هل حدث وقمت بقيادة سيارتك لمسافة طويلة وأنت تحمل حقيبة على رأسك ؟ بالطبع لا ، كيف كنت ستعرف ما إذا كان لديك ما يكفي من الوقود، أو أنك تقود في الاتجاه الصحيح ، أو أن هناك وميضا للون الأحمر يعلن عن مواجهتك لحالة طارئة ؟ إن عينيك والسيارة يمنحانك المردود اللازم الذي يساعدك على الوصول إلى المكان الذي تريده بسلام . وعلى المستوى المالى ، فإن إدارة مشروعك بلا ميزانية تشبه لو كنت تقود سيارة وأنت تحمل حقيبة على رأسك ، كيف كنت ستعرف ما إذا كان لديك المال الكافي للتوسع في المشروع ؟ وكيف كنت ستعرف ما إذا كنت على المسار الصحيح لإنجاز أهدافك في المبيعات هذا العام ؟ وهل يمكنك استقدام موظف آخر ؟ سوف تخبرك ميزانيتك بكل هذا . وبدون ميزانية، فإنك لا تستطيع حقا معرفة ما إذا كنت تتجه نحو ما خططت للوصول إليه .
وفي الحقيقة فإن الكثير جدا من أصحاب المشروعات الصغيرة ليس لديهم فكرة مالية واضحة عما يريدون الوصول إليه، وليس من الصعب معرفة السبب في هذا؛ فإن الكثيرين منا ينظرون إلى الميزانية على أنها في أحسن الأحوال شر لابد منه، وفي أسوأ الأحوال شیء لابد من تجنبه. والنظرة التقليدية هي أن أي ميزانية عبارة عن خطة مقيدة تجبرك على حرمان نفسك مما ترغب. ولكن الخبر السار هو أن أية ميزانية من الممكن أن تكون مختلفة كثيرا عن هذا .
ومن المفيد أن تعيد التفكير في تلك الكلمة، وبدلا من كلمة ميزانية ضع كلمة خطة، فالخطة الجيدة هي دليل وليست عقدة. فإن وجود خطة منطقية ذكية هي أداة للمشروع تمكنك من تحديد مصادرك التي تحقق لك أقصي فائدة، ووضع خطة يمكنك من التحكم في تدفق النقد الخاص بمشروعك بدلا من أن يتحكم هو فيك.
اقرا ايضا: كيفية إعداد ميزانية لأي المشروع
ولا يجب أن يكون وضع الميزانية معقدة أو مستهلكا للوقت، فالهدف هو أن تحسب مقدار المال الذي سيجب عليك إنفاقه والمكان الذي ستنفقه فيه. إنها مسألة البحث خلال سجلاتك لمعرفة مقدار الدخل، والمكان الذي يصرف فيه، وعندئذ المكان الذي تريد أن يذهب فيه بدلا من ذلك. وهذا بالفعل كل ما تحتوي عليه أية ميزانية . فهي خطة مشروع تمكنك من وضع أموالك في أفضل مكان يمكن أن توضع فيه.
وسوف تشتمل ميزانيتك على فئتين :
الدخل التصور والنفقات ( للمرة الثانية أقول لك إن أي برنامج كمبيوتر جيد خاص بالمحاسبة سيجتاز بك تلك العملية)،
بالنسبة للدخل، عليك أن تقيم بحرص مقدار المال الذي يمكنك توقع ربحه خلال العام القادم من جميع مبيعاتك ومصادر الدخل الأخرى. انظر إلى ما حققته العام الماضي واستنتج منه للعام القادم .
وإذا كان مشروعك جديداً، فما الذي تقوله خطة المشروع ؟ كن واقعياً. فإذا رسمت صورة وردية، فإنها يمكن بسهولة أن تصعب عليك الأمور بدرجة لا تتخيلها وتجد نفسك تنفق أموالا لم تتخيلها مطلقا ، وإذا حققت ربحا أكثر مما توقعته فهذا شيء رائع ، ولكن إذا حققت ربحا أقل ، فاحترس !
أما بالنسبة للنفقات ففكر بحرص فی کل النفقات الواجبة عليك : الإعلانات ، والسيارات ، والتأمين ، وقيمة الإيجار ، والضرائب ، والهاتف ، والمنافع والمواد الخام ، والأجهزة ، والرواتب . جميع النفقات التي تتوقعها۔ والتي سيتطلبها المشروع خلال العام القادم.
وعندما ترى دخلك ونفقاتك التي تتصورها على الورق ، فإنك ستعرف بالضبط مقدار المال الذي سيجب عليك تحقيقه كل شهر للحفاظ على استقرار الأمور ، وكذلك مقدار المال الذي يجب عليك الاحتفاظ به للاستعانة به وقت الحاجة.
وسوف تكون أقل ميلا للتورط في نفقات ليست جزءا من الخطة، وبوجود ميزانية، فإنك ستضمن ألا تكون نفقاتك أعلى من دخلك، وأن أموالك تذهب إلى ما تعتقد أنه أفضل مكان لها.