إذا افترضنا أنني سألت زملاءك كيف يكون العمل معك كعضو في نفس الفريق أو المجموعة، ماذا سيقولون عنك؟ هل أنت عضو رائع في الفريق؟ نأمل، بعدما تكون قد قرأت وطبقت أسرار وأساليب هذا المقال، أن تعتبر نموذجا للزميل المثالي الذي يحب الجميع أن يعمل بجانبه.

أثناء حياتهم المهنية، يكون معظم الناس أعضاء في العديد من الفرق والإدارات والمجموعات المختلفة في مقار عملهم. يقدم لك هذا الموضوع نصائح مهمة للوقت الذي تكون فيه ببساطة عضوا في فريق ولا تقوم بقيادته، سواء كان فريق إدارة عليا، أو فريقا من مندوبي البيع أو المهندسين.

بغض النظر عن مدى نجاحك كموظف فردي، تحتاج أن تكون قادرا على العمل بشكل جيد في مجموعات. قد تكون هذه الفرق أحيانا افتراضية أو بعيدة تتطلب مهارات مختلفة، وخاصة مهارات تواصل جيدة، لكنه من النادر جدا أن تلتقي بشخص يستطيع أن يدعي أنه يعمل وحده تماما ولا يحتاج أبدا لأن يكون جزءا من أي فرق على الإطلاق.

إن فريق أو مجموعة من الزملاء هم بالضرورة تشكيلة من مختلف الشخصيات وأساليب التواصل والعقليات. حتى عندما قد يكون لزميلين وظائف متطابقة وخبرة مهنية متشابهة للغاية، فمن الممكن أن يكونا شخصين مختلفين تماما للعمل معهما، على سبيل المثال، قد يكون لأحد شخصية هجومية وأنانية إلى أبعد الحدود بينما قد يكون الآخر متعاونا جدا ويسعى للتوافق الجماعي. إنه بسبب تميز كل شخص يمكن أن يكون لدى الفرق كل أنواع الصعوبات فضلا عن النجاحات اللافتة للنظر.

كيف تکون شخصا يحب الأخرون العمل معه

لن يمكنك التفوق في عملك بصفة يومية إذا لم تكن متآلفا مع من تعمل معهم أو إذا لم تكن شخصا يحب الآخرون العمل معه. قدمت ساندرا داي أوكونور، أول قاض نسائي في المحكمة العليا للولايات المتحدة، ذات مرة بعض النصائح العظيمة التي تلخص جيدا ما يتطلبه الأمر لكي تتعامل بود حقا مع زملاء العمل:

        ” عامل الناس جيدا. لا تضللهم. لا تكن سريع الغضب”

اهدف إلى أن تكون شخصا يلجأ إليه الزملاء تلقائيا طلبا للمساعدة والدعم، شخصا يتمنون العمل معه، يثقون به ويسعدون بالتعاون معه. يمكن تحقيق ذلك بعدد من الطرق التي تبدو بسيطة ظاهريًا :

  • ابدأ بأن تكون لطيفا وطيبا. اصقل ذلك حتى يصدر منك بشكل طبيعي ثم سيتطور ليصبح عادة يومية. إذا كنت مستاء من زميل ما، تمهل قبل أن ترد لتضمن ألا يكون ما تقوله له انفعاليا أو غاضبا للغاية.
  • كن أمينا مع زملائك ، متجنبا قول شيء ما أمامهم وشيء مختلفين ورائهم. قل لزملائك فقط الأشياء التي لن تمانع أن يقولوها لك. لا تكن مخادعا، مثلا بأن تضئ على زملائك بمعلومات. كونك أمينا وواضځا سيسمح لزملائك بأن يتعلموا الوثوق بك ، الأمر الذي لا أصدق أن من دونه يمكن أبدا لشخصين العمل والنجاح معا بشكل مثالي.
  • حاول ألا تبدو أنانيا أبدا، حتى عندما تعلم أنك ربما تتصرف التقيد نفسك نوعا ما. انسب الفضل لزملائك عندما يشاركون في شيء أنجزته ببراعة.
  • خصص وقتا لتنمية علاقات عمل جيدة مع زملائك. تعرف على زملاء جدد عن طريق الاختلاط الاجتماعي، ربما تناول وجبة غداء معهم.
  • کن سخيا ومتعاونا؛ هذا السلوك شديد الأهمية مشروح بالتفصيل أدناه.

إن هذه النصائح تبدو غاية في السهولة، لكن لا يسهل علينا تنفيذها يوما بعد يوم. في الكثير من الأحيان، ينسى الناس المشاركة أو أن يكونوا أمناء، ربما نتيجة للخوف من أن يعرض على أحد الزملاء ترقية بدلا منهم أو لأنهم يمرون بلحظة أنانية ويرغبون في أن يكونوا وحدهم من يبهر رئيس العمل. هذا صحيح، فأنت تحتاج بالفعل إلى المحافظة على نجاح حياتك المهنية، وصحيح أيضا أنك قد تحقق نجاحا قصير المدى بالتصرف بأنانية أو بطريقة مضللة مع زملائك. لكن مثل هذا السلوك لا يمكنه أن يعطيك نجاحا دائما بعيد المدى؛ فسيتذكر زملاؤك كيف تعاملت معهم ثم، بعدما يرتقون أو ترتقي أنت، قد تجد أنهم لن يرغبوا في العمل معك. حتى إنك قد تجد نفسك تفقد وظيفتك نتيجة لذلك.

تعلم أن تحب زملاءك بشكل فطري

كم من زملائك لا تحبهم بشكل خاص أو لا تتوافق معهم نوعا ما؟

غالبا ما أسمع أناسا في مؤسسات يدلون بتعليقات مثل:

  • لا أظن أنني أعجبها.
  • إنه لا يتكلم معي أبدا حسبما يبدو.
  • لست متأكدا ما الخطأ الذي قمت به، لكنه لا يشملني في المناقشات أبدا.

غالبا ما يظن الناس أن أحد الزملاء لا يحبهم أو لا يتوافق معهم. إذا تركت هذه الأفكار دون رادع، قد تصبح حقيقة لأن الشخص الذي يظن أنه مكروه قد يبدأ بتجنب التواصل مع الزميل الآخر، وربما يبدأ حتى بالتفكير فيه بشكل سيئ. أعلم أن تصورات كهذه في الغالب تكون خاطئة وأن الزميل الآخر ليست لديه أي مشاعر سلبية تجاه الزميل الذي يظن خطأ غير ذلك.

ونتيجة لذلك، ظنك أنك تحب جميع زملائك وتتوافق معهم ليس كافيا: عليك أن تتأكد أنهم على علم بأنهم يروقون لك وأنك متوافق معهم.

أفضل طريقة لجعل أحدهم يعرف أنك تقدره وتحبه وتستمتع بكونه زميلا لك هو بإخباره وبأن تريه ذلك من خلال طريقة تعاملك معه، وإشراكه، وكيف تشاركه، وكيف تساعده.

ساعد زملاءك عند حاجتهم

كم عدد المرات التي تساعد فيها زملاءك؟ فقط عندما يسعون وراء نصائحك بشكل نشط أم حالما تلاحظ أنهم يتعثرون؟ كن مدركا أنه لا يمكنك أن تبني مستقبلا مهنيا على النجاح فقط لأنك لا تتعثر أو تفشل، بينما الآخرون من حولك كذلك.

كلنا نتعثر في وقت ما في عملنا، خاصة إذا تغيرت أدوارنا ومهامنا. عندما يواجه أحد الزملاء صعوبات في مهمة محددة أو مشكلة ما، سيكون أمامك اختيار؛ إما أن تتركه لتعثره أو أن تتدخل لتساعده.

قم بالتصرف الأخير كل مرة كن أنت الزميل المبادر الذي يعرض المساعدة، ويدژب، ويوجه زملاءه.

قد يبدو العمل على تنمية علاقات عمل رائعة مع الزملاء کاستراتيجية بسيطة وبديهية للنجاح. قد تكون بديهية وبسيطة على حد سواء، لكن بسبب تصورات الناس وانفعالاتهم ومهاراتهم في العلاقات بين الأشخاص، يكون من المألوف ألا يتوافق الزملاء بشكل جيد وأن يكون هناك انعدام في الثقة والمشاركة والتواصل. يمكن لهذه المشكلة أن تتضاعف عندما تكون للزملاء خلفيات ثقافية مختلفة أو عند تواجدهم في مكاتب أخرى.

ابدأ بأن تكون شخصا قد يطلق عليه زملاؤك عضوا رائعا في الفريق، شخصا يستمتعون بالعمل معه ويحبون مشاركته والتعامل معه بشكل يومي. إذا استطعت تحقيق ذلك، فستكون قد وضعت منهجا رائعا يمكنك من خلاله أن تتفوق في عملك.

وفي المقابل، فأنت مشجع دائما على أن تحب وتتألف مع كل زملائك. هذا قد يتضمن تجاوزك لتلك اللحظات عندما لا ينسب لك أحد الزملاء ما تستحقه من فضل أو ربما يكون قد بخل عليك بمعلومة، تحدث عن مثل هذه الوقائع مع زملائك، لكن تجاوزها بعد ذلك بشكل إيجابي.

أظهر لزملائك أنك تقدرهم وتحترمهم؛ قد يكون هذا في بساطة إرسال رسالة شكر إلكترونية ويصل إلى أن تخبر رئيسك كيف كان أحدهم متعاونا في مشروع انتهيت لتؤك منه.

وفي النهاية، لكي تحتفظ بعلاقة رائعة مع زملائك، كن دائما على استعداد المساعدة ومنح وقتك ودعمك عند الحاجة إليهما، سيساعدك ذلك على تكوين ما يسمى ب “رصيد إيجابي بالبنك العاطفي”، ثم عندما تحتاج مساعدة زملائك، سيكونون على الأرجح أكثر استعدادا لرد الجميل عن رضا.

حكم ومقولات عن زملاء العمل

ليس هناك من هو حكيم بالقدر الكافي لوحده بلاوتوس

التجمع معا بداية. الاستمرار معا تقدم. العمل معا نجاح. هنري فورد

علينا جميعا أن نتحد معا، وإلا بلا شك، سيشنق كل منا على حدة”. بنجامين فرانكلين

إن الموهبة تفوز بالمباريات، بينما العمل الجماعي والذكاء يفوزان بالبطولات مايكل جوردان

من المذهل كم العمل الذي ينجزه الناس إذا لم ينشغلوا بشأن من سيحظى بالفضل مثل سواحيلي