الطريق المسدود
يلجأ العملاء الى المدربين حين يطول بهم الدرب ليصطدموا في النهاية بطريق مسدود . يحمل هذا المصطلح بين طياته الكثير من المعانى . فربما يشير إلى افتقارهم للشغف اللازم للمثابرة. او الى القدرة على التعلم واكتساب الخبرات الجديدة اهدافهم فى الحياة والتي قد تنتهي بخيبة أمل مفجعة.
انطلاقا من هذا التنوع على المدرب أن يحدد أولا ما يقصده العميل بهذا المصطلح وتتراوح الاجابات فى معظم الأحيان بين الوحدة والانعزال والإهمال وسوء الفهم والافتقار الى الحب وعدم الاستيعاب ولا جدوى في مثل هذه الحالات من الدخول فى مناقشات مطولة حول صحة او سوء تقدير العميل للموقف ووصفه لحالته . لكن يبقى باستطاعتك ان تمد يد العون من خلال :
- ابتكار أنشطة تمكنه من توفر الدعم والعناية الشخصية وسبل الترويح عن النفس، اكتشفنا معا النطاقات والعلاقات التي تؤرقه وابتكارا الاستراتيجيات التى تلبى احتياجاته فى هذه النطاقات بشكل واقعى .
- صمما مجموعه من الانشطه التى تؤول به الى الاعتدال فى طموحاته وتوقعاته مما يجنبه الاحباط وخيبه الامل . حيث يفرط الكثيرون فى متابعة البرامج التلفزيونية التى تضفي على الحياة لمسه زائفة من الكمال والجمال ، فيصيبهم الواقع بالياس والاحباط .
- مساعدة العميل على تبنى العادات الايجابية كاتباع الانظمه الغذائيه الصحيه . وممارسه الرياضه . والحصول على قسط كاف من النوم.
- تمكين المدرب من بناء شبكة علاقات قويه تعوضه عن العزلة والدعم المفقود وتحقق له التفاعل المنشود . قد لا تجمعه صلات قوية بالناس في الوقت الراهن ، وفى مثل هذه الحالة يمكنك ان تساعده فى التواصل مع أقاربه وأصدقائه القدامى مما يضفي على حياته لمسه من الحميمية ويشعره بدفء التواصل والتلاحم بدلا من الانعزال والتشاؤم
- تقليص التوتر من خلال دعمه للابتعاد عن المواد والمنبهات الكيميائية والشاشات الإلكترونية قدر المستطاع.
- حثه على الاستعانة بأشياء تغمره بالشغف وتجعله اكثر إقبالا على الحياة كالاحتفاظ بصور لأفراد أسرته وأصدقائه المقربين . او بعض الزهور والنباتات المنبثقه داخل غرفته ، وغيرها من الأشياء التي تذكره بتمتع الحيا التي تنتظره.
بمجرد ان يتعلم عميلك يعتنى بذاته ، ويلبي احتياجاته و ويعتدل فى توقعاته ، تتدفق الحياة بسلاسه وانسحاب ، فكسر قيود عزلته وينفتح على العالم المفعم بالفرص والإمكانات واسعد اللحظات. والاهم من ذلك هو ان يفتح الطريق المسدود ويرى فى نهاية امله المنشود .
هل ضاعت الجهود – ام ان الامل موجود ؟
تتوقف برامج التدريب الشخصي لأسباب عديدة . فقد ينسى العميل او يتجاهل ما تعلمه واكتسبه من خبرات طوال البرنامج ليصاب المدرب باليأس والاحباط معا مما قد يشل قدرته على الابداع والابتكار ، بل والاستمرار فى البرنامج التدريب فى البرنامج التدريبى ايضا . وسرعان ما يتملك اليأس بعض المدربين يتخلوا عن أدوارهم ملقين باللوم على عملائهم “غير الملتزمين ” .غير مدركين ان تلك اللحظات جديرة بأن تخلق التحدى الذى طال انتظاره. قد تساعد الخطوات التالية في تجاوز هذا المأزق.
- استرجع مقابلتك الأولى مع العميل وتحاور مع المقربين له والمحيطين به ؛ فربما أسأت فهم بعض النقاط أو غابت عنك بعض الاعتبارات .
- تأكد من تمتع عميلك بالطاقة والعاطفية والنفسية اللازمة للاستمرار .
- جدد بيئة التدريب كأن تتنزها معا فى إحدى الحدائق ، او على شاطئ البحر، أو فى الطبيعة الخلابة التى تصفى الذهن وتريح الأعصاب حيث تلعب البيئات المتنوعة دورا حاسما فى تنبيه الوعى الذاتى وتحرير العميل من التفكير التقليدى والسياقات النمطية،
- راجع مع عميلك مراحل التدريب التي مررت بها والوعود والالتزامات المتفق عليها مسبقا للبحث عما تم تجاهله أو اسئ فهمه.
- ادمج الأنشطة الضرورية وجلسات التدريب . فبدلا من إلزام العميل بالذهاب إلى احدى القاعات الرياضية لممارسة نشاط ما . تستطيع أن تنظيم جلستك التالية فى ذاك المكان.
- عدل المحتوى التدريبى من حين الى آخر ؛ فان كان معرفيا بحثا. زوده ببعض الأنشطة البدنية . وإن كان موجها إلى المشاعر والوجدان .حوله إلى طاقة ذهنية تثمر عن افكار مادية او عملية .حفز عميلك على ممارسة الفنون وزيارة المتاحف والسفر وقراءة الشعر كى تتسع مداركه ويتعرض لخبرات عديدة تسهم فى تشكيل رؤيته الجديدة وإثراء هويته الفريدة .