حل مشكلة الإنتاجية القليلة

هل تشكو من إهدار وقتك وقضاء ساعات في العمل دون إنجاز شيء؟ هل يُشعِرك تراكم أوراق العمل بالضِّيق؟

يزداد الأمر سوءًا حين ترى زميلك في العمل قد أنجز مهامَّه، وحقَّق نجاحًا أكبر منك. قد تظن أنه يمتلك أداة سحرية تُمكِّنه من فعل ذلك. وربما كل ما يفعله هو أنه لا يُؤخِّر مهامه، ولا يسمح لها أن تتراكم.

إن كنت تعاني من هذه المشكلة، فأنت ضحية أعداء الإنجاز الخمسة؛ فتعرَّف عليها الآن كي تتجنَّبها في عملك.

تعدُّد المهام

إنه أمر جيِّد أن تكون قادرًا على إتمام مهام عديدة في الوقت نفسه، لكن احذر أن تتجاوز الحدَّ في ذلك؛ لماذا؟! لأننا نعيش في عالم سريع،سهَّلت فيه وسائل الاتصال الحديثة الوصولَ لكميات كبيرة من المعلومات دون جهد. لذا تحتاج إلى عقل خارق لكي تتمكَّن من الرد على بريدك الإلكتروني ورسائل الجَوَّال في الوقت نفسه.

في دراسة أجرتها جامعة ستانفورد منذ بضع سنوات، وجد الباحثون أن الأشخاص الذين يبالغون في إنجاز مهام عديدة في الوقت نفسه لم يتمكنوا من تصفية المعلومات وفهمها كما يفعل مَن يُنجِزون مهام أقل، ممَّا يعني أنهم كانوا بطيئين في إنجاز مهامهم.

الحل: هل تريد حلًّا؟ قلِّل المهام التي تُنجِزها في الوقت نفسه، وأغلق هاتفك الذكي أو اضبطه على الوضع الصامت، واترك وسائل التواصل الاجتماعي حتى لا تُشتِّت نفسك، ولكي تُركِّز على المهمة التي تنجزها. وإن كنت تنجز عملًا بالغ الأهمية، فلا تفتح بريدك الإلكتروني.

راقب نفسك دائمًا وأنت تُؤدِّي عدة مهام معًا؛ لكي ترى ما إن كنت تحقِّق إنجازًا فعلًا أم تُوهِم نفسك. جرِّب تلك النصائح، وستلمس أثر ذلك في إنجازك.

أن تعمل بلا أولويات

هل أمامك الكثير من المهام و50 رسالة بريد يجب أن ترد عليها، ولكنها جميعًاغيرمتساوية في الأولوية؟! إن كان لديك عمل يجب أن تُسلِّمه صباح الغد، فعليك أن تبدأ به أولًا.

إن لم تكن تفعل ذلك، فلديك مشكلة حقيقية؛ فذلك يؤثر في فعاليتك، وستظل مشغولًا طوال اليوم دون أن تُنجِز أي عمل.

الحل: إليك طريقتي في التعامل مع هذه المشكلة:

  • ضَعْ قائمة بكل مهامك.
  • ضَعْ بجوار كل منها حرفًا يُعبِّر عن أولويتها، مثلًا (أ) للمهام ذات الأولوية القصوى، و(ب) للأقل أهمية؛ وهكذا.
  • عَوِّد نفسك ألا تنتقل إلى المهام الأخيرة قبل إنجاز الأولى كاملةً.
  • كرِّر الأمر نفسه للمهام الأقل أولوية، وهكذا.

أن تُهلِك نفسك في العمل

العمل لثماني ساعات متواصلة أسطورة خيالية لا وجود لها في الواقع؛ لأن الجسد يمرُّ بمراحل عديدة في أثناء تلك الساعات. لذا، إن كنت تعمل لساعات طويلة، فلن تنجز شيئًا؛ لأنك تُنهِك جسدك وعينيك وذهنك.

الحل: قسِّم عملك. يرى توني شوارتز (مؤلف كتاب: The Way We’re Working Isn’t Working) أن: “عليك أن تعمل على فترات، كل فترة مدتها ساعة ونصف، ثم تأخذ راحة، وتكرر ذلك طوال اليوم”. ويضيف:”إنك إن عملت أكثر من تلك المدة،فسترهق نفسك، ولن تتمكن من إنجاز الكثير، وسيضيع جهدك هباءً”.

فإن كانت لديك إرادة حقيقية، يمكنك أن تستغل فترات الراحة أمثل استغلال، بأن تتمشَّى مسافة قصيرة، أو تمارس بعض التمارين الرياضية الخفيفة؛ فبهذا تُقلِّل أضرار الجلوس لفترات طويلة، وتزيد ضخ الإندروفين في جسدك، ممَّا يجعلك تشعر بالسعادة والسرور.

أن تعمل في فوضى

هل لبيئة عملك أثر عليك؟ إن كنت تحيط نفسك بكثير من الأوراق والملفات والملاحظات المُلصَقة، فستُشتِّت ذهنك وتفقد انتباهك؛ وهذا ما لا تريده بلا شك!

إن بيئة العمل غير المنظمة وملفات الكمبيوتر العشوائية تُهدِر الكثير من وقتك، فتذكَّر مثلًا كم ساعةً قضيتها في البحث عن الملفات المفقودة في الأشهر الأخيرة.

الحل: قبل أن تبدأ العمل، نظِّم مكتبك وتخلَّص مما لا حاجة له، واجعل ما تحتاج إليه أمامك. وأيضًا نظِّم ملفاتك الإلكترونية حتى لا تُهدِر الوقت في البحث عن الأشياء المفقودة.

أن تشك في نفسك

هل تسأل نفسك في أثناء أي عمل تقوم به: ماذا إن فشلتُ في تسليمه في الموعد؟ ماذا لو لم تكن للنتائج قيمة تُذكَر؟ ماذا لو أهدرت الوقت في عمل فاشل؟ ماذا…؟

هذا ما نُسمِّيه التفكير السلبي، فتجنَّبه قبل أن يلتهم وقتك ويقضي على حياتك المهنية.

قد تؤدي تلك الشكوك إلى نتائج إيجابية أحيانًا، وقد تساعدك في إنهاء مشروعك أو تكشف لك مهارة جديدة يجب أن تتعلمها؛ لكنها غالبًا ما تُبعِدك عن أهدافك. فإن زادت عن الحدِّ، فقد تُدمِّر ثقتك بنفسك.

الحل: أولاً يجب أن تُدرك المشكلة، وثانيًا اسأل نفسك: هل تستند تلك الشكوك إلى حقائق أم هي مجرد أوهام سببها الخوف من الفشل؟ هل هناك ما ينقصك وعليك أن تُطوِّره لتنجح؟ ما أسوأ شيء يمكن أن يحدث إن اسْتَمْرَرْتَ في العمل؟

تذكَّر أنك تعيش في عالم سريع، وأن التكنولوجيا يجب أن تساعدك وتُسهِّل حياتك؛ لئلا تظل مشغولاً ومتأخرًا عن الآخرين.

ثِق في قدرتك على مُضاعَفة إنجازك إن ملكت زمام حياتك، واعلم أنك لست مُضطرًّا لأن تتأخر في العمل أو تعمل في أيام الإجازات لتنجز مهامك؛ بل كل ما عليك أن تتعلم بعض المهارات التي تجعلك أكثر إنجازًا.

لذا، ابدأ اليوم في التخلص من العادات القاتلة للإنجاز، واستمتع بحياة سعيدة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *