقط المهام التي تحتاج حقا للإتمام.

الخلاصة:

عند التفكير في التسيير والمردودية الكثير يعتقد أن الغاية منها هي الكمية، كلما أنجزت أعمالا أكثر كلما كانت سياسة في التسيير ناجحة، هذه السياسة تقود ببساطة إلى الفشل. أنت لن تنجز أبدا ما يكفي وما أنجزته سوف لن يكون ذا قيمة أو على الأقل ليس كما ينبغي أن يكون. فبدل التركيز على الكمية ركّز على الجودة، فكر في ما ينبغي عليك حقا فعله بالتركيز على أهمية الأشياء التي تفعلها، تخلص من أي عمل بلا قيمة وركز فقط على الأعمال التي توصلك لغايتك.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *