الكثير منا ترعرع في مجتمع حيث المقولة السائدة “أكمل ما بدأته” حتى أننا أصبحنا نحس بالذنب عند مجرد التخلي عن قراءة كتاب ممل جدا، هذه المقولة ليست خاطئة كليا حيث أن الإصرار على فعل الشيء هو شرط في النجاح، ولكن أحيانا التخلي عن فعل الشيء هو الطريقة المثلى للنجاح. ترك وضيفة لا أمل لك في الترقي فيها أو الانسحاب من علاقة مع شخص سلبي قد يكون أفضل شيء يحصل لك. هناك من لديه القدرة على معرفة متى ينسحب وهناك من يجد صعوبة في ذلك ويبقى عالقا في مكانه. الفئة الأولى تتحمس للتحديات ولا تضيع الوقت في حل مشاكل لا توجد لها حلول منطقية، بعبارة أخرى هم يعرفون متى ينسحبون. أما الفئة الثانية فهي تخشى الفشل، فهم يريدون تجنبه بأي ثمن، فتراهم يصرون على فعل أشياء لا طائل من ورائها فقط لأن الانسحاب يعني الفشل عندهم، وهذه طريقة غير منتجة للعمل بطبيعة الحال. معرفة متى تنسحب هي من المهارات التي يمكن تعلمها، إذا رأيت نفسك عالقا مع أشياء من البديهي أن عليك تركها منذ وقت فيمكن ان تمرن نفسك لفعل الأفضل، عليك فقط أن تجرب الترك. لحسن الحظ الحياة مليئة بالفرص لفعل ذلك، وإليك بعض الأشياء التي علينا جميعنا تركها:
توقف عن الشك في قدراتك
الثقة بالنفس تلعب دورا مهما في النجاح، أقيمت دراسة في إحدى الشركات في الولايات المتحدة أين درسوا عملية تقديم الطلبات من أجل الترقية، فوجدوا أن النساء تقدمن الطلب فقط إذا كن تستجبن لشروط العمل الجديد بنسبة 100% ، بينما يقدم الرجال الطلب حتى إن لم يستجيبوا كليا لشروط العمل ووجدوا أنهم يقدمون الطلب ابتداء من نسبة 60%، وعليه فقد أشارت الدراسة إلى أنه من بين الأسباب التي تجعل الرجال يهيمنون على قمة هرم تلك المؤسسة هو أنهم أكثر استعدادا للتجربة من النساء. في بعض الأحيان الثقة في النفس هي فقط ما تحتاج لبلوغ المستوى التالي، والسر يكمن في أنه عليك الإيمان بذلك. الثقة المزيفة لا تنفعك أيضا.
توقف عن تأجيل الأشياء
التغيير شيء صعب، وتحسين الذات كذلك، تخطي الحاجز النفسي وفعل ما تريد هو شيء صعب أيضا وكذا العمل اللازم لتحقيقه، عندما تكون الأشياء التي علينا فعلها صعبة فمن السهل تأجيلها إلى الغد، ولكن للأسف هذا الغد لن يأتي أبدا، عندما تقول أنك ستفعل ذلك الشيء غدا هذا مجرد عذر، وهذا يعني إما أنك لا تريد حقا فعله أو أنك تريد النتائج من دون العمل الملازم لها.
توقف عن الاعتقاد أنه لا خيار لديك
لدينا دائما الخيار، رغم أنه يتوجب علينا أحيانا الاختيار بين شيئين سيئين، ولكن إنه اختيار قبل كل شيء، التظاهر بأنه لا خيار لديك يجعلك تلعب دور الضحية التي تقبل طائعة بمصيرها، عندما تكون ضحية فأنت تتخلى عن قوتك، لكي تنجح في المستويات العالية عليك ألا تتخلى عن قوتك.
توقف عن فعل نفس الشيء مرارا وتكرارا وتوقع نتائج مغايرة
كان أينشتاين يعرف الجنون على أنه فعل نفس الشيء مرارا وتوقع نتيجة مختلفة، رغم شهرة هذه المقولة غير أن البعض يصرون أن 1+1 سوف تساوي في يوما ما 3، الحقيقة بسيطة: إن استمريت في اتباع نفس الطريقة والأسلوب فسوف تبقى تتحصل على نفس النتيجة مهما أملت في العكس. إذا كنت تريد نتائج مغايرة فعليك تغيير طريقتك وأسلوبك وإن كان ذلك قاسيا وصعبا.
توقف عن الاعتقاد أن الأشياء ستفعل نفسها بنفسها
من المغري الاعتقاد أن الأشياء سوف تتحسن في النهاية، ولكن الحقيقة هي أنه عليك انت تحسينها. وهذا يترتب عليه أشياء كثيرة، لا تتوقع أن يتوقف زميلك في العمل عن إغراقك بعمله إن كنت تقبل دائما ذلك، ولا تتوقع أن يتوقف الآخرون عن الاساءة لك ما دمت تسمح دائما بذلك. الأشياء لن تتغير بطريقة سحرية إلى الأفضل، عليك أن تقوم بفعل شيء وأن تتحلى بالمسؤولية.
6- توقف عن قول “نعم” دائما
كلما قلت لشيء “نعم” فأنت بالمقابل تقول ضمنيا “لا” لشيء آخر، مثلا عندما تقول “نعم” لبقائك في العمل متأخرا فأنت تقول “لا” لذهابك إلى ممارسة الرياضة أو لقضاء وقت مع عائلتك. تشير الدراسات في جامعة كالفورنيا بسانفراسيسكو (California San Fransico)إلى أنه كلما كان صعب عليك أن تقول “لا” كلما ازداد احتمال تعرضك للضغط أو الإجهاد أو حتى الانهيار العصبي، و كل ذبك يقلل من التحكم في النفس، قول “لا” هو بالفعل تحدي كبير بالنسبة للكثير من الناس في تحكمهم بأنفسهم، “لا” هي كلمة قوية يجب ان لا تكون خائفا من قولها. الأشخاص الأذكياء عاطفيا يتجنبون عبارات مثل :”لا أعتقد أنني أستطيع” أو “لست متأكدا” عندما يحن الوقت لقول كلمة “لا”. عندما تقول “لا” لالتزامات جديدة فذلك يعزز مقدرتك على الوفاء بالتزاماتك الحالية ويمنحك المزيد من الوقت و الجهد الذي كنت سوف تضيعه على تلك الالتزامات التي تعلم أنه ليس في مقدورك الوفاء بها.