في بداية كل عام، أجلس وحدي أفكر في العام السابق. أفكر في المكاسب والأهداف التي حققتها، والتحديات التي واجهتني، والمهارات التي أريد أن أطوِرها في العام القادم، والأهداف الجديدة التي سأضعها لنفسي؛ لكني تريتت قبل أن أفكر في العام الماضي؛ لأنه شهد زواجي وولادة ابنتي.

كنت معتادًا أن أخطط للعام المقبل وحدي، لكنني الآن أخطط مع أسرتي الصغيرة. لذا، قررت أن أكتب قائمة بأحد عشر هدفًا لعلاقتي بزوجتي، ووضعناها في مكان مرئي قرب المرآة؛ حتى نراها كل صباح.

مقال ذات صلة: أسرار الاختيار الصحيح لشريك الحياة

مر شهر على وضعنا لتلك القائمة (وهي التزامات مشتركة أكثر منها أهدافًا)، وأظن أنها ساعدتنا كثيرًا في توطيد علاقتنا، ومنع أي مشاكل قبل ظهورها. لذا سأشارككم القائمة التي وضعناها حتى تعم الفائدة.

المودة أو الصمت

“إما أن نتحدث برزانة ومودة، أو لا نتحدث على الإطلاق”، نذكر أنفسنا دائمًا بتلك القاعدة، إن لم نستطع التعامل بمودة ورحمة فيما بيننا. “المودة أو الصمت”، هذا كاف لتهدئتنا. وإن غضب أحدنا، فإننا نعيد النظر في الأمر (وهو حديث تنقصه المودة) حتى ينتهي الموقف.

نشعر بالامتنان

كل ليلة، يخبر كل منا الآخر بأشياء يشعر بسببها بالامتنان له. قلت لزوجتي ليلة أمس إنني ممتن لصبرها.

جدولنا اليومي

نراجع كل صباح جدولنا اليومي، إن كنت سأتأخر في العمل مثلًا، أو متى نعود إلى المنزل؛ وهكذا. وهذا يساعدنا للغاية؛ لأن جدول أعمالنا يتغير يوميا، فكل منا لديه عمله الخاص.

تغافل

تقوم العلاقة السليمة على الأخذ والعطاء، لا الأخذ فقط. أتذكر شخصًا أخبرني ذات مرة أنه لا يشعر بالحزن بعد إنهاء علاقته بخطيبته؛ لأنهما متعادلان!عرفت بعدها أنه لم ينفق عليها نقودا بقدر التي أنفقتها هي عليه. وهذا أسوأ ما سمعته في حياتي؛ فلكي تحافظ على علاقتك سليمة، عليك أن تتعلم فن التغافل.

حافظ على وعودك

تعلمت هذه النصيحة من كتاب أحبه أنا وزوجتي، اسمه”الاتفاقات الأربعة”، للدون ميجيل رويز. أحد الاتفاقات التي عرضها في الكتاب هو”التزم بكلمتك”، ويعني أنك عندما تقطع وعدا، تفي به. فإن قلت إنك ستفعل شيئا، يجب أن تفعله.

لا تكن ذلك الشخص الذي لا يثق الناس في كلامه.

وهكذا نذكر أنفسنا دائمًا أن نلتزم بوعودنا لأنفسنا، وللآخرين.

ادعموا أحلامكم

نحب أنا وزوجتي أعمالنا، ولدينا أحلام كبيرة وطموحات لنطور أنفسنا في المستقبل. حقيقة، لا أدري كيف كنت لأصل إلى ما أنا عليه اليوم لولا دعمها المستمر منذ البداية. أظن أن التزامنا الدائم بدعم بعضنا البعض في أحلامنا الشخصية أحدث أثرا إيجابيا في علاقتنا الزوجية.

الزواج أبدي

لا أحد يتزوج وهو يفكر في الطلاق، إلا إن كان احد معارفي الذي تزوج أمريكية لكي يحصل على الجنسية!

اقرا ايضا: كيف تتفاوض على طلاق زوجتك

أنا مؤمن بأن الزواج شيء مقدس، فإن كنت ستتزوج، يجب أن تكون مسئولاً وجادا لتفهم ما أنت مقدم عليه. ومن المؤسف أن الناس لا يدركون مسؤولية الزواج، ولا يخططون له؛ بل ينشغلون بالتخطيط للزفاف.

لطف الجو

عندما تحدث مشكلة مع زوجتي -وبالطبع تحدث- ألطف الجو حتى تمر المشكلة بسلام. قد تنفجر زوجتي في وجهي لأنها تشعر بضغط شديد بسبب عملها، حينها لا أنفجر أنا أيضا في وجهها، بل أقدر أنها لحظة غضب عابرة، وأن الأمر لا علاقة له بي. وليس الجدال أو محاولة إصلاح الأمر أفضل ما بوسع المرء أن يفعله، بل الأفضل أن يلطف الجو، ويخفف عن زوجته بأن يصغي لها جيدا. وهذا الالتزام المستمر يحافظ على العلاقة صحية وسعيدة بين الزوجين.

احذر طبيعتك الحيوانية

لأننا بشر، فنحن نمتلك طبيعة مزدوجة: الأولى حيوانية مادية تتعامل مع الأكل والشرب والجنس وغيرها من الأفعال الجسمانية، والأخرى روحية معنوية تتعامل مع المجرد والمعاني السامية مثل الحب والتسامح والحقد والغيرة وغيرها. وحتى نحافظ على سلامتنا، يجب أن نحافظ على توازن الجانبين حتى لا نتحول إلى حيوانات لا تدرك أي معنى سام، ونقول كلاما نندم عليه لاحقا.

لهذا، حين أغضب، تدرك زوجتي أنها قالت شيئا أثار طبيعتي الحيوانية تلك وجعلني أغضب كالأحمق، ولا تأخذ كلامي على محمل الجد؛ كي تمر المشكلة بسلام، وأهدأ.

تحتاج إلى خمسة تعليقات إيجابية للتخلص من تعليق واحد سلبي

إن أردت أن أخبر زوجتي بأمر سلبي، مثل أنها لا تجيد إدارة وقتها مثلاً (تعليق سلبي)، فقبل ذلك أقول لها خمسة تعليقات إيجابية.

تعاونوا في وضع أهدافكم

الأهداف التزامات مستمرة نضعها لندعم بعضنا البعض. افعل ذلك مع شريكتك؛ ولديك مثال في الأسفل.

(انتبه: يجب أن تحسن مناقشتك لزوجتك في وضع أهدافها، فلا تسخر من شيء تقوله لك، أو تطلب منها أن تتوقف عن إخبارك أشياء غبية؛ لأن مثل هذا الكلام يفسد علاقتكما!)

هدفي لزوجتي: ساعديني في التخلص من غروري قدر المستطاع.
هدف زوجتي لي: تعامل برفق مع أمومتي، وافهم مشاعري.
كما ترون، الأمر ليس صعبا إطلاقا؛ لذا آمل أن تستفيدوا من هذه القائمة، وتطبقوا ما فيها لتعيشوا حياة سعيدة مع شركائكم.

المصدر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *