زيادة الإنتاجية

الصغار رائعون! يُذيبون القلوب بعيونهم الواسعة التي تُشع شغفًا، ولكن الأمر لا يقف عند هذا الحَدِّ. إن الأطفال بإمكانهم أن يُعلِّموك الكثير من الأشياء التي تجعلك أكثر إنتاجية.

إليك بعض الدروس الهامة المستوحاة من الصغار.

النوم أولاً

الأطفال، وخاصة الرضع، ينامون كما لو كانوا يتقاضون راتبًا لذلك؛ فهم ينامون 10 إلى 18 ساعة يوميًّا. ويساعدهم النوم على نمو جهاز المناعة لديهم وتطوره، ويزيد نشاطهم، ويُحسِّن مزاجهم. وإن لم ينل الصغار قسطًا كافيًا من النوم، يصابون بتقلب المزاج والقلق، وحينئذٍ يصعب تهدئتهم.

ألا يبدو الأمر مألوفًا لك؟ نحن -الكبار- كذلك، إن لم نحصل على قسطٍ كافٍ من النوم، نتذمر ونغضب من كل شيء، وتسوء ذاكرتنا، ونصير أقلَّ تركيزًا ويقظة. لا أقصد، بالطبع، أن ننام 18 ساعة يوميًّا، ولكن أقصد أننا بحاجةٍ لجعل النوم أولويةً لنا؛ كي نكون أكثر إنتاجيةً.

الممارسة هي الأساس

حاول أن تستلقي وتُقلب وضعيتك. هل وجدتَ الأمر سهلًا؟ ذات يوم، كنت في حاجة لأشهرٍ طويلةٍ من الممارسة للقيام بذلك. حاولت ذلك كل يوم، وها قد نجحت.

الشيء نفسه يحدث للكبار؛ ففي الغالب لا يمكنك القيام ببعض الأشياء من المحاولة الأولى، ولكن تحتاج إلى الممارسة، وفي نهاية المطاف تصل إلى ما تريد.

الروتين مفيد

نستيقظ ونأكل ونلعب، ونأكل ونخلد للنوم. يحدث هذا كل يوم. هل يبدو الأمر صعبًا؟ نعم، ولكن الأمر للأطفال لا يتعدَّى “المنزل-العمل-المنزل” بالنسبة لنا. ومع ذلك، لا يَمَلُّون هذا الروتين، بل يستمتعون به. وبفضل هذا الروتين، ينمون ويتطورون!

الأمر سواءٌ لنا من الناحية العملية؛ فلن نقدر على الإنتاج ما لم نتبع نظامًا طبيعيًّا للجسد والروح، على السواء. هذا النظام مشابه لتسلسل ماسلو الهرمي للاحتياجات الإنسان، والذي تأتي فيه الاحتياجات الجسدية في المقام الأول. تذكَّر أن الأفعال الإيجابية المنتظمة في حياتنا تساعدنا على العمل والنمو بكل الوسائل.

اعرف متى تتوقف

كل الآباء على دراية بما يحدث حين يَمَلُّ صغارهم اللعب أو المشي، أو أي نشاطٍ آخر. يخبرك صغارك بذلك في الحال! وإذا شبع طفلك، يبعد الملعقة في الحال.

الدرس المستفاد هنا أن لكل شخص طاقة. المبدعون يدركون ذلك، ويعرفون متى يتوقفون. استراحة قصيرة أو تمشية أو سماع الموسيقى لبعض الوقت أو محادثةٌ ممتعة، كل هذه الأشياء تصفي ذهنك، وتُعِيد لك إبداعك. حين تستنفد طاقتك، ما عليك إلا أن تُقِرَّ بذلك، وتأخذ قسطًا من الراحة.

ركز على شيء واحد

يعيش الصغار تلك الفترة التي يَرَوْنَ فيها شيئًا يحلو لهم، فيستولون عليه. مَن يمكنه القول بأنهم أقوياء إلى هذا الحَدِّ؟ عندما ينتزعون شعرك، فإنهم لا يمسكونه فحسب، وإنما يخلعونه. لاحظ مدى تركيزهم في هذه العملية. لا شيء يصرفهم عنها، بل تجدهم في كامل يقظتهم.

ماذا لو تمكن الكبار من فعل ذلك بتلك السهولة؟! نحتاج حقا لأن نتعلم ذلك من الصغار؛ فآلاف الأشياء تحدث حولنا، ولا يمكننا التركيز إلا على أمر واحد فقط. ستزداد إنتاجيتها كثيرًا إن استطعنا التركيز بالقَدْر الذي يركز به الصغار.

اضحك!

إذا رأيت ابتسامة طفل أو سمعت ضحكته لمرة واحدة على الأقل، فستعرف كَم هي ساحرة! يمكنك حينها القول بأن هذا الطفل سعيدٌ بلا شك، وستودُّ سماع ضحكته مرارًا وتكرارا.

الابتسام والضحك مفيدٌ في كل الأعمار؛ لأنه يساعدنا على مقاومة الإجهاد، ويُحسِّن مزاجنا، ويجعلنا ألطف. في كل حال، لا تكبح ضحكتك.

تحدث عن رغباتك

هل حفاضاتهم ممتلئة؟ إنهم يبكون. هل بطونهم فارغة؟ إنهم يبكون. هل لديهم اضطراب في المعدة؟ هل يشعرون بالتعب؟ هل يتجشأون؟ حسنًا، ستعرف كل ذلك. عندما يريد الصغار شيئا، يخبرونك به في الحال. لن ينتظروا اللحظة المناسبة. ولا يعنيهم ما إذا كنت تريد أن تعرف ذلك أم لا. إنهم يخبرونك فحسب.

بالطبع، لا نقصد هنا أن تكون سيئ الأخلاق أو قاسيًا لا يفكر إلا في نفسه، ولكن قد يعلمك ذلك درسًا جيدًا، أن تخبر مَن حولك بما تريد. المنتجون مبادرون. حتى في لحظات خوفهم، يتصرفون؛ لأنهم يدركون أن عليك استغلال كل الفرص المتاحة، والمُضِيَّ قُدُمًا لتحقيق نتائج عظيمة.

كل شيء في الوقت المناسب

الصغار يلعبون في وقت اللعب، ويجلسون في وقت الجلوس، ويزحفون في وقت الزحف. لا يهمل الصغار أيا من مراحل التطور تلك، بل يفعلون كل شيء في الوقت المناسب!

المنتجون أيضًا يفعلون ذلك؛ فهم لا يضيعون الوقت في محاولة إنجاز عملٍ كبيرٍ في وقتٍ قصير، بل ينجزون المهام بالترتيب. ولتحقيق نتائج إيجابية، تجدهم يُقسِّمون المهام إلى خطوات صغيرة، فينجزونها واحدة تلو الأخرى.

استمتع بالتفاصيل الصغيرة

أطعمني، بدل ملابسي، عانقني، العب معي، أحببني، احمني؛ أكن سعيدًا. أنا طفل، لست بحاجة لحفاضة من نوع فاخر، ولست بحاجة إلى أغطية كثيرة ملونة وجميلة، ولست بحاجة إلى كثير من الألعاب المتشابهة في غرفتي. سألعب بما لدي، وسأكون سعيدًا.

ولكننا نحن -الكبار- لسنا كذلك؛ فنحن بحاجةٍ الى المزيد من الأدوات، والمزيد من الأشياء، والمزيد من وسائل الترفيه. أحتاج إلى مراجعة بريدي الإلكتروني، ومتابعة ما ينشره أصدقائي على تويتر وفيسبوك وانستغرام، وإجراء مكالمةٍ هاتفية؛ ثم أكون جاهزًا للعمل. ولكن عند الانتهاء من كل ذلك، لا تجد لديك من الطاقة والوقت ما يكفي لبذل قصارى جهدك في مهمتك. لذا، تعلَّم أن تكون راضيًا بما لديك، وأن تحصل على ما تحتاج إليه فقط.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *