تعتبر شركة ابل من انجح الشركات التي استطاعت أن ترتبط بالمستهلك عاطفيا ، والارتباط تخطي الحدود ليصبح أكثر من العاطفة ربما يكون الارتباط دينيا وعقائدينا !، فحينما تقترح جهاز آخر على شخص معجب بشركة ابل وتسعى لإقناعه أن منتجات أبل سيئة جدا فإنه سينهال عليك بالمديح وقد يضطر للدفاع عنها ولا يبالي لو وصل الأمر للخصام والعراك، وجميعنا قد لاحظ مؤتمر إطلاق أيفون 6 وقوة التضخيم الإعلامي الذي حظي بالمؤتمر والناس تتدافع وتتزاحم على المتاجر لاقتناء المنتج مع انه وجد عيوب في منتج أيفون الجديد وأطلقت إعلانات ساخرة حول انحناء الجهاز ومع ذلك حرص الناس لشراء الجهاز، حتى لو باعت شركة أبل منتج فارغ فالعملاء سيحرصون على شرائه أيضا، فشركة أبل جعلت المستهلك يشعر بندرة المنتج واستطاعت تمييزه عن بقية المنتجات المنافسة.
ولكن يبقى السؤال الأهم :
هل كل هذه الهالات والصيحات أتت عن طريق المصادفة ؟
الجواب بالطبع لا، فـ ابل لديها مراكز للدراسات والأبحاث وتنفق الملايين على سياستها التسويقية حتى زادت من قوة نفوذها في الدماغ البشري فهي تلعب على الأوتار الحساسة للناس كما توجد دراسة تفيد أن المنتجات الناجحة هي تلك التي تمتلك قواسم مشتركة مع المعتقدات الدينية، فعلى سبيل المثال، صادفت في الآونة الأخيرة أن هناك ديانة تسمى جوجلزم وهي ديانة جديدة وألهها جوجل ومع ذلك يقومون بدعوة الناس للاقتناع بأن محرك البحث جوجل هو الآلهة الحق الذي يجب على البشرية أن تتبعه، فهل ارتبط الناس دينيا ؟؟
وأيضا متاجر ابل تشبه المعابد الدينية، ويقول مارتن إذا زرت متجر ابل في مدينة مانهاتن فما عليك إلا أن تقف خاشعا. الذي يجري أمامنا ليس استعراض منتج وبيعه بل أكثر من ذلك، فالعلاقة بين شركة ابل والمستهلك ليس عملية شراء وتبادل، بل هناك علاقة حب جعلت الشركة تدر أرباح بالمليارات مع المحافظة على علاوة الأسعار، فالإستراتيجية التسويقية لشركة ابل تأتي بانسجام تام مع المستهلك مع التركيز على العاطفة وذلك من خلال توظيف تقنيات نفسية لاستثارة عواطفنا ومن ثم تقودنا إلي الارتباط.
مقال ذات صلة : خمس اسرار تسويقية عن شركة ابل